في الذكرى ( 155 ) لتأسيس صحافتنا العراقية وصدور صحيفة ( الزوراء ) عام 1869 ، نقف اليوم لنستذكر معاناة الصحفيين والاعلاميين العراقيين على خلفية النشر والتعبير التي يقوم بها هؤلاء الصحفيون ، والمطلوب من السلطات الثلاث منح الحرية الاكبر للسلطة الرابعة في التعبير الصادق وقول كلمة الحق التي تمنحهم القوة والاندفاع العالي والابداع في مجال عملهم المهني الشريف ، وانصافهم للارتقاء بهم الى اعلى المستويات ، من اجل النهوض بالعراق وجعله في مصاف الدول المتقدمة التي تتمتع بمساحات واسعة من الحرية وابداء الرأي بكل ثقة عالية من خلال تشخيص الخلل ومعالجته .
وهنا لابد من الاشارة الى أن حرية الصحافة والاعلام هي جزء لا يتجزأ من الحريات العامة التي نفتقدها اليوم في العديد من المجالات ، ورغم انتشار وسائل الأعلام وتعددها لكنها لم ترتق الى المهنية المطلوبة ، وعانت من الأنتهاكات وتكميم الأفواه من أطراف عديدة ، ويبقى هذا الموضوع هاجسا مهما للكوادر الصحفية والأعلامية العاملة في العراق التي تتعرض للأنتهاكات المستمرة وتحجيم مساحة الحريات عنهم ، وعدم أمكانيتهم الأنفتاح على العالم الواسع الذي سبقنا في النهضة العلمية والثقافية وفي شتى المجالات بسبب الحريات المتاحة للصحفيين في جميع أنحاء المعمورة ، وهذا مما أنعكس على عمل الصحفي الذي أخذ يتخوف من قول الحقيقة وكشف الفساد ومواجهة السراق والعابثين بمقدرات الشعب ، لا لشيء ولربما من أجل الأبتعاد عن المساءلة القانونية والملاحقات المتكررة ، وقد عانت هذه الشريحة الكثير من الظلم والصمت ولا تزال تعاني .
أن الصحفي والأعلامي في العراق هو من حمل رسالة الحق والتعبيرالصادق ، وذلك من خلال عمله اليومي في مهنة المتاعب ، فأنه يتعرض الى المخاطر ، وبالتالي يصطدم بالواقع المرير الذي تنعدم فيه الحريات ، لاسيما وأن الصحافة هي مؤسسة وطنية حرة ، مهمتها مراقبة دوائر الدولة من أجل الأصلاح والتقويم وكشف المفسدين ، ويتطلب من المؤسسات الحكومية والبرلمان والقضاء العراقي أحتضان هؤلاء الصحفيين والأعلاميين كونهم السلطة الرابعة وأبناء هذا الوطن ، ويكونوا جنبا الى جنب معهم ، ومع كل ما تنشره الصحف والمجلات المحلية وما تبثه القنوات الفضائية العراقية ، وذلك من أجل تعزيز وتطويرهذا العمل النبيل والمقدس ، وأن لا نضع العراقيل والمطبات في طريق النهوض بالواقع المهني ، وعلى الجميع أن لا يقفوا بوجه هذا المبدع أو ذاك ، وتحديد مسار وأتجاه الأقلام الشريفة الحرة التي تؤدي دورها الوطني من خلال الكلمة الصادقة ، كون هذه القيود وهذه الأنتهاكات ستؤدي بالتالي الى فشل المهمة الوطنية والواجب المهني والأنساني والأخلاقي المنشود .
دعوة خالصة من اجل ان تكون لحرية التعبير قدسية غير مسموح بالمس بها مهما كانت الاسباب والمبررات ، وتحية كبيرة لجميع الزملاء الصحفيين والاعلاميين العراقيين في داخل وخارج العراق لمناسبة الذكرى ( 155 ) لتأسيس صاحبة الجلالة ، والخير والتقدم والازدهار لصحافتنا العراقية المجاهدة .