23 ديسمبر، 2024 4:40 ص

حروف بقلم رصاص إسمعوا كلام المواطن قبل فوات الآوان !

حروف بقلم رصاص إسمعوا كلام المواطن قبل فوات الآوان !

معظم دساتير العالم المتحضر والمتخلف تحمل عبارة “الشعب مصدر السلطات” ومن حسن حظ العراقيين ان دستورهم المثير للقلق والجدل تضمن في فقراته مثل هذه العبارة والحمد لله، فهل هي مجرد نص جامد لا معنى له أم إنها حقيقة ثابتة ساطعة، فاذا كانت حقيقة ساطعة ينبغي بل يجب الالتزام بها وأول من يلتزم بها هو رئيس الجمهورية بصفته راعي الدستور.
فما بالكم والعراق يمر بأزمة حكم والشعب يخرج كل يوم ليعبر عن سخطه لما آلت اليه ماكنة الحكم في العراق منذ 2003 وحتى الان من تكريس للفوضى ونمو مضطرد لشبكات الفساد ومحاصصة مقيتة وحروب طائفية واخرى حزبية وضياع للمال العام وانعدام المشاريع وعودة الامراض الوبائية، في الوقت الذي تزداد فيه اعداد العراقيين بعد ان تعطلت الاعمال وعمت البطالة والامية ليتحول اهتمام الرجل من الاعمال اليومية حسب تخصصه الى زياد الانتاج الاسري وهو أضعف الايمان.
أليس غريبا ان يخرج الاف المواطنين في عز حر الصيف للمطالبة بالماء والكهرباء بعد ان أصبحت حسرة عليهم وأحد المكاسب إن هي تحققت والله أعلم في بلد يعد من بين أغنى بلدان العالم ويمتلك من الثروات ما لا يعد ولا يحصى، سنغافورة تلك البلاد التي بكى رئيسها في اول يوم لاعلانها دولة مستقلة بسبب شحة الاموال واقتصاد عاجز وارض خاوية من الثروات الا من سكانها الذين جاءوا من دول اسيا والصين وكرامة وعقل راجح ووطنية تتشكل، تحولت في بضعة سنين الى واحدة من أهم الدول السياحية والصناعية في العالم.
المشكلة أذن ايها السادة في أدارة الدولة واليات الحكم وليس في الموارد، وليس عيبا ان تغيروا اليات الحكم الحالية الى اليات اخرى، المواطن يطالب بحكم رئاسي ولا تقولوا دكتاتور جديد، من الممكن ان يكون الحكم رئاسيا من خلال رئيس منتخب من الناس وليس من البرلمان ، ومن الممكن ان يتنخب برلمان ويحدد دوره بتشريع القوانين ومراقبة الحكومة لا ان يكون وصيا عليها، نعم ليس عيبا ان نستبدل الفشل الذريع بآخر يرضى عنه المواطن ويحقق طموحاته في حياة حرة كريمة.
ربما السيد هادي العامري هو اشجع السياسيين من الطبقة السياسية الحاكمة في قول الحق والاعتراف بالفشل وبضرورة تغيير اليات الحكم الحالية وفي الاعتذار من الشعب، ماذا ينتظر الاخرون ثورة شعبية عارمة تأكل الاخضر واليابس أم ماذا ؟ الحلول الترقيعية لا يصدقها المواطن بعد ان مل منها وشبع فقرا واهانة، حتى المتقاعد لم يسلم من فساد الحكومة، ولم يسلم الشحاذ وبائع البسطية من الملاحقة والابتزاز، اعداد العاطلين عن العمل تتزايد والالاف من حملة الشهادات يتسكعون في الشوارع بحثا عن العمل ومن حالفه الحظ اصبح سائق “سايبة”
اقتصاد اعرج سياسة مالية فاشلة، استثمار ولد مريضا رواتب متدنية ارتفاع مهول في عدد الاميين والمتسربين من المدارس، تدني واضح في الخدمات الصحية وارتفاع تكاليفها، أزمة سكن مدقعة برغم مئات المواقع العشوائية المتجاوزة، ماذا بعد ؟
هل هناك خطة لأفراغ العراق من سكانه وبيعه لمشترين، يكفيكم ضحكا على الذقون مرة بأسم الدين ومرة بعنوان الطائفية، ثورة الشعب أن حان أوانها وهي موشكة ستنزل العقاب بالجميع دون استثناء لذا اقول استمعوا الى صوت المواطن قبل فوات الآوان.