سبق وإن كتبنا عن القواسم المشتركة بين حزب البعث العراقي ونظيره السوري وهذه القواسم جاءت من خلال العقيدة التي زرعت في عقول قادة وأنصار الحزبين ، فالحزب قد تم تأسيسه من قبل المؤسس ميشيل عفلق الذي أعتنق الإسلام زورا وغير حتى أسمه ليكون أسمُ إسلاميا وهو كان ينتمي قبل أن يفكر بتأسيس هذا الحزب إلى الحزب الشيوعي في منتصف القرن العشرين ، لسنا هنا بمحل وصف لأخلاقيات ميشيل عفلق ولسنا بمحل مدافعين أو منتقدين للرجل لأننا لا نريد أن نكتب عن رجل أسس حزب شعاره الدم والبطش حتى وإن كان لا يقصد بابجديات الحزب أن يكون بهذه الطريقة ولكن ما دام الحزبان إنتهجا القتل والبطش فبالتالي يتحمل هو الكثير من هذا الظلم الذي لحق بالناس جراء تسلط الحزبين على رقاب العامة في البلدين .
نعود لفحوى المقال ونذكر أن العناد صفة موروثة بقادة هذا الحزب سواءً كانوا في العراق أو سوريا أو حتى في جزر القمر ، بهذا العناد خسر العراقيون وسيخسر السوريون المزيد من أبنائهم تلبية لرغبة هذا القائد أو ذاك ، هذا العنيد أو ذاك المتسلط .
عناد صدام في آخر أيام حكمه تحمل وزرها الشعب العراقي واليوم يعيد علينا بشار الأسد نفس السيناريو فهو متمسك بالكرسي ومستعد لقتل نصف الشعب السوري إن أضطر لذلك والمشكلة أن الرجل في عداد القادة الذين سبقوه وماهي محاولاته إلا مجرد تخبط ولعب بالنار ، لقد أنتهى دور حزب البعث في العراق وفي سوريا وفي كل مكان ولم يبقى منه إلا الأطلال وبعض الكراسات هنا وهناك والقليل من الأنصار يتذكرون حزبهم في جلساتهم وكأنهم رجال جالسون في دار للعجزة يتذكر كلُ منهم بطولاته في يوما ما ولكن هم جالسون في بناية ينتظرون متى تنتهي هذه الحياة مع مزيداً من الأكل والشرب والتقدير من قبل موظفين يأخذون رواتب من الدولة ولولا هذه الرواتب لتركوا هؤلاء العجزة يلاقون مصيرهم المحتوم في الأزقة والشوارع والأرصفة لأنهم عاجزون ، حال حزب البعث كحال النازية التي انتهت وأصبحت ذكرى مؤلمة للعالم وبالذات للألمان وأسم مقيت يخجل أغلب الألمان من ذكره أمام الملأ.
يبدو أن بشار الأسد أستلهم هذا العناد من والده ومن بعض الشخصيات السياسية التي ترى أن السيف هو الحق وهنا عدنا بدون أن نعي إلى العقلية البدوية التي تقول”ما دمت حاملا سيفي إذن أنا على حق ” هكذا هي العقلية العربية حتى وإن كانت بدرجة عالية من الثقافة ، فالعقلية العربية هي عقلية الجاهلية التي يحن لها كل عربي معتبراً إنها الفروسية بعينها وما دام نحن عربا علينا أن نتحلى بالفروسية والتي هي كما أسلفت أنا صاحب حق وغيري على باطل ( دُغمائية ) والتي تعني التعصب الشديد للرأي ، نحن الآن ليس بصدد عناد هذا القائد أو ذاك الرئيس ولكن خوفنا على الدماء الزكية التي زهقت وستزهق على مذبح الحرية إكراماً لقائد لا يفهم إلا القتل وبدم جامد ، إنهم زائلون حتى لو كانوا في بروج مشيدة ، إنها لعنة الدماء البريئة تلاحقهم حتى في قبورهم ، نحن المتفرجون وقبلها المنتظرون ، ننتظر ساعة الحسم لنقول إنها عدالة السماء وإلا فلا ….