في كل شهر محرم وصفر حين يتجدد العزاء الحسيني ,ينهض المشككون بولاية اهل البيت(ع) يثيرون اسئلة عن مجمل الشعائر الحسينية , ومنها (حلية اكل الذبائح التي تذبح في احياء شعيرة عاشوراء).
وقد استمعت الى احد المشايخ في قناة فضائية جوابا على سؤال يقول فيه ” هل يجوز اكل الذبائح التي تذبح بمناسبة استشهاد الامام الحسين(ع) فأجاب سماحة الشيخ جوابا مبطنا فيه اخطاء شرعية لم يذكرها فقيه او مفسر سني ولا شيعي بل هي من خياله وتوجهاته, قال” اتفق علماء الشيعة والسنة على ان الذبيحة اذا لم ينوي صاحبها انها لوجه الله , فلا يجوز اكلها لانها تدخل تحت الاية ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) ولكن لو قال صاحبها بنية وقول واضح انوي ان اذبح هذه الذبيحة لوجه الله بثواب قلان, فيجوز الاكل منها.
هذا الجواب غير دقيق واتمنى من سماحة الشيخ ان يراجع المعنى الذي استند الى تحريم الذبائح الحسينية والاكل من طعام المواكب والمعزين كلهم , اقول لتلك الفضائية كان المفروض ان تسالوا من كلا الطرفين لان راي شيخ جاهل بالاحكام يشوه حقيقة الدين ويعطي صورة غير دقيقة للاحكام عند الناس وما تعارفوا عليه في ذبائحهم . وسانقل لك اخر القارئ اراء المذاهب السنية .
تفسير الطبرى.قال أبو جعفر: يعنى بقوله جل ثناؤه: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)، لا تأكلوا، أيها المؤمنون، مما مات فلم تذبحوه أنتم، أو يذبحه موحِّدٌ يدين لله بشرائع فى كتاب منـزل، فإنه حرام عليكم ولا ما أهلَّ به لغير الله(مما ذبَحه المشركون لأوثانهم), فإن أكل ذلك ” فسق “, يعني: معصية كفر. انتهى
ثانيا ابن كثير :استدل بهذه الآية الكريمة إلى أنه لا تحل الذبيحة التى لم يذكر اسم الله عليها، ولو كان الذابح مسلما، وقد اختلف الأئمة، فى هذه المسألة على أقوال:منهم من قال: لا تحل الذبيحة بهذه الصفة، وسواء متروك التسمية عمدا أو سهوا. وهو مروى عن ابن عمر، ونافع مولاه، والشعبى، وابن سيرين.
والمذهب الثانى فى المسألة: أنه لا يشترط التسمية، بل هى مستحبة، فإن تركت عمدا أو نسيانا لم تضر وهذا مذهب الإمام الشافعى، وجميع أصحابه، ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل .. وروى النسائي عن ابن عباس قوله تعالى : ” وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ ” قال : خاصمهم المشركون فقالوا : ما ذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم أكلتموه ؛ فقال الله سبحانه لهم : لا تأكلوا ؛ فإنكم لم تذكروا اسم الله عليها. وهناك عشرات الروايات في كتب اخوانا بهذا الخصوص .****ثانيا: على قول جناب الشيخ والفضائية المحترمة . اذا كانت الذبيحة لم تذبح بنية ولفظ ” لوجه الله” فأنها تحرم ولا يجوز اكلها.. هل هذه القاعدة عامة ام مخصصة للحسين بن علي(ع) فقط . لنعرف النوايا بوضوح واليك الدليل.
قال تعالى : ( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) والشكر لله هو التقرب إليه بأنواع العبادات والطاعات ، والتحبب له بالحسنات الطيبات ، من صلاة وزكاة وصيام ونحو ذلك .ومن شكر الله شكره بالنسك وهو الذبح لوجه الله تعالى .( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ ) :
وكنت اتمنى ان يعرج سماحة الشيخ على راي الاسلام باتفاق المسلمين كما يزعم لذبائح المجتمع في المناسبات والفواتح والمواليد والنجاح وشفاء المرضى والرجوع من حج بيت الله الحرام وغيرها عشرات من المناسبات . او فقط الذبيحة التي تذبح لله بثواب الحسين(ع) محرمة دون غيرها.؟.