23 ديسمبر، 2024 2:05 م

حزب الدعوة: قبل أن ينزلق الى الهاوية!..

حزب الدعوة: قبل أن ينزلق الى الهاوية!..

ألغى السياسيون العرب عملية الجمع من الرياضيات, وباتوا مغرمين الى درجة العشق الأبدي, بطريقة القسمة؛ لأنها الطريقة الوحيدة التي لا يتبقى فيها باقٍ, ليتفقوا عليها, وتحويل الدول الى دويلات, لهذا أحتاجوا الى جدول الضرب؛ فكل دويلة تضرب مثيلتها, وقبيلة تقتص من أختها, وبدأ العد التنازلي لعميلة الطرح, وهكذا هو الوضع دائماً, فالقادة والرؤساء يطرحون دون رجعة, في مزبلة التاريخ.
إذا أردنا إستخراج العملية الحسابية, من هذه الفوضى, التي وضعها السياسيون العرب, نصل الى نتيجة واضحة, وهي أن المظلومين يصنعون التاريخ بجهادهم, ضد التقسيم, والإقصاء.
لو أن الخوارزمي موجود الآن, لتمنى أنه لم يخترع العملية الحسابية؛ لما وصلت اليه الدول العربية من تناسباً طردي, في كل شيء, فزيادة عمليات القتل والتهجير, تقابلها زيادة في أعداد الوفيات, وبعد الجمع نجد أن النتيجة هائلة في الدمار والحروب, حتى باتت أشلاء الناس, تجمع على طريقة المدرج التكراري, لتضع نشاطاً متزايداً, لصانعي الموت.
هذا ما يدور في السياسة العربية عامة, أما في العراق, فالوضع خاص بعد التحرير المزعوم في (2003)؛ حين إستبشرنا به خيراً, لكن العراق دخل في دوامة مخيفة, جعلت منه أرضاً للتصارع والتناحر, بسبب الخليط الإجتماعي وتشكيلته, التي تحمل في طياتها طوائف كثيرة, وهذا ما أستغله المالكي, في ثمان سنوات من حكمه, فلم يكن المالكي المستغل, قد أثر على العراق وحسب, بل حتى على صورة حزبه المنتمي اليه.
حزب الدعوة بتاريخه التي يتحدث عن أدبياته, عليه أن يراجع وضعه كحزب سياسي وطني, قبل أن ينزلق الى الهاوية, فحين تولى المالكي رئاسة الوزراء, بدأ العد التنازلي لأسهم هذا الحزب, حتى أكبر قياديها أعلنوا العصيان, على تصرفات امينه العام.
الفترة الرئاسية للمالكي, أصابت العراقيين جميعاً بخيبة أمل, وأنتهت بالآم الشمس المحرقة, والنزوح الشتوي القارص, فبدأت الأمراض الأجتماعية تغزو بلادنا, والتهمت جميع الأعراف والتقاليد, فتراجع المشهد السياسي نحو الأسوء, ثم أكثر سوءاً, وباتت نظرية الحياة بلا أمان هي السائدة, وفايروس الطائفية الذي زرعه بجسد العراق, بدأ يتحول الى وحش, يصعب السيطرة عليه.
أسباب كثيرة جعلت من السيد المالكي يخسر رصيده, فقراراته الخاطئة أوصلت حكومته, الى مقررات خاطئة,  فتحولت فترة توليه للرئاسة الى عزاء هزيل ومرعب, يطارد أعضاء حزبه.
لم يكن الأمين العام للحزب أميناً, وأثبت للجميع بأنه لم يكن ورقة رابحة أيضاً!, فقد تسبب بخسارة شعبية للحزب, ومعها بعض القيادات المؤسسة له, من أجل إرضاء أعضائه الدخلاء الجدد, رغم أن ماضيهم لا ينسجم مع هذا الحزب العريق, فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير.