23 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

حزام واحد، طريق واحد، لماذا؟

حزام واحد، طريق واحد، لماذا؟

انتهى المنتدى الاقتصادي الثاني، حزام واحد، طريق واحد، والذي انعقد في العاصمة الصينية، بكين والذي حضر فيه، زعماء اكثر من 37دولة وكان من ابرزها روسيا، حيث مثلها الرئيس الروسي والذي حظي باستقبال مهيب وحفاوة من قبل الرئيس الصيني. الرئيس الصيني وصف هذا المنتدى والذي انعقد للمرة الثانية؛ بان هذا المؤتمر يسعى الى اقامة تنمية مستدامة واحياء طريق الحرير القديم،الرابط في ذلك الحين، الصين مع اسيا واوربا. امريكا تعارض بشدة هذا المنتدى وتعتبره محاولة صينية للهيمنة على اقتصاديات العالم. في الحقيقة ان الامريكين يدركون مخاطر هذا المنتدى؛ حزام واحد، طريق واحد، على سيطرتهم على اقتصاديات العالم وبالذات دول العالم الثالث. ان المنتدى الاقتصادي هذا، يشكل وفي اهم مايشكل، فتح الطرق للتنمية الاقتصادية في دول العالم،بعيدا عن الهيمنة الامريكية. ومن الطبيعي ان تكون هناك مصالح اقتصادية وحتى سياسية للصين بالدرجة الاولى ولروسيا بالدرجة الثانية. وهي محاولة جادة، تمتلك جميع عناصر النجاح والاستمرار والتطور والاتساع. الصينيون والروس يخططون على ان يكون التبادل التجاري بين دول، طريق واحد، حزام واحد، بالعملة المحلية والاستغناء عن الدولار تدريجيا، لأنهاء همينته على الاقتصاد العالمى، واضعاف تاثير العقوبات الامريكية على دول العالم بما فيها الدول العظمى والكبرى كروسيا وغيرها من الدول. خلال العام المنصرم، كان التبادل التجاري الروسي، وكما اوضحت دراسة لمركز روسي متخصص؛ كان التعامل التجاري في روسيا، باليورو اكثر من خمس مرات من التعامل بالدولار، وفي الصين اكثر من ثماني مرات. ان الاستغناء عن الدولار بالتعامل التجاري والاستعاضة، بديلا عنه، بالعملات المحلية لدول حزام واحد، طريق واحد، روسيا والصين والهند وبقية الدول التى حضرت في المنتدى الاقتصادي، يؤدي بالنتيجة الى تقليص حجم سيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي. ان الامريكيين يستخدمون الاقتصاد في تركيع الدول والشعوب، واول عناصر القوة والتمكن هذه، هو سيطرة الدولار على جميع عمليات التبادل التجاري بين الدول. أذا، ان قلة هذا الاعتماد على الدولار، وايجاد البديل الذي يحل محله، في العلاقات التجارية وغيرها بين دول طريق واحد، حزام واحد، يشكل رافعة، تخرج تلك الدول من الهيمنة الامريكية. والاهم تغدوا حينها، العقوبات الامريكية على الدول والشعوب لاتاثير حازم لها وبالتالي تتخلص الدول والشعوب، مستقبلا، من هراوات العقوبات الامريكية، مما ينسحب حتما على تحرير السياسات. ان الاستعانة بغير الدولار على اهمية ذلك، في الحد من تاثير العقوبات الامريكية، لكن هذا البديل، يكون ذو تاثير كبير جدا وحاسم حين تكون العلاقات التجارية والاقتصادية والمالية وما إليها اوما يرتبط بها، بين دول طريق واحد، حزام واحد، مكتفية ذاتيا في حقول الصناعة والزراعة والثروات المعدنية وكذلك التسليح بفعل الحجم والعدد الكبير لهذه الدول والتى تتوافر عندها جميع ما ذكر..بالاضافة الى الحجم السكاني الكبير جدا والذي هو وفي جميع الاحوال اكبر بكثير مما تتوافر عليه امريكا ومناطق نفوذها. الشيء المهم الاخر، الصين صاحبة هذا المشروع ليس لديها او ليس في قدرتها والاصح ليس في تفكيرها في الوقت الحاضر والى مديات بعيدة، مطامع استعمارية كما هو الوضع في العقل الامريكي، فكرة واجراء وواقع..وكذلك روسيا،الى حد معقول ومقبول. ان الدولتين، الصينيون والروس، يريدون تخليق عالم موازي ومنافس لعالم امريكا، امريكا الشركات العابرة للقارات والجنسيات؛ لتحرير اقتصادياتهم من التغول الامريكي وبالنتجية سياساتهم في عالم حر، لايخشى ولا يتوجس خوفا من العقوبات الامريكية. ان طريق واحد، حزام واحد؛ الهدف منه، توليد كتلة دولية ذات هدف واحد، هو تخليص المعمورة من الجبروت الاقتصادي الامريكي والذي يستخدم السياسة كمدخل للعقوبات والتى تهدف وفي جميع ما تهدف إليه؛ هو السيطرة على اقتصاديات العالم..

أحدث المقالات

أحدث المقالات