23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

حرية الرأي والإصلاح الحكومي

حرية الرأي والإصلاح الحكومي

الصحفيون العراقيون الاحرار في العراق يعانون منذ ٢٠٠٣ حتى الآن من مصادرة حرياتهم بطرق مختلفة، مرة بالتهديد والوعيد، وأخرى بعدم منحهم امتيازاتهم الصحفية. وبما أننا نعيش ساعات تأريخية الأجدى بها ان تكون ساعات تغيير نحو الافضل، إلا أن العكس قد حدث، وضاعت دماء شبابنا سدى!

فنقابة الصحفيين العراقيين كانت ولا زالت تحت سيطرة رجل غريب عن عالم الصحافة، لا يكاد يفقه شيئا عنها، لا يرى للرأي الحر مساحة، ولا يعترف بالإعلام المستقل. مؤيد اللامي ذاك الذي جائت به المحاصصة الطائفية المقيتة، فسيطر على نقابة الصحفيين العراقيين منذ ذاك الزمن حتى الان، وساعدته علاقاته بقادة الأحزاب الفاسدين وشخصيته المتلونة حتى تمكن من ذلك.لا بل اوصلته إلى أن يكون ممثلا نقابيا عن الشباب الثائر ضد الفساد أثناء انتفاضة الخامس والعشرون من أكتوبر.

لقد عاش الصحفي العراقي محدد الصلاحيات، فلا ينقل الأحداث إلا بأوامر رسمية وكتب من دوائر أمنية تخاطب بدورها مؤيد اللامي في حالة إعطاء او منع الصحفي ترخيصا يسمح له من ممارسة مهمته، وكأننا نعود إلى ما قبل ٢٠٠٣ وذاك التقتيم على الحقائق نفسه. وقد الغى اللامي عضوية الكثير من الصحفيين، ومنحها لأشخاص اخرين يعملون في مقرات أحزاب كجيوش الكترونية.

ولم ينحصر فساد دولتنا على نقابة الصحفيين فحسب، بل تجاوز ليصل إلى شبكة الإعلام العراقي، صحيح أن الشبكة شبه مملوكة إلى أحد الأحزاب الحاكمة منذ إعادة تأسيسها حتى الآن. لكن الكارثة الكبرى اليوم، هو اننا نعيش هذه الأيام بفترة تخصيب للحكومة، خاصة وان شباب العراق ينتفض ضد الفساد في العديد من محافظات العراق، والحكومة المتمثلة برئيس وزرائها عادل عبد المهدي اعترفت بالتقصير ووعدت مغرمة انها ستقوم بخطوات إصلاحية في عدة مؤسسات ودوائر دولة، حيث جائت بالبديل الافضل لرئاسة مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي وهو الشاب جعفر الونان صاحب “مجموعة واتسابية” تسمى المركز الخبري والتي تضم أعضاء اغلبهم من رجالات الحكومة. وجعفر الونان الغزي تربطانه علاقاتي مصلحة وقرابة متينتان مع أمين مجلس الوزراء حميد الغزي، فحدث ما حدث تقريبا سنرى جعفرا أمينا عاما لمجلس الأمناء وهو منصب بدرجة وزير!

اذا كان هذا شكل الاصلاح الذي وعدت فيه الحكومة، فلنقرأ السلام على حرية الصحافة والتعبير بل وعلى العراق بمفاصله كلها!

وأخشى الا يكون العراقيون غافلون عن هذه الكوارث التي تحدث على المسرح المظلم، في ساعات يُهدر فيها الدم العراقي في سبيل الاصلاح، حتى جاءهم الاصلاح جالبا معه مؤيد اللامي وجعفر الونان كصورتان للإصلاح الحكومي الجديد!