19 ديسمبر، 2024 3:29 ص

حزب الدعوة بلا قناع

حزب الدعوة بلا قناع

كنا، نحن الشباب متعطشين للقراءة , ابان الثمانينيات من القرن الماضي , نقرأ أي كتاب يقع في أيدينا , خصوصاً اذا كان الكتاب ممنوع , وبحسب القاعدة التي تقول (كل ممنوع مرغوب) . وقد منع النظام المباد جميع الكتب الدينية الشيعية، وغيرها من الكتب الاخرى, وخصوصاً كتب محمد باقر الصدر, الاب الروحي لحزب الدعوة , مثل :فلسفتنا , اقتصادنا , البنك اللا ربوي…الخ، وكنا نشتريها مستنسخة وبأثمان باهضة، رغم خطورتها ,ومشتريها كأنه يلعب بالنار، فالذي تقبض عليه الأجهزة الأمنية آنذاك, فأنها لن تتوانى بزجه في المعتقلات, ريثما يلقى مصيره المحتوم، وهو الإعدام  .ونحن لم نكن منتمين الى حزب الدعوة ولا من مؤيديه ,ولا من الذين يؤمن بنظريته، لأننا لم نعرف عنه قليلاً ولا كثير , والصحيح كان حزب الدعوة وهماً, او بعبع، إذ أن كل من تقبض عليه الأجهزة الأمنية، وفي حوزته كتاب ديني تكون تهمته انه ( حزب الدعوة)!، فيسجن أو يعدم بهذه الذريعة . وكان اي شخص يكره شخصاً آخر بإمكانه ان يبلغ عنه بأنه ( حزب الدعوة) فلا تتوانى السلطة في القاء القبض عليه بطرفة عين . فعلى شأن حزب الدعوة وصار حتى الذي لم يسمع به صار يعرف ان هناك حزباً بهذا الاسم معادي للحكومة , فصدام , من حيث يعلم او لا يعلم , صنع هالة مزيفة لهذا الحزب, وصار أسمه على كل لسان . وكانت وسائل اعلام الدولة تطلق عليه ( حزب الدعوة العميل) وتقصد انه مدعوم من قبل أيران , خصوصاً وان معظم قياداته قد فرت الى أيران . فلصدام الفضل الكبير في رفع من شأن الحزب أعلامياً . أضف الى ذلك أن العديد من قياداته قد اعدمهم النظام , والبعض تركوا الحزب نهائياً وندموا على انتمائهم اليه , امثال ضياء الشكرجي والدكتور عبد الجبار الرفاعي , وغيرهم الكثير وكان آخرهم أبراهيم الجعفري . وحدثت أيضاً انشقاقات كثيرة في صفوفه , مثل ( حركة الدعوة ) ( حركة عز الدين سليم) (تنظيم العراق ) وغيرها . ونستطيع القول : ان الشخصيات الحقيقية للحزب اعُدمت على يد النظام , والقسم الآخر منهم استقال , ولم تبق الا هذه الوجوه التي تسنمت الحكم في العراق اليوم وفعلت ما فعلت . ومنهم المتهم الهارب عبد الفلاح السوداني الذي سرق اموال العراق، وفر بها الى الخارج , وهو من أكبر شخصيات ووجوه حزب الدعوة . يقول عنه بعض مقربيه , انه كان قدوتهم , ومثلهم الأعلى ! , ولا أدري بعد اليوم ماذا يقولون عنه  . هذا هو الحزب الذي قتل النظام من العراقيين ما قتل بتهمة الانتماء اليه .والمشكلة ان هناك العديد من الناس من يقدس هذا الحزب , بعد كل الذي فعله من عجائب ومصائب . قضية عبد الفلاح اصبحت معروفة للجميع , ولم يختلف عليها أثنان , وحزبه , الى الآن لم يتبرأ منه , بل أنه لا زال على قيد الحزب , وهذه هي الطامة الكبرى , فكيف انهم يدعون مسلمون وعلى نهج الأمام علي !.وقد وصف، ضياء الشكرجي، هذا الحزب، بأنه نسخة من (حزب اخوان)،لكنها نسخة شيعية.‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية

أحدث المقالات

أحدث المقالات