تنتظره بلهفة لعله يعترف لك ولو بثانية إنه يحبك، وتصبح و كأنك تنتظر حروف توقع على سراب، لعله يدرك أنك تموت شوق لحرف من حروفه، لعل الليالي التي تسهر فيها تبحث عن ظله وعنه وتقربك منه، وتجعلك تعيش ولو وهم يقربك منه ولو لبرهة ، فالجميع يخاف من المرض وأنت تخاف من خسراته وفراقه، والكون تغير بسبب المرض وتوقف كل شيء بسببه، وأنت توقفت حياتك كلها بحث عن لحظة أو ثانية معه، تشفي بها ولو قليل من حبك له، والكون توقفت عقاربه بمرض مجهول، وأنت توقف الحزن في حياتك لحظة وقعت في حبه وكان حبه قوة لك، وموته ضعف وخسارة لك ، ليت عيونه تقبلك بدموعها ولمعانها يقترب من شفتاك ليت الوقت يمضي وتشعر أنه قربك، وليست هناك أسوار أو أقدار تبعدك عنه، ليت باستطاعتك تغيير قدرك وكنت ستختاره أن يكون قدرك ولن يمنعك عنه شيء لا عجزه أو ضعفه أو خسارته، فلمسته تساوي جمال الكون كله في عيونك، ليت قوانين الحب بيدك لغيرت فيها كل شيء وجعلت وجوده هو أجمل وأقوى قانون في الوجود، وجعلت الجميع يعشقه و يؤمن به البشرية كقانون للسعادة ، ليت الأجساد تتحدث وتعبر من غير لمس لكان جعلت كل جزء في جسدك ينطق ويبوح بما يشعر به نحوه، ليت الخجل الذي في داخلك يخرج لكان عبرت له بصوتك وليس بحروفك أنك تحبه وكان سيشعر أنك تراه الكون الذي تعيش من أجله، وأن حياتك بدأت اللحظة التي احببته فيها وأصبح قدرك الذي تريده ولا تريد غيره مهما كان، فالحديث معه بضع كلمات والسلام عليه لا يكفي لتعبر له عن ما يجتاحك من العشق الذي لم تستطيع الخروج منه، لعل الاقتراب منه يشفي ألمك ويكون شفيع لك عند كل عاشق ذاق الحب وشعر بمرارته، ولكن بسبب عينيه تحولت حياتك إلى حب و إلى سعادة وكانت جسرا تمشي عليه كي تطير في السماء ، فتقبيله ستحرم منه والنظر في عينيه عن قرب ستحرم منه ولمس يديه ستحرم منه، ولكن هذا كله لن يمنعك ويجعلك تتوقف عن حبه أو الشعور بأن كل شيء تغير في داخلك عندما أحببته وتراه وكأنه قمر أو شمس أو نجوم أو آية فى الجمال، فالحروف تخرج من شفتاه وكأنها تقبلك وتداعب كل جزء في جسدك بحب وعشق كبير ولا تريد أن يتحول حبك له إلى كره، فمن يراه سيودع الكره ولن يشعر به أبدا، و تشعر بالغيرة من كل شيء يقترب منه حتى ثيابه تغار منها وكأنها تشاركك في كل شيء فيه وهذا يجعلك تشعر أن ثيابه أقرب منك اليه وهذا يجعلك تشعر بالحزن والفرح في ان واحد،و شفتاه خروج الحروف منها يجذب كل من يراه وكأنها تعزف على كمان أو بيانو قلبك ، وتتمنى لمس يداه لعل لمسها يجعلك تشعر بقربه منك، وتتمنى البوح بحبك له وهي لحظة يكتبها التاريخ ويوقع عليها الحب الذي وقع فيه الكثيرين، وكانت لهم قصص كثيرة خلدها التاريخ، فقصتك معه يخلدها قلبك ويوقع عليها وتترجمها مشاعر روحك أعماقك التي سيطر عليها وأصبحت ملك له ، وهل اقترفت ذنب عندما أحببته؟ وهل دخلت في حياته وهو لا يريد ذلك؟ وكل هذه الاسألة تجتاحك وتجعلك تراجع أفكارك، رغم أن الحب تعمق في داخلك ولا تستطيع التخلص منه، فهو وباءتفشي في داخلك ولا تستطيع الهروب منه مهما فعلت، فمحاولة نسيانه هي محاولة لقتلك، فعشقك له غيرك بأكملك و غير مفاهيم الحياة في داخلك فكما هو الحب مرض يذهب العقل ولكن حبه عكس ذلك فهو زاد جمالك وثقتك في نفسك وجعلك ترى الحياة بعقلانية أكثر، رغم أن قلبك يغرق في الحب، ورؤيته تجعلك ترى سعادتك بأكملها بالنظر إليه، فكيف بلمسه هذا ما تتخيله فهو القدر الذي تعشقه إلى حد الجنون، وغيرت قوانين حياتك كلها لأجله وبدأت تخترع نظريات جديدة في الحب لعلها تجعلك لا تتوقف عن حبه ويبقى حبه ينمو في داخلك مثل نمو الجنين في بطن أمه، وبفضله أكتشفت أن الحب يمكن أن يستمر ولكن إذا اتبعت هذه الخطوات، وهي أن لا تنتظر شيء في مقابل حبك له، أن لا تطلب منه أي شيء مهما كان وتكتفي بحبك حتى وإن كان من مسافات بعيدة جدا حتى وإن لم تكن قدره وحتى إن لم يعطيك جزء من وقته أو الحديث معه أو لمسه فمن أعتمد على هذا فلن يتوقف حبه أبدا وسيستمر يسعد في حبه ويطير في سماء الحب، والحب الذي ينهيه هو حب التملك وانتظار ثمن لما تقدمه من حب، من أجل أن تستمر تحبه وهذا ما جعل الحب تقترب نهايته وينتهي بسرعة، وعلمتني عيونك أن احبك بدون توقف فيكفي أن أنظر إليها من بعيد دون لمسها فهذا يكفي ولا أريد شيء آخر، عيد الحب 14فبراير فهو مناسبة يؤمن بها كل العشاق وينتظروا الاحتفال بها من كل عام لأنها تذكرهم بالحب الذي في داخلهم والذي لا يراه ولا يشعر به غيرهم.