23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

حزب البعث وحزب الدعوة وجهان لعملة واحدة

حزب البعث وحزب الدعوة وجهان لعملة واحدة

من المعروف ان حزب البعث وصدام جاؤا للحكم على ظهر قطار اجهزة المخابرات الأمريكية , التي دعمتهم وسهلت مهمتهم حتى تمكنوا من زمام الامور واصبح كل شئ في العراق تحت سيطرتهم. بعد ذلك تملص حزب البعث وتنكر لجميل الأمريكان وانقلب وجهاً على عقب , حتى اصبحت الولايات المتحدة الامريكية العدو الاول للبعث والثورة . استغل صدام المد القومي والفكر الشوفيني وقلة وعي الشعوب العربية لتعبئة الجماهير ضد مايسمى بالأمبريالية الغربية معتقداً بأن ذلك سيوفر ويضمن له حصانه من انتقام القوى الغربية التي اوصلته لدفة الحكم , لكنه لم يفلح في خططه حتى تفاقمت الامور وتطورت حتى وصلت الى ماوصلت إليه من انهيار لسلطة حزب البعث ودمارها كلياً.

بعد عام 2003 جاء من جاء على ظهر الدبابة الامريكية, ممن تحالف مع الامريكان واقنعهم وشد ازرهم لخوض حرب الاطاحة بنظام البعث , وكان اول القادمين على ظهرالدبابه الامريكية هو حزب الدعوة, على رأسهم نوري المالكي , يتوسل ودهم ويبتغي عطفهم حتى اوصلوه لسدة السلطة , وعندما تمكن واستحوذ هو وحزبه على اغلب المناصب التنفيذية في العراق, انقلب على عقبيه, و نسى فضل اصحاب الفضل وعض اليد التي امتدت إليه, ولولا هذه اليد لما تجرأ هو وغيره على ازاحة الطاغية صدام او تغيير وضع العراق وهم في الحقيقة اقل وادنى من ان يجرؤا على فعلٌ وطني او ثوري حقيقي للوقوف في وجة حاكم ظالم, لأنهم في الحقيقة لا يمتلكون وعي او قاعدة جماهيرية تؤهلهم للقيام بذلك وكل مالديهم محض وهم وسراب , وما هم إلا بغاة أوباش وإنتهازيين , حذفتهم علينا الصدف وسخرية الاقدار.
أول بوادر الانقلاب على الحلفاء , وبتعبير أدق تمرد العبيد ضد الأسياد, هو العمل على إخراج قواتهم وضرب مصالحهم والتنصل عن كل المعاهدات والإتفاقيات , ومن ثم التوجه نحو روسيا والصين ضاناُ انهم سيوفروا له الحصانه والحمايه من الامريكان إذ ما قرروا الانتقام لخيانته لهم, و غدا المالكي يعيش دور الزعيم الثوري المناهض للأمبريالية مصوراً نفسه المنقذ المخلص للعراق من شرور الإحتلال الذي جاء به, حتى اعتلاه الغرور وعاش الدور وبات يلقب بمختار العصر. خروج القوات الامريكية تم كما اراد المالكي , وفي اول اختبار لمختال العصر , كشف عن مؤخرته وانبطح , ثلاث محافظات سقطت بين ليلة وضحاها, على اثرها تم ازاحته من منصبه ذليلا حقيرا, وتم تلافي الموقف بفضل جهود قوات التحالف الدولي التي قامت بغسل عار الذل والهوان الذي تسبب به المالكي وحزبه.

ومن جديد يطل علينا المالكي وبكل وقاحة منتقداً تواجد قوات امريكية ,وهي قوات جاءت ضمن تحالف دولي تم تشكيله لإنقاذ العراق من المأزق التي تسبب به المالكي , ويطالب بإخراجهم ويتهمهم بإنهم سبب المشاكل في العراق ويحاول ان يوهم الرأي العام في العراق بإنه ضد التدخل الأمريكي , متناسياً بان الأمريكان هم من اتوا به للسلطة اول الأمر, كما فعلوا مع من سبقه . وما نوري المالكي ألا نسخه بائسه من صدام حسين, بل واكثر وضاعة وتفاهه, أكدها لنا في اخر إطلالاته المشؤومة حيث وصف المتظاهرين العراقيين بالمخربيين الصغار, وهذا يذكرني بصدام عندما وصف المتمردين من اتباع حزب الدعوة بالمخربين والغوغاء أبان احداث مايسمى بالإنتفاضة الشعبانية مطلع التسعينات.

مع الاسف ضاع العراق بين النطيحة والمتردية , بين يساري أحمق ويميني إنتهازي وكلاهما مخرب وفوضوي لا يستحق ان يولى رعاية قطيع من الأغنام.