23 ديسمبر، 2024 2:02 ص

حروبنا القادمة ..حروب الدواء ضد الجراثيم

حروبنا القادمة ..حروب الدواء ضد الجراثيم

انكسرت عاصفة داعش على جبل العراق . هذا يعني ان البلاد التي ارادوها ان تكون نثارا صارت الان ذات صلادة وتماسك يبعثان على اليأس في افئدة المراهنين .
بالخسارة انتهت حربا خططوا لها منذ ان شاءت رعونة صدام ان يطرح نفسه امام العالم بطلا يعمي عيون امريكا بقبضة تراب ، والخرائط الجديدة التي اعدوها ، تمزقت كلها ومابقيت الا الخارطة التي حفظناها منذ الصف الرابع الابتدائي ثم انطبعت في عيوننا وماعدنا نرى سواها خارطة :
(العراق بلد تحده من الشمال تركيا ومن الجنوب الخليج والكويت ومن الشرق ايران ومن الغرب سوريا والاردن والسعودية )
انتهت حرب التمزيق بالانتصار ، وان الاوان للعراق ان يشن حروبا كثيرة على مكامن المرض فيه لكي يصوغ وجوده صياغة اخرى تجعل منه اسما مميزا بين الامم بحاضره المتألق ، وليس وطنا يعيش على امجاده السومرية والبابلية والكلدانية والاكدية والاسلامية .
حروبه المنتظرة ستكون صعبة بلاشك فهي حروب الدواء ضد الجراثيم الممرضة والجراثيم لمن يفهم في علم البكتيريا لها القدرة على تغيير سلالاتها باستمرار لكي تقاوم كل المضادات التي تستهدفها .
هي حروب الجسد ضد اعضائه الفاسدة التي تضر بالاعضاء السليمة ، فنحن شعب جاءه الخراب من داخله اولا ، حيث لم نستورد من الخارج زمر الفاسدين والمتامرين واللصوص والقتلة والواقفين بوجه التطور والمتزلفين والمتملقين والمداحين ، انما كل هؤلاء ، وعلى اختلاف مستوياتهم الوظيفية والسياسية هم عراقيون ابا عن جد خرجوا من رحم هذه الارض للاسف .
العراق سيدخل حروبا بلادماء ، لكنها لاتختلف عن الحروب الدموية ضراوة ، ولابد من الانتصار الكاسح فيها لكي تنتهي ماسي وصل عمرها الى عقود خمسة.