ليست هنالك اروع من أن يعيش الانسان الحرية بكل انواعها وصورها حرية التعبير والاعتقاد والتفكير والابداع ,حرية أن يكون المواطن هو المسؤول الاول في صناعة الدولة وبناؤها ويستطيع عن طريقها الاتيان بمن يجده مناسباً على مقدراته ,حرية يمارس الفرد بها حريته ولكن ضمن ضوابط وحدود بأن لا يتجاوز على حقوق وثقافة الاخرين ,الاقفاص الحديدية والقيود والأغلال لن تمنع فكراً من الممارسة مؤمن المرء به ومتبنيه في حياته ,ركز الطغاة على جوهر مهم وهو الغاء الحرية من واقع شعوبهم في محاولة لقتل الفكر أو تحجيمه و تقزيم الرؤى والطموح ,وتحديد قضايا معينة يتناولها مثقف السلطة في طرحه وجلها تصب في بودقة بقاء الطاغية في الحكم ,من خلال تجميل صورته وإظهارها بمظهر حسن الاخلاق أنه حريص على مصلحة الامة ويخاف على دماء ابنائها ,يريد لهم الخير وغيرها من الافعال التي تنسب له وهي غير صحيحة ,في محاولة لإخفاء حقيقته التي تتناقض مع كل الصفات الحميمة ,كانت السجون والزنزانات للقابعين بها تعد ملاذ آمن للفاسد الذي يؤسس لفوضى يريد منها أن تكون نهجاً للشعب حتى بعد رحيله .
أن تأسيس مهمة الظلم في السلطة لا تقع على مسؤولية الظالم وحده ,بل هنالك من يسانده في تقوية ظلمه من وعاظ ومثقفين ورجال دين ,وحاشية ممسوخة تمارس الوقيعة للنيل من المخلصين وإبعادهم عن دائرة القرار ,حتى لا يشكلوا حجرة عثر في طريقهم ومشاريعهم الملوثة ,وصنف آخر يستخدم الارهاب وبشتى اساليبه القذرة لإرغام الناس تحت وطأة التعذيب للرضوخ والخنوع والقبول بما هو موجود من مآسي .
يحكي أن هنالك عصفور كان يعيش في قفص هو وأسلافه مساحته في التفكير والحرية لا تتعدى قضبان القفص الصغير الذي يعتبره عالمه الذي ليس بعده عالم ,عندما جاء الأمر بأن يفرج عنه لينال الحرية مع أسرته
تمهل في الخروج ,لكنه خرج لساعات قليلة وعاد أدراجه ,بدأ يفكر ملياً كيف يتعامل مع هذا العالم الواسع العجيب الغريب الذي لم يشاهده ويسمع عنه من قبل ,هو يعتقد أن حجم الدنيا بقدر حجم القفص الذي ولد فيه ,كيف يمكن لنا أن نقنع العصفور بأن يزاول حياته اليومية مع عالمه الخاص الجديد؟؟؟؟.