18 ديسمبر، 2024 8:49 م

حزب الدعوة لن يحكم العراق مجدداً

حزب الدعوة لن يحكم العراق مجدداً

أن من أجمل الأمنيات التي كنا نتمناها قبل سقوط نظام صدام حسين أن يكون لنا شرف الانتماء الى حزب الدعوة ، رغم أن مجرد الكلام في هذا الموضوع كان يقابله قطع رقبة المتكلم وقد يمتد القطع الى رقاب عائلته ومن حوله ، كان صدام حسين دائما يطلق على حزب الدعوة (بحزب الدعوة العميل ) والحقيقة هي كلمه كنت أعتقد أن صدام حسين يطلقها للتظليل فقط وأتضح بعد ذلك المقصود منها ان جميع كوادر حزب الدعوة يعملون لجهات خارجية اي مرتبطين بدول أخرى .

ليس من الغريب أن يكون حزب اسلامي حليف لأمريكا والتاريخ يشهد على علاقة وقيادة الولايات المتحدة الامريكية للكثير من المنظمات الارهابية ، والحركات الاسلامية فأن من أكبر الاحزاب الاسلامية كان حليفا لأمريكا الحزب الاسلامي وهو الاخ الاكبر لحزب الدعوة ، فأن حزب الدعوة في بداية دخول العراق كان لا زال متمسك ببعض المبادئ ولم يصوت على احتلال العراق في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية ،لكن بعد احتلال العراق جاءوا الى (محمد باقر الحكيم )وطلبوا ان يكون لهم دور في الحكومة وحق في مجلس الحكم الذي كان يدار من قبل الحاكم المدني (بول برايمر) وما كان من الحكيم الا ان يلبي طلب هذا الحزب العريق الذي كان ينتظره العراقيين ليبشرهم بحكمه العادل وأصبح حزب الدعوة بعد ذلك داخل السلطة وسرعان ما اصبح حليف امريكي عالي الجودة ، ومن ثم اصبح حليف ايراني كان قليل الجودة في بداية حكم حزب الدعوة لكن في زمن المالكي اصبح عالي الجودة وخصوصا بعد خروجه من رئاسة الوزراء .

ومن ثم دهاء حزب الدعوة في السياسة لم تصل اليه الاحزاب الفتيه التي نشأة في العراق أضافة الى الارث التاريخي الذي يحمله وهذا اهله لاستلام رئاسة الوزراء ، ومن ثم أيضا أستطاع حزب الدعوة أن يخلق العداء بين أكبر قوتين وهم المجلس الاعلى والتيار الصدري ، وبسبب هذا العداء الذي وصل الى القتال وحرق المكاتب ، اختار التيار الصدري صاحب المقاعد الاكثر حزب الدعوة لتسلم رئاسة الوزراء كنايتاً بخصيمه وبعدوه المجلس الاعلى ، بل وحتى المجلس الاعلى قبل تجزئته من قبل ايران اقتنع باستلام حزب الدعوة لكن بقي منافساً شكليا لهم .

ثم حاول حزب الدعوة وبزعامة المالكي انهاء اكبر قوة في العراق وهي التيار الصدري ، وكان هذا بمساعدة الامريكان ودعمهم المطلق ، و الإيرانيين ايضاً فالجميع يريد تقسيم وتشتيت التيار الصدري لكي يحصلوا على النفوذ التي يمتلكها هذا التيار اولا وثانيا للخلاص منهم كقوة مهددة .

وحاصر المالكي جميع الصدرين في العراق وسجن منهم اكثر من( 4000 )الف شخص متهم بمادة (4) ارهاب لمقاومته الامريكان وتهجير اكثر من (10000) شخص وما كان من ايران الا ان تفتح ابوابها للغنائم البشرية من الصدريين الهاربين من الامريكان وحكومة المالكي ، فكثرت الانشقاقات في التيار الصدري وتحولت الانتماءات وتعددت الفصائل حيث قبل ذلك لم تكن الا قوة جيش الامام المهدي ، وفي الحقيقة ان المالكي كان عازم على القضاء على من سلمه كرسي الرئاسة (التيار الصدري )لأنه القوة الوحيدة التي تهدد وجوده واستمراره ، واخر ما فعله المالكي وبعد هجومه على الصدرين ما يسمى( صولة الفرسان ) اصدر مذكرة اعتقال على زعيم (التيار الصدري مقتدى الصدر) الذي وضعه رئيسا للوزراء ، وكانت هذه بداية نهاية المالكي بشكل خاص وحزب الدعوة بشكل عام لكون حتى الاحتلال الامريكي لم يستطيعوا اصدار مذكرة اعتقال على الزعيم العراقي مقتدى الصدر رغم قتله الاف الجنود الأمريكيين لما يملكه من قوة مسلحة وقوة جماهيرية هائلة .

فسرعان ما جمع مقتدى الصدر اشتات التيار الصدري، بأنشاء اكبر قوة في العراق بعد لواء اليوم الموعود الذي كان يقاوم الامريكان ، وهي( سرايا السلام ) التي يبلغ عددها اكثر من 200،000 الف مقاتل بقيادة العيساوي ، وهزم الامريكان شر هزيمة في جنوب العراق والوسط وبغداد ، ثم بعد خروج الأمريكان حول السيد مقتدى الصدر تياره الى النزول المدني والتظاهرات السلمية وهذا الاسلوب حديث جداً وهو استخدام الرأي العام أي تحريك الجماهير والذهاب باتجاه التظاهرات السلمية التي باستطاعتها ان توقع الحكومة متى ارادت ، أضافتا الى انه يملك قوة سياسية متكونه من سبعة وزارات و (40 ) مقعد في البرلمان السابق.

وبعد انتهاء ولاية المالكي وتسلم العبادي الذي كانت ادارته توصف بالضعف رغم الانتصارات التي تحققت في زمنه ، الا انه لا امل في استلام العبادي لرئاسة الوزراء لولاية ثانية رغم دعم الامريكان ، الا اذا دعمه الصدر الذي لقب( بصانع الملوك) الذي نصحه بأن يستقيل من حزب الدعوة ليكون مستقل لكن العبادي لم يمتثل ، وعند تشكيل الكتلة الاكبر من قبل سائرون والعبادي والمكون السني ارتفعت حظوظ العبادي لكن سرعان ما تلاشت وانتهت بعد احداث البصرة ، ومن ثم طلب سائرون الحليف الاكبر والفائز الاول من العبادي تقديم استقالته ، واخرها صدرت تعليمات من المرجعية العليا في النجف بان لا يتسلم رئاسة الوزراء الحالية شخص كان له منصب في الحكومات السابقة وبذلك انتهت حظوظ حزب الدعوة واعتقد بات الجميع لا يرغب بترشيح اي شخصيه من حزب الدعوة ، في اعتقادي ان هذا بداية نهاية استلام رئاسة الوزراء لحزب الدعوة بل بداية نهاية حزب الدعوة في العراق الذي لا يملك الجماهير بقدر اعتماده على السلطة ، والاحداث تتجه لا نتاج تحالف جديد بين فتح وسائرون وأبعاد المالكي .

ما كنا نود التوصل اليه هو تفسير حقبه زمنية لحكم حزب وتفسير كيفية انتهائها بعيدا عن اي تحزب وبكل حيادية فما اتوقعه أنها بداية نهاية حكم حزب الدعوة لرئاسة الوزراء بل هي ايضا بداية نهاية حزب الدعوة في العراق.