لم تكن تمر ذكرى وفاة الامام الكاظم دون ان يكون لأعداء الوطن بصمة في اشعال الفتنة واحداث الفوضى والتنكيل بالناس والكل يعرف ان اهالي الاعظمية وعلى مدى عقود من الزمن يستقبلون الزائرين من كل حدب وصوب ولم يحث بينهم اي صدام، بل ان الزيارة تمر بانسيابية وهدوء تامين وما قام به الشهيد عثمان لإنقاذ غرقى زوار الامام الكاظم في عام 2005 الا دليل قاطع على سلمية اهالي الاعظمية وصفاء نيتهم.
لكن اعداء الوطن ومثيري الفتنة لا يروق لهم ان يمر الامر دون دماء فقد اعتادوا على رائحة الدم وأصبحوا يتغذون عليه.
وهذا ما حصل بالفعل في الايام الماضية حيث قامت فئة باغية ضالة من الزائرين تتستر بالإسلام كغطاء لتمرير اجرامها ودمويتها لأحداث الفوضى وبث الفتنة، ليحرقوا هيئة استثمار الوقف السني اضافة الى عدد من السيارات والبيوت المجاورة لها محدثين الفوضى والدمار داخل الاعظمية مع تعالي اصواتهم بشعارات الثأر والانتقام والطائفية مهددين اهالي الاعظمية ونساءهم بالقتل..!!
لكن لا جديد فقد اعتاد اهل السنة على القتل بمسمى “الدواعش” او “النواصب” او “اعداء اهل البيت” لتكون شماعة لهذه الميليشيات الطائفية لتبرير اجرامها بحق اهل السنة.
ومع وجود الالاف من القوات الامنية التي من مهامها حفظ الامن والحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم لكنها لم تحرك ساكن اتجاه تخريب هؤلاء المجرمين وبقيت متفرجة.
ولولا تدخل العقلاء من زعامات اهل السنة لوئد الفتنة في مهدها لكانت الامور قد اخذت منحى اخر ولحدث ما لا يحمد عقباه، وما فعله المجمع الفقهي ممثل السنة الشرعي بالتخفيف من الاحتقان عبر مناشداته كل الجهات لضبط النفس وعدم الانجرار الى ما يريده هؤلاء القتلة، كذلك تدخل الوقف السني والاتصال الذي جرى من قبل الدكتور سليم الجبوري مع رئيس الوزراء لإيقاف هذا الخرق كان له دور ايجابي في تحجيم الازمة وتطويقها.
ويبقى السؤال الاهم والذي يجب ان نجد له اجابة شافية ووافية حتى لا يتكرر نفس السيناريو وحتى لا يكون اهالي الاعظمية ضحية لإجرام الميلشيات وحقدها جراء احداث مضى عليها أكثر من 1200 سنة.
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها واهالي الاعظمية اناس مسالمون ليس لديهم احقاد كحال غيرهم لذا فمن الواجب على الدولة ان تسهم في تحجيم الميليشيات وتعطي اهالي الاعظمية دور في ادارة ملفهم الامني كحال الكاظمية وهذه المسؤولية كلها تقع على عاتق رئيس الوزراء حيدر العبادي فهو القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الاول عن الامن في العراق.