23 ديسمبر، 2024 1:29 م

حركة عدم الإنحياز … وإنحيازية أيران وضبابيتها

حركة عدم الإنحياز … وإنحيازية أيران وضبابيتها

في خضم الاحداث الجارية على الساحة العربية والأسلامية من تطورات  على المستوى السياسي وخطوات  التغيير التي  حققثها  الشعوب العربية  من أجل التحرر من قيود الأستغلال والسيطرة والهيمنة   التي كان ينتهجها الحكام  المتسلطين على تلك الشعوب  بفضل الدعم الأمبريالي لدول الأستكبار العالمي  ومازال هناك قسم من الدول العربية تناضل من أجل الأطاحة  بالأنظمة  الجائرة والظالمة والبعيدة عن معنى الأنسانية  التي تسحق شعبها بممنوعات الأسلحة المحرمة دوليا من أجل البقاء في صدارة الرئاسة والسيادة ولايهم أي كان الثمن كما هو الحال في سورية  . وفي وسط هذه الأحداث يعقد مؤتمر قمة  عدم  الأنحياز في إيران  الذي  لم يحمل في أروقته  أي رائحة  لعدم الأنحياز  وربما ينتقد البعض كلامي هذا ويصف الكاتب وينعته بشتى النعوت . لكن يبقى  الظن بسبعين محملا .  فقمة  عدم الأنحياز التي عقدت في أيران ظاهرها أنيق وباطنها عميق  وسأتطرق لحصة وحق بعض الدول  من المؤتمر المذكور  التي ليس لها حظ  في عدم الأنحياز وحتى لانذهب بعيدا  وعلى مبدأ الأسلام  المقربون أولى بالمعروف وجارك ثم جارك ثم أخاك وأخص بالذكر العراق وسورية  .  وهنا يرد سؤال لماذا يعقد مؤتمر قمة عدم الأنحياز في الجمهورية الأسلامية الأيرانية  ولمصلحة من ومن أجل من ؟
 وللجواب أقول :  تعتبر إيران وحسب عنوانها جمهورية  إسلامية  تتبنى الفكر الأسلامي وهذا يعني أن صبغة الأسلام  هي السائدة ومفهوم الأسلام  و السلام  واضح في سياستها  . وهنا هل  إيران الراعية  لمؤتمر عدم الأنحياز تعمل وفق
مبادىء  عدم الأنحياز  العشرة التي أقرت في مؤتمر باندونغ  التي استندت اليها حركة عدم  الانحياز :
1- احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.                     
2 – احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.
3- إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.
4-  عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.
5  – احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
6-  أ  – عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى.
    ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.
7 – الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة
    ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
8- الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
9  – تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.
10 – احترام العدالة والالتزامات الدولية

وعلى ضوء هذه المباديء ومن المفترض يكون العراق البلد الجار الأول  قبل سورية لأيران المسلمة  خال من كل أنواع التدخل الأيراني في شأنه  .  إضافة الى  القانون الأسلامي  الذي من المفترض  يكون ثابتا في سياسة إيران الخارجية إن لم نقل الداخلية ( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه )  بحيث لم يصب الدول المجاورة لها  كالعراق إن لم نقل سورية  أي أذى  من إيران المسلمة !!! …  لكن الواقع  في العراق على أختلاف أصعدته يشهد تدخلا واضحا  من قبل راعية عدم الأنحياز … فأيران تسعى  وبمشروعها الطائفي أن تضم وسط العراق وجنوبه وتجعله إقليما تابعا لها  من خلال الأحزاب الحاكمة  التي تحكم العراق  والتي  تعمل وفق ماتتطلبه  مصلحة إيران وعلى حساب حقوق الشعب العراقي التي نهبت وسلبت  بطرق إحترافية  وخبيثة . إضافة الى التجاوزات السافرة والمشينة التي تعمل عليها أيران بقطعها المياه عن نهر الوند التي تسببت بموت  مئات البساتين  والأراضي الزراعية  التي تقتات عليها الآف العوائل العراقية في محافظة ديالى . و إلقائها وبزلها المياه الثقيلة في شط العرب جنوب العراق بعد أن قامت بتغيير مسار نهر الكارون وجعلته يصب في الأراضي الأيرانية  والذي كان يصب في شط العرب مما تسبب بأرتفاع  نسبة الملوحة  فيه الأمر الذي تسبب بتهجير الآف العوائل العراقية  في  مدينة الفاو  إضافة الى هلاك المواشي وموت البساتين . فالأنحياز الأيراني لم يتوقف بعد فجعلت من الشعب العراقي محرقة  وساحة لمشروعها الطائفي ومخططاتها العدائية  في المنطقة فجعلت من تداعيات الجيش السوري الحر أرضا خصبة للأقتتال الطائفي  وبمساعدة  فتاوى رجالاتها بتحريم بيع السلاح وكذلك الأحزاب الحاكمة التي تنفذ مخططاتها  والتي جعلت من تسليح العشائر الموالية لها في وسط وجنوب العراق هو السبيل للحفاظ  على المناصب والبقاء لفترة أطول في  حكم العراق  .
والحكومة العراقية  هي  الأخرى تعمل وفق إنحيازية أيران وضبابيتها  فوسط ظاهرة تسليح العشائر وعسكرتها  مع مايمتلكه العراق  من قوة عسكرية  في وزارة الدفاع والداخلية  وغيرها من  المؤسسات العسكرية الذي يبدو فيه ضعف الحكومة وعدم  تحقيقها  الأستقرار الأمني  قدمت  وعلى لسان رئيس وزرائها  نوري المالكي  حلولا الى سورية  من خلال مؤتمر الأنحياز الأيراني  الذي  بدا فيه الأنحياز واضحا  الى الحكام  وعدم الأنحياز الى الشعوب المظلومة  فيشترك  الضيف والمضيف  في قتل الشعب  السوري و الشعب  العراقي  الذي يغرق  بتردي الوضع الأمني والأقتصادي والمعيشي  مع مايمتلكه العراق  من ثروات  إضافة الى السجون المكتضة بآلاف الأبرياء  فالحلول كان من المفترض تقدم للشعب العراقي أولا  … فأيران  وبمساعدة حكومة المالكي  تقتل الشعب السوري  من خلال تأييدها ودعمها لنظام بشار الأسد  بالسلاح والعتاد ليفتك بالشعب السوري  . فقمة عدم الإنحياز  كانت لمصلحة  إيران  تحقق من خلالها  الكسب  الأعلامي  برعايتها  للقمة   وكرست لدعم النظام السوري الدموي  . فأنحيازية أيران  و قمتها واضحة فقد حضرتها حكام وغابت عنها شعوب .