اعادة انتاج اخطاء النظام السابق من قبل النخب الحالية في عملية اجترار وربما اعجاب بسلوكيات القمع السابقة شكلت سمة بارزة من سمات النخبة القابضة على مقاليد الامور من اهم الاخطاء التي ارتكبها حزب البعث في نهاية السبعينيات من القرن المنصرم هو محاولة خلق طبقة برجوازية عراقية جديدة والسيطرة على الحركة التجارية في الاسواق عبر انتاج وجوة محسوبة على البعث والسلطة لتصير هي قائدة للقطاع الخاص . هذا الامر ادى الى اسقاط الشعور بالعدالة وكرة شديد لرموز سلطة البعث من قبل العراقين ايام الحصار حيث التمايز الطبقي الحاد بين برجوازية وارستقراطية وجشع اقطاعيي السلطة وغالبية العراقين حتى بات الحديث عن قصور صدام و حفلات الغجر (الكاولية ) في مزارع الاقطاع المتحالف مع البعث والموائد التي تنحر وتذبح فيها الغزلان اداة احتجاج رغم فقدان الحرية .النخبة السياسية الشيعية بعد 2003 من التحالف الوطني (مجلس اعلى بدر تيار صدري حزب الفضيلة مجموعة مستقلون حزب الدعوة بكل تفرعاتة) حاولوا ان يعيدوا نفس الكرة عبر خلق طبقة مستأثرة بالفساد والامتيازات وعقود اعادة الاعمار و البنى التحتية و المصارف متحالفين مع جهاز البيروقراطية الجديد الجهاز الاداري لمؤسسات الدولة حيث اصبحت مهمة هذا الجهاز الاداري في الوزارات والهيئات المستقلة دعم هذا السياسي او هذا الزعيم وتلك الكتلة وتلك المليشيا بدلا عن تقديم الخدمة للمواطن وبدلا من محاسبة المفسدين التستر على الحلفاء السياسين والايقاع بالخصوم السياسين و التنكيل بهم في مشهد اجتراري لما كان يحدث في السابق ومع تراجع هيبة الدولة التي كانت مندغمة مع النظام السابق ومع تفكك مؤسسات الدولة العراقية جرت العودة للولاءات التقليدية في اطار رحلة العودة الى عصر ماقبل الدولة طلبآ للحماية واصبح الولاء الحزبي او السياسي او العشائري هو الضامن للترقي الوظيفي في اطار مشهد بدا تراجيدي يضمر في طياتة كوميديا سوداوية فتحولت الوزارات والهيئات الى مايشبة مقاطعات للقوى السياسية .فأصبحت مراجعة مقر هذا السياسي او جامع هذا الحزب او حسينية تلك الكتلة او الانتماء لهذة المليشا او ذالك الحزب او اطلاق اللحية او التختم بالمحابس او التطبير ربما او الحديث بمظلومية تاريخية للطائفة قيم جديدة بدل لبس الزيتوني وحمل الكلاشنكوف و الهتاف بحياة الرئيس القائد الضرورة وثورة 17تموز هكذافي اعادة سمجة لقيم وممارسات وتطبيقات كانت منتعشة في زمن يفترض ان صفحتة طويت واسدل الستار عليها .لقد ادت تلك السياسات في تسعينيات القرن المنصرم الى غضبة شعبية وتأكل في شرعية النظام ومع الهزيمة المدوية في العام 1991 فأن الشعب نفسة اصبح ساخطآ على النظام ولم يجد هذا النظام من يناصرة بحق عام 2003 فكان الانتقام الشعبي عبر عن نفسة بكل وضوح بعد 9 نيسان بل بلغ الموضوع اشدة مع اعمال الفرهود بعد سقوط الدولة التي هي في جزء منها تعبير عن رغبة بالانتقام من مؤسسات اساءت للشعب اليوم ومع التراجع في اسعار النفط ومع هزيمة الموصل ومع تأثير الحالة الاقتصادية على حركة التجارة والاسواق ومع استشعار قطاعات مهمة من المثقفين المهمشين بأثر كل مايحدث عليهم فأن موجة الاحتجاج لها مايبررها ويجعل فعلها مطلوب سياسيآ ممكن تحقيق بعض الاهداف في اطارة وجائز قانونآ ومبرر اخلاقيآ .هنالك شعار او اهزوجة رددت في خيم الاعتصام وهي (نواب بعثية كلهم حرامية ) ربما تعبر عن مقارنة في عمق الضمير الشعبي لما جرى سابقآ ومايجري اليوم