8 أبريل، 2024 7:40 ص
Search
Close this search box.

حرية الرأي العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحياناً قد تكون الابتسامة تعبير عن حزنٍ شديدٍ, خاصة اذا كانت ابتسامة عربية, فالعرب عاطفيون اكثر من غيرهم, وشاعريون اكثر مما ينبغي, وانسانيون اكثر من الشعوب الاخرى, لكن السبب الذي جعل منهم وابتسامتهم صفراء هو ساستهم!
فعلى سبيل المثال يُقال ان العراق الجديد – عراق بعد 2003 – ذو مساحة واسعة لطرح الاراء الحرة, بحيث يستطيع المواطن العراقي البسيط قول ما يحلو له بموضوع ما ابو بسياسي ما, لكنهُ وبنفس الوقت لا يقوى على القول ولو بداخله عن سياسي متدين اخر!
قبل يومين نشرت صحيفة الصباح العراقية الرسمية خبراً مفاده بأن هيئة النزاهة التي تدعي النزاهة تشجعت اخيراً وقررت ان تحاسب كبار الفاسدين واللصوص والقردة ذوات الحجم الفيلي, لكن وللأسف سرعان ما فسدت هيئة النزاهة الفاسدة وتراجعت بقرارها, وانتحبت جريدة الصباح حزناً بإدارتها المتحزبة لصالح الحزب الفلاني الاسلامي او حزب علان الاسلامي ايضاً او حزب المعرفة العلماني!
الشيء الذي اضحكني فعلاً الى درجة ان ادمعت عيناني اني قرأت خبراً اخر مفادهُ ان ادارة الصحيفة اعتذرت للسادة السراق مدعية بأن الخبر كان مفبركاً وذو اخطاء مطبعية محذرةً بأن ادارة الصحيفة ستتخذ “الاجرائات الرادعة” بحق الصحفيين الاحرار الذين حرروا الخبر!
هرب اللصوص الحقيقيون وسُجِنَ الابرياء! يا لها من ابتسامة عريضة تُرسم على افواه الشعوب المتحضرة التي تحترم وتقيم حرية الرأي, يا لخساستنا التي لم تنتهي, فنحن من يُسمن السراق, فسراقنا يشرعون سرقاتهم بالدين ورجالاته المنتفعين مما يسرقه السراق, ونحن بدورنا نقدس رجالات الدين المتواطئين! عموماً فلنبسم بدموعنا…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب