تُعدّ اللغة العربية من أكثر اللغات ثراءً ودقة، لأنها وبالدرجة الأساس لغة القرآن الكريم ..حيث تتطلب الكتابة التزامًا صارمًا بقواعد النحو والإملاء.
إلا أن الأخطاء الإملائية لا تزال تتسلل إلى كثير من النصوص، حتى من قبل الكُتّاب المحترفين، مما يثير التساؤلات حول الأسباب الكامنة التي تقع وراء هذه الظاهرة ، وآثارها السلبية على المحتوى المكتوب .. وكيفية معالجة مثل هذه الكوارث في وقت التهمت فيه العولمة ، القراءة و الحروف وحبر الأقلام بشراهة.
قد يكون الضعف في الركائز الاساسية للبنى التحتية للتعليم من أهم الأسباب التي أدت الى إنهيار اللغة ، و كذلك تراجع القراءة لدى البعض ممن يدعون المعرفة والدراية ويطلقون على انفسهم ( بالكتًاب) ، وما هم في الحقيقة إلا اعجاز نخل خاوية ..مما يقلل من تعرّضهم للنماذج الصحيحة .
بالإضافة الى إهمال أهمية الإملاء في العصر الرقمي.. والذي بدوره يؤدي الى تراكم الآثار السلبية للأخطاء الإملائية و يشوه المعنى المقصود ..فيفقد القارئ المصداقية لسوء فهم المعنى الواضح للنص ، وبالنتيجة سيتكون الإنطباع السلبي على الكاتب أو المؤسسة التي يمثلها.
الأخطاء الإملائية ليست مجرد هفوات بسيطة، بل قد تكون مؤشرًا على ضعف لغوي أعمق. لذلك، تقع المسؤولية على عاتق الكُتّاب والمؤسسات الثقافية والتعليمية في تصحيح المسار، والإرتقاء بمستوى الكتابة، بما يليق بجمال وعراقة اللغة العربية.
لذا فمن المهم جدا متابعة مثل هذا الآفات التي تنمو لتلتهم جدران اللغة الرصينة عن طريق العودة إلى القراءة المنتظمة للكتب ذات اللغة السليمة و إعادة تعلم قواعد الإملاء الأساسية من مصادر موثوقة .. وكذلك إعطاء الإملاء أهمية في التدريبات الكتابية عن طريق إقامة دورات تقويمية مكثفة لتحسين اللغة العربية و تخريج المؤهلين والقادرين على صياغة الخبر دون أي خطأ لغوي أو إملائي بما يتناسب مع المهنية البحتة التي تحملها مفردة ( الكاتب ) لأن اللغة أداة الكاتب، فإذا كانت هذه الأداة مشوشة أو ضعيفة، تضيع الأفكار العظيمة في الطرق المعتمة.
ختاماً يجب أن نتذكر دائماً بأن الكتابة الجيدة ليست فقط في ما نقوله، بل كيف نقوله.. وأن نمخر عباب السطور بمراكب رصينة للوصول بالحرف والكلمة الى بر الأمان .