23 ديسمبر، 2024 11:44 ص

حرية المرأة وأشياء أخرى

حرية المرأة وأشياء أخرى

وصفها القرآن العظيم بأنها سكن ولباس وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها قارورة وان الجنة تحت أقدامها !!
واختلف فيها المفكــرون وكتــب عنها الفلاسفة واختــارها الشـــعراء محـــوراً لآلاف

القصائد والأشعار … ورسمها الفنانون تخطيطاً ونحتاً وظلت على مدار الأزمنة محل نقاش وجدال لدى أصحاب العقول النيرة من الرجال … فمنهم من رأى انه لا بد من ان تتحرر المرأة من قيودها فتخرج متى تشاء وكيف ما تشاء والى ما تشاء !!

ومنهم من قال انه لا بد من معاملتها كأي عورة من عورات الجسد بحيث يجب ستر تلك العورة والعار كل العار اذا ما خرجت تلك العورة وأصبحت محل الأنظار وبين الإفراط والتفريط كان للإسلام العظيم وقفة ورأي بعدما أصبحت الحرب سجالا” بين حاملي شعار ( وجوب إعطاء المرأة كل الحرية) والذي قامت على أساسه حضارة الفسوق والمجون كما في دول الغرب وبين حاملي شعار ( مصادرة حرية المرأة ) الذي نتج عنه تفشي الجهل والخرافة والكبت بين صفوف النساء مما يؤثر سلباً في المجتمع الإنساني على اعتبار ان المرأة عنصر فاعل في المجتمع .
ان الدين لم يأمر بوجوب ان تجلس المرأة في البيت وتبتعد عن معترك الحياة ومشاركة أخيها الرجل وهذه علامة مضيئة في درب حقوق المرأة وحريتها . ولأجل معرفة حقوق المرأة وواجباتها الحقيقية ينبغي معرفة الفلسفة التي تكمن في اهتمام الدين الإسلامي بها .

المرأة ذلك الكيان الاجتماعي الضخم الذي أودع الله سبحانه وتعالى فيه أعجب الأسرار وأدق وأشرف الأحاسيس والهواجس ووصفها في كتابه المجيد بالسكن والاستقرار والرقة ( ومِنْ آياته أنْ خلق لكم منْ انفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ) . وذكر امومتها وأخوتها ومساندتها للذكر في مختلف ميادين حياته في جميع مراحلها من الطفولة الى الشيخوخة .

المرأة نصف المجتمع ونصف الحياة بل هي الحياة كلها وهي شريانها الرئيسي الذي لولاه لتحول المجتمع الى غابة .

المرأة… فريسة القرون والدهور ومائدة الظالمين … انتهكوا قدسيتها في زمن حيث لم تكن هناك قوانين ولا أنظمة تحفظ حقوقها وتوضح ما لها وما عليها .

ما الفرق بين المرأة والرجل في مسيرة الحياة بل ان وجود المرأة أهم من وجود الرجل … بل تتمكن المرأة القيام بالدورين معاً احياناً حيث تؤدي دور الأب والأم بينما لا يستطيع الرجل أن يؤدي دور الأمومة بأي شكل من الأشكال .

بدأ فجر جديد للمرأة مع نور الإسلام الساطع الذي جلا تلك الظلمة كما ينجلي الليل بتنفس الصباح ودعوة النبوة المحمدية الجليلة وصوت الحق بدأ يتعالى :

لِمَ تطؤون نعمة الله بأقدامكم؟! انكم لتفعلون شيئاً إداً , تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً , فوضع الموازين لكل شيء وجاء بنظام المرأة السماوي من كتاب الله المجيد حيث الحجة الدامغة والحق المبين .