23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

حروب لا زالت مستمرّة على العراق مع غياب “الشيعيّان” مقداد عبد الرضا ورشدي عبد الصاحب وبمشاركة من تمنّع بالأمس !

حروب لا زالت مستمرّة على العراق مع غياب “الشيعيّان” مقداد عبد الرضا ورشدي عبد الصاحب وبمشاركة من تمنّع بالأمس !

وقوّات الغزو بقيادة بوش الابن تتعرّض لهجمات عراقيّة غير مسبوقة باعتراف كبار القادة الأميركيّين ومنظّروهم والسياسيّين , وفيما خسائر الأميركيين اجتازت المعقول , دعا بوش أثناء ذلك ولأكثر من مرّة مشاركة روسيا وفرنسا والصين إلى جانبه “للقضاء على إرهاب القاعدة” في العراق بدل أن يتورّط هو وحده فيها ,  كان دائماً يجابه بردّ جاهز اتّخذ بنيويّته السياسيّة باتّفاق تلك الدول ونضج وصدر من داخل أروقة مجلس الأمن والأمم المتّحدة قبل أن يشنّ بوش حربه على العراق خارج إرادة المجتمع الدولي : ( إنّها حربك أنت قرّرتها لا حربنا ) ! .. كان بوش حينها في حيرة من أمره بعدما تمنّع عليه من اعترض غزو العراق بدت تلك الحيرة من خلال تصريحاته المتضاربة والكثيرة , أهمّها بعد خمس سنوات من الغزو “اعتذاره” للشعب الأميركي عن “تسرّعه” بإعلانه “النصر” أعلن ذلك من على ظهر حاملة طائرات بلاده “يو.أس.أس إبراهام لنكولن” ليعلن بدلاً عن ذلك من البيت الأبيض “أنّ الحرب على العراق لا زالت مستمرّة” ! .. كان بوش حينها يعاني من انفراط عقد تحالفاته عسكريّاً ومادّيّاً وأهمّها إعلاميّاً مع بلدان من 30 دولة أوروبيّة وعربيّة , هربت الغربيّة الغنيّة الواحدة تلو الأخرى بدأته إيطاليا ولحقتها إسبانيا ثمّ حليف أميركا الأقوى بريطانيا , فيما بقيت الدول العربيّة بزعامة دول الخليج العربي , “صامدة” ! , بحثت الإدارة الأميركيّة بعدها جميع السبل للخروج من مستنقع العراق , فلم تفلح إلاّ “بخطّة أمنيّة” هرّبت جيشها من خلالها من العراق تطاردها وتطارد رئيسها أحذية العراقيين , ولن تعود إطلاقاً , و “جون ماكين” يعرف تلك الحقيقة فيهلك نفسه الآن “وكأنّه يهلك نفسه أمام عدسات التصوير يهمّ لدفع حساب طعام مشترك من جيبه بعد علمه أنّ المبلغ دفعه غيره!” والرجل لا يبكي على الهريسة يبكي على الانتخابات ! ..
 
بظهور موجات “الربيع” العربي , سقطت الكثير من أقنعة الدين السياسي , وبما أنّ موضوع الربيع أصبح مكشوفاً ولم يكن يعني كما بدا مؤخّراً سوى صعود التيّارات الاسلاميّة إلى سدّة الحكم للّحاق بإيران وبالعراق , وبطالبان في أفغانستان , بدأت ملامح رغبات أميركيّة سابقة كانت قد أطلقتها على لسان بوش من العراق تتشكّل مع الربيع “خطّة مسبقة محكمة وعميقةعلى ما يبدو إن كان المتوقّع صحيحاً” , فكانت حينها تجابه برفض من كلا الجانبين الرئيسين من معادلة “رفض الغزو الأميركي للعراق” الروسي الفرنسي , بالدرجة الأساس ولأسباب معروفة , لربّما في إحداها اطّلاعهما بحكم قربهما اللصيق والفعّال من “صناعة الحقيقة” , على حقيقة “صناعة دينيّة” مفادها علمهما المسبق أنّ “القاعدة” تأسيس أميركي للإيقاع “بالخصوم” , على عكس الصين الغير مهتمّة بصعود الدين لأنّها تعتقد أنّ لها دينها الخاص بها بإمكان ايديولوجيّته “البوذيّة” إذا ما فشلت ايديولوجيّتها الشيوعيّة في التصدّي والوقوف بوجه “الانتحاريين” المسلمين ؛ بانتحاريّين صينيّون لا يقلّون تضحيةً عن “الكاميكاز” الياباني ! , لأنّ العقيدة البوذيّة كالإسلاميّة لا تؤمنان بالتسامح لمن يصفعك على خدّك الأيسر وفق ما اشتهرت به الديانة المسيحيّة ممثّلةُ كما يُفترض بفرنسا وروسيا وغيرهما من دول رأسماليّة ! فالعين بالعين والسن الخ حاضرة بآية صريحة “فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم” ! .. فحتّى إن لم يعتدي علينا عدوّ خارجي فلا ضير أن يعتدي أحدنا على الآخر باسم من مات قبل مئات السنين ولو حتّى ملايين السنين! المهم كي لا تبقى تلك الآية راكدة متروكة “على اعتبار أن تخلّفنا سببه تركنا القرآن!” فيتحقّق قول “الأعداء” أنّ آيات القرآن لا تصلح لكلّ عصر وزمان ولكي لا يُقال “أنّنا” متخلّفون وذو عقليّات أصغر من عقل البعوضة أو العصفور ! عيب , حرام .. ألله يذبنه بالنار ..  أي نعم .. لَعَد عَجَل چا شلون ! ..
 
كما سقطت الاقنعة عن “القاعدة” وما شاكل , أيضاً سقط القناع عن “داعش” , لا نتّهم ذاك الطرف أو هذا بتأسيس هذا التنظيم أو ذاك , لكّنها جميعاً تنظيمات أسّست بأموال لا تسطيعها إلاّ دول متمكّنة وطموحة أهمّها متبرقع بالإسلام للتمويه على مطامعها الحقيقيّة , فمثل ما يُقال بالمثل العراقي الدارج : “البزّونة تفرح بِعَما أهلهه” أي بعمى أهل الدار كي تلتهم ما لديهم من طعام طالما أهل الدار عميان ! , كذلك , فما دامت عقول الغالبيّة من شعوبنا غارقة في مهرجانات طقوسيّة لا أصل لها شعوب غالبيّتها عمياء ترتعش للبريق وللّمعان فلا ترى غيره , فالحروب ستبقى مشتعلة لغاية ما يصفى الكائن البشري نفسه بنفسه ولن تبقى إلاّ بقيّة قليلة لكنّها “نوعيّة” مؤثّرة وواعية تعرف الخالق معبوداً فقط وتتّكأ عليه هو فقط مع سعي لذلك أسماها القرآن “الفئة القليلة” وهذا توقّع منطقي , إذ ماذا يفعل الله بأكثريّة عمياء لا نفع فيها سوى الالتهام والاستهلاك والتجمّعات البهيميّة وعبادة النصوص وتحدّي صخرة عبعوب بما يخرج من بطونها !, فعندما تسقط مثل هذه الأقنعة ينكشف وجه من ورائها , وتسليح أميركا للمالكي بما يحتاج من أسلحة , ليس برأيي للقضاء على التيّارات الاسلاميّة المتطرّفة أو التنظيمات الارهابيّة بل هي : أوّلاً تصفية المالكي لخصومه تحت تبريرات جاهزة , وثانيها هي لربّما طعم أميركي لإغراء الرافضون سابقاً “فرنسا روسيا الصين ألمانيا” ليشكّلوا حلفاً مشتركاً بمعيّة أميركا في نهاية المطاف لاقتسام مغانم دول العالم الثريّة بالطاقات تكون الحصّة الأكبر للولايات المتّحدة بطبيعة الحال “وهي من أهمّ أسباب رفض فرنسا وروسيا في السابق” ! طالما أميركا هي فقط  من تمسك بمقود الحلف المشترك الّذي كان مركن على الرف أثناء غزو العراق والّذي وضحت معالمه اليوم وتوضّحت معالم من انضوى تحته أخيراً , فمن خلال تتبّع الأحداث السياسيّة العالميّة منذ ما بعد الهروب الأميركي من العراق 2009 ولغاية ما يجري الآن على الساحتين السوريّة العراقيّة لابدّ وسيُدرك المتابع بعد ربطه الأحداث تقارب “الاضداد” والتقاءها تحت مسمّىً اتّفق عليه الجميع أخيراً اسمه “مكافحة الإرهاب” ! .. يعني بصريح العبارة أنّ العراق عبر الأنبار , لربّما يواجه اليوم امتداد لأكثر من حرب كان قد ضنّها الكثير قد انتهت !” :
 
فقوّات السيّد نوري المالكي “الجيش العراقي” يقوده حزب الدعوة وهو حزب صناعة إيرانيّة كما هو معلوم يخوض حرباً في الأنبار “للقضاء على داعش” ! , وذلك لا يعني بحسب رأيي سوى أنّ حرب الثمان سنوات لا زالت مستمرّة ! .. ألم يقل يوماً رئيس نظام العراق السابق قبل الغزو بعدما وصلت طليعة من قوّات إيران الطريق العام ـ طريق عمارة بغداد ـ أثناء الحرب العراقيّة ـ الإيرانيّة  : “سنقاتل إيران انطلاقاً من الأنبار فيما إذا تمكّنت إيران من بقيّة العراق” !! ..
 
“أمّ المعارك” أو “تحرير الكويت” من يدعم من اليوم ؟! أليسوا دول الخليج تتصدّر ما يحدث في العراق ؟ .. هل هي متّهمة بمساهمتها , عبر دعم ثوّار سوريّا , واجبها ذلك ومخطّط له اربّما حتّى من دون أن تعلم , هو سحب هذه الدول بشكل أو بآخر أقدام موسكو والصين إلى الاصطفاف في نهاية مطاف “جنيف” بجانب القوّات الأميركيّة الّتي تقاتل بالنيابة عنها إيران عبر حزب الدعوة في العراق “هو يبدو من نتائج الاتّفاق الأخير بين أميركا وإيران ؟” ولو سحباً معنويّاً أو عينيّاً أو مساندة أيّ قرار أميركي يصدر من مجلس الأمن بحقّ “الأنبار” ؟!
 
“الحواسم” أو ما عُرفت بالغزو الأميركي للعراق , أين تجري وقائعها , أليست تجري في ما عرف ب “مثلّث الموت” أي الأنبار ومحيطها صلاح الدين والموصل وكركوك امتداداً لبابل ؟! ..
 
جميع الّذي يحصل الآن , أليس حرباً على “القاعدة” وإن بتسمية جديدة “داعش” .. و “داعش” هذه من يواجهون ؟ .. أليسوا يواجهون أميركا وإن بالنيابة , ويواجهون معها من انضوى إليها من كان رافضاً غزو العراق من قبل ولو بتسليح جيش العراق بأسلحة متطوّرة !