8 أبريل، 2024 5:12 م
Search
Close this search box.

حزب الدعوة العربي الاشتراكي بقيادة صدام المالكي! – 3

Facebook
Twitter
LinkedIn

– الجبن وعقلية المؤامرة والاستعانة بالعشائر
كان صدام حسين يتنقل في مدن واقضية ونواحي وشوارع العراق متى ماشاء وكيف ما شاء وكان يدخل المنازل ويصعد اسطحها وياكل من قدور المواطنين ويقف على ظهر سيارته المرسيدس غير المصفحة ليحي جموع الشعب الذين خرجوا طوعا وكرها, كل ذلك كدليل على سيطرته على البلاد من شمالها الى جنوبها وكانت افواج حمايته ينتشرون في كل مكان ويهيئون المواقع التي يزورها ويقفون على اسطح المنازل لحمايته علما انه لم يكن احد ليتجرأ حتى في احلامه على محاولة النيل منه جسدياً وعليه فلابد لنا شئنا ام ابينا ان نصفه بالشجاعة النسبية ان يخرج للناس رغم علمه بالكم الكبير من الكره الذي كان معظم افراد الشعب العراقي يكنه له, رغم ذلك لم اشاهد في حياته موكبا رسميا في بغداد قطع الطرق او ضيق على الناس او شهر السلاح في وجوههم, بل كنا نشاهد بين الحين والاخر سيارات مرسيدس سوداء تمر في هذا الشارع او ذاك وكنا نعبر الجسر المعلق ونمر من امام بوابة القصر الجمهوري وكان الافضل ان لا تنظر لا يمينا ولا شمالا كي لا يشك فيك افراد الحماية المعدودين امام بوابة القصر, اما صاحبنا المالكي فليبلغني اي عراقي شاهده في شوارع بغداد او اية من المحافظات راجلاً يزور المواطنين او يتحدث اليهم الا بعد انزال قوات اكبر من عدد المواطنيين في المكان المزمع زيارته, ولا تستغرق الزيارة سوى دقائق معدودة ليتوارى بعدها عن الانظار. لقد اصبحت الحمايات الخاصة بالمالكي تتصرف على نحو ابشع واسوء من حمايات صدام حسين انذاك والويل لمن يقف في طريق احدهم, وبلغ الاستهتار حدا ان اصغر حماية للمالكي بامكانه اهانة اي شخص وفي اي وقت بل وحتى اهانة رجال الشرطة والمرور لاتفه الاسباب, ولم يكتفي المالكي بكل الاجراءات الامنية والالوية والفرق التي يحركها لحمايته عند تنقله, بل اصبح منذ فترة طويلة يتنقل جوا, فهو لا يثق باحد ويعيش هو والدعاة حالة من الجبن والانهزام النفسي بحيث انهم لا يغادرون المنطقة الخضراء متحصنين بقلاعها وجدارانها رغم تبجحهم ليل نهار بان الوضع الامني مستقر وانه تم القضاء على الارهاب, فالسؤال لماذا اذا المنطقة الخضراء التي تصنّف سكنة بغداد الى سكان المنطقة الخضراء والحمراء, اليس المفروض ان يكون من واجب الدولة حماية مواطنيها لا التحصن والتخندق خلف جدران وقلاع كما كان اليهود عليه من قبل وكما هو الحال مع جدار الفصل العنصري الاسرائيلي, وترك ابناء الشعب يلاقون مصيرهم المجهول بسبب لعبة التجاذبات الطائفية بين الاحزاب والسياسيين.
عار عليكم ايها الدعاة:
لابد من القول انه واحد من اكبر وصمات العار على حزب الدعوة هو تخندقه خلف جدران المنطقة الخضراء الى يومنا هذا ولاأقصد مقر الحزب في مطار المثنى الذي سيطروا عليه بشكل غير شرعي ولا قانوني اتباع دولة القانون! بل اقصد ساسة الحكم من حزب الدعوة, فاذا فهمنا ان الاميركان انشأوا المنطقة الخضراء حماية لانفسهم من غضب العراقيين كونهم قوة احتلال, فكيف نفهم تحصن المالكي وساسة العراق الجدد خلفها وخوفهم من الشعب؟ واذا كان الامن مستتب فلماذا المصفحات وافواج الامن والدفاع عن المسؤولين في الحكم؟ لمذا لاتنفق هذه الاموال لانشاء دور ايتام وارامل ومدارس ومستشفيات وملاعب كرة قدم؟ عندها لن تحتاجون الى حمايات وسيحميكم الناس, من خوّلكم العبث باموال العراقيين لحماية انفسكم؟ ان كنتم بهذا الجبن فاتركوا العراق وارحلوا الى دولة الولي الفقيه فهو لن ينفق عليكم فلسا من امواله على حمايتكم. كيف تدعون انكم اتباع علي بن اي طالب وهو القائل لصاحبه قنبر عندما سار خلفه ليلا لحراسته ما ورائك قال احرسك قال عليّ بن ابي طالب أمن الانس ام من الجن؟ كفى بالاجل حارساُ! اين هذه الكلمات العرفانية الرائعة لعلي من سلوك حزب الدعوة واعضائه الذين ترتعد فرائضهم خوفا عندما يغادرون المنطقة الخضراء؟ كان الجعفري ايام حكمه قد ابلغ حاشيته بفتوى شخصية منه بحرمة مغادرة المنطقة الخضراء دون مصفحات ولما كانت اعداد المصفحات غير كافية لهم فكثيرا ما كانوا يتقاعسون عن تادية اي مهمة خدمية بحجة فتوى الجعفري!! سبحان الله وبعدها يدعون انهم اتباع اهل البيت وعلي والحسين الذين ضحوا بدمائهم بين من اجل الحق والامة.
العوجة وطوريج:
في عهد المالكي تحولت الطريج الى العوجة الجديدة والويل لك ان تعرضت لاحد ابناء طوريج الذين تحوّل معظهم الى افراد حماية للمالكي او موظفين في دوائر ومؤسسات الدولة الامنية والحساسة, واذا اردت انجاز معاملة فما عليك الا ان تتعرف على احدهم يكون قريبا من المالكي ليتوسط لك, هكذا اذا اصبحت دولة القانون وهكذا تحول المالكي الى نسخة سيئة من صدام حسين ذلك ان صدام لم يدّعي يوما انه يمثل الدين او لديه مشروع ديني او الهي او سماوي بل كان علمانيا دنيويا اما المالكي والدعوة فهم اتخذوا من الدين مطية للعبث بمشاعر وعقول الناس وسخروا كل الوسائل المتاحة وسيسوا الدين واخرجوا المواكب ودفعوا الملايين للقائمين عليها وسيسوا العشائر التي كنا نستهجن صدام حسين وسلوكه معها حين كان يجمع شيوخها ويقف امامهم ليسمع اهازيجهم وهوساتهم ثناءا على القائد الضرورة, لكن من يتابع سلوك المالكي بدقة يعجب الى الانحدار الذي وصل اليه رئيس دولة القانون والى الاستنساخ السيء لمنهج صدام, فكيف يتوافق القانون المدني والدولة العصرية وانت تقسم العراقيين الى عشائر وتقرب بعضهم وتبعد الاخر؟وتسلح اخرين! اي مستوى من الحضيض الفكري وصل اليه حزب الدعوة ان يستعين بالعشائر للتحصن بهم من خصومه؟ اين الدولة المدنية المؤسساتية المدونة في نظامكم الداخلي؟ لماذا لا تعتمدون على برنامج سياسي واضح يرضاه الناس فينتخبوكم دون الحاجة الى تقريب جهة ضد اخرى, لماذا توظيف الطائفية المقيتة والادعاء انكم حماة الدين والمذهب وانت بعيدون عن ذلك بعدا كبيرا, الا بعدا للدعوة كما بعدت ثمود.
لقد اصبحت طوريج عوجة العراق الجديد واصبح احمد المالكي عدي صدام الجديد وكانه بعث مرة ثانية فيمتلك من الصلاحيات ما لا يمكله وزير الى درجة قيامه بنقل امر لواء من مكانه, واصبح الحاج ياسر صهر المالكي حسين كامل العراق يتحكم بالعقود والاموال وحلّ وليد الحلي محل لطيف نصيف جاسم (وزير اعلام صدام السابق) الذي(اي الحلي) اعلن عن نجاح قمة بغداد ليلة انتهاءها وبسرعة مفرطة مستبقا كل الاحداث التي تلتها! ولا ادري عن اي نجاح تحدّث, هل فتحت السفارت العربية ابوابها امام العراقيين, هل دخلت شركات عربية استثمارية للعراق؟ هل تعاونت جامعات عراقية مع اخواتها العربية؟ هل مسحت ديون العراق من قبل الكويت الذي قام المالكي بتقديم 500 مليون دولار لها كتعويضات على موضوع الخطوط الجوية العراقية رغم ان الموضوع كان يمكن ان يحسم من 2003 باشهار الخطوط لافلاسها وتاسيس خطوط جوية جديدة وليبلط الكويتين البحر بعد ذلك, ام انه السعي وراء انجازات وهمية والعبث بمقدرات العراق لعدم وجود الرقيب؟ لقد انفق صدام حسين اموال نفط العراق على الحروب مع قيامه ببعض الانجازات ها وهناك, وينفقها المالكي على حماياته ومخصصات البرلمانيين والمصفحات واستضافة قمم فاشلة بل وقمم اجنبية لا علاقة للعراقيين بها مثل قمة ايران النووية فما شاننا وهذه القمة ان لم تكونوا خدما لايران… وكذلك بعثرة اموال العراق بدفع تعويضات للكويت وايران في الوقت الذي يمنع حصة الاقليم من نفط العراق لخلق ازمة داخلية تنفيذا لاجندة الولي الفقيه.
عقلية المؤامرة:
كان صدام حسين يعيش هاجس المؤامرة فلم يكن يثق باي احد حتى ابنائه ويقولون عنه انه كان ينام بعين واحدة على نحو المبالغة, واذا فهمنا سلوك صدام بسبب دمويته وخوفه من خصومه الكثر فكيف نفهم سلوك المالكي وهيجانه من قضية سحب الثقة وهي عملية ديمقراطية بحتة مهما كانت دوافعها. فالساعون لسحب الثقة لم يدعوا ان سيحركون الدبابات والاليات العسكرية لتنفيذ الموضوع بل قالوا سيجمعون التواقيع الاصولية اللازمة لتطبيق احدى الاليات الديمقراطية والتي تحدث يوميا في الدول الديمقراطية لتغيير شخص رئيس الوزراء , اما الدعوة والمالكي ومن ورائهم الفضائيات التي تفقست بعد 2003 ضمن خطة ايرانية ممنهجة لتدمير سلطة الاعلام وتغييب صوته وتشتيت صوت المواطن كنتيجة حتمية, فانها شنت حملات مسعورة على كل من سعى لازاحة المالكي دكتاتور العراق الجديد واتهموهم بالخيانة والعمالة والتبعية للخارج في الوقت نفسه الذي اصبح جليا للقاصي والداني تبعية الحكم العراقي الحالي لارادة الولي الفقيه في طهران وما الموقف من الثورة السورية الباسلة الا دليلا كالشمس في رابعة النهار.
لقد انفق المالكي مليار دولار لاقامة القمة العربية في بغداد ظنا منه انها العصا السحرية لتوطيد حكمه وكسب الشرعية العربية ولكن ما ان انتهت القمة حتى افتعل العراق ازمة مع السعودية وقطر واخذت الفضائيات الطائفية التحريض على هاتين الدولتين وعلى البحرين ولازالت فاين نتائج القمة ؟ وبماذا نفعت العراقيين الذين ذاقوا عذابات اجراءاتها الامنية الخانقة وقطعت ارزاقهم لايام عديدة؟
أسال المالكي والدعاة ماذا ستقولون لله تعالي يوم القيامة ان كنتم مؤمنين؟ كيف ستردون على هذا الاذى الكبير الذي تسببونه للناس من اجل نزواتكم وحبكم للسلطة ؟ كيف تبررون انفاق مليار دولار على قمة تستغرق بضعة ساعات والعراق يعاني من نقص في كل شي ؟ كيف ستدافعون عن فلاح السوادني وقد سرق بضعة مليارات وضعتموها في حساباتكم لدى دول الكفر؟ او ربما سلمتوموها الى الولي الفقيه خانعين خاضعين له.
لقد اثبت مقتدى الصدر الذي كنتم تهزؤون منه في مجالسكم وتطلقون عليه لقب سفيه القوم وعلى قاعدة (خابت امة ليس فيها سفيه) كنت تستثمرون ما يقوم به سلبا وايجابا لصالحكم, اقول لقد اثبت انه اكثر وطنية وقربا الى الناس منكم رغم اختلافنا معه في الكثير من الرؤى والقضايا الان ان مواقفه من سوريا والقمة وسحب الثقة كانت مشرفة باعتراف العدو والصديق.
اقول انكم تكتبون تاريخا سيلعنكم كما كتب صدام التاريخ على طريقته, على الاقل وجد صدام من دافع عنه من العرب لانهم يعتبرونه المدافع عن قضاياهم ولكن لن تجدون حتى من ينصفكم لانكم بعتم العراق لامبراطورية الولي الفيقه وحملتم ذلك العار الابدي من ان تدمير العراق وتمزيقه تم على ايديكم, خذلكم الله كما خذلتم العراقيين وكل من كان يظن بكم خيرا.

يتبع الحلقة الرابعة تدمير الاقتصاد وتمزيق الصف العراقي ومعاداة الكرد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب