العواصف التي يتعرّض لها حزب الدعوة الاسلامية لم يعد الحزب معها قادر على المناورة او الافلات كما كان في العام 2004 و 2005. الظروف التي كانت سائدة سابقة من مساندة المرجعية الدينية في النجف وقم ونشوة التغيير فضلا عن الشعارات الوطنية والتخندق الطائفي كل ذلك وغيره كان كفيلا لاخراج الحزب من التحديات الى بر الامان.
اليوم يقف حزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي على حافة استحقاق “الدفع بالآجل” أن صح التعبير. تخلّي الاطراف المساندة والمنافسة لحزب الدعوة من داخل التحالف الوطني من قبيل تيار الصدر والمجلس الاعلى عن الوقوف بظهر الحزب في اجندته كما السابق يترجمه الحزب بحالة استفراد بالسلطة يقابله استفراد بمقدرات المؤسسات واولها المؤسسة العسكرية والامنية. فما تقوم به حكومة المالكي ينعكس سلبا وايجابا على اداء حزب الدعوة الاسلامية في الشارع وهي نقطة البداية التي اتخذها خصوم المالكي لضربه بها وقد افلحوا ايما فلاح.
كنا في مقالات سابقة قد نوّهنا الى ضرورة تخلّي حزب الدعوة عن قيادة العراق ليحفظ ماتبقى له من تأريخ كما طالبنا من باب النصح والارشاد ان يتخلّى المالكي عن ترؤس الحكومة ويحتفظ بما تبقى له من الماء الوجه ولكن كل نصائحنا نحن وغيرها كانت تجد الاذن الصماء سواء من حزب الدعوة الاسلامية او من المالكي نفسه.
لقد بات يتردد في الشارع العراقي وبكثافة ان حزب الدعوة الاسلامية ماهو الا عبارة عن مجموعة متسلّطة تربطه علاقات مشبوهه بأطراف عدة ويتحرك وفقا لمصالحه الحزبية ضاربا عرض الحائط كل شعارات التغيير التي نادى بها ولازال فضلا عن تخلّيه عن مبادرات كان له قدم السبق في تقديمها كحلول للخروج من الازمات التي تعصف بالبلاد والتي سرعان مايتنكّر لها.
لقد اتضح بما لايقبل الشك ان اداء حكومة المالكي ومن ثم رؤية واستراتيجية حزب الدعوة لانتشال العراق مما هو فيه، ماهي الا ردود افعال لافعال الاخرين وان هذه الحكومة وهذا الحزب الذي من المفترض به ان يقدم المشورة والنصح ويتحرك بجدية لانجاح حكومة زعيمه، اتضح ان كلاهما فاقد للستراتيجية الوطنية والمنهج الاصلاحي والتغييري الذي نادوا به. واذا كان قد ذهب وقت المناشدات لاقالة او استقالة المالكي من الحكومة، فان الوقت لازال متاحا امام الخصوم للضرب باكثر من موقع وفي اكثر من مناسبة باتجاه حكومة مترنّحة وحزب اخذ بالانقراض. لكن سيبقى حتما ضرب الشعب وصناديق الاقتراع هو الضرب الموجع والاكثر ايلاما وان غدا لناظره قريب.
… قول على قول: السياسي رجل يهز يدك قبل الانتخابات وثقتك بعدها ….
www.zaqorah.com