10 أبريل، 2024 7:44 ص
Search
Close this search box.

حركة الفقهاء المراجع …. وجدارتها بقيادة الامة الاسلامية 

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الآونة الاخيرة ، وبعد تطور الوعي الاستعماري المعاكس له ،جعلت تحوم شبهات وشكوك حول “حركة الفقهاء ” ، ومدى قدرتها على قيادة الامة الاسلامية ، وأن منشأ هذه الاستفهامات ينطلق عادة من اْبواق القوى الغربية وأدواتها ، ولو كانت هذه القوى عقلائية ومحايدة ، لكانت توجهت بالسؤال الى الفقهاء انفسهم ، والى المفكرين والمثقفين الواعين ، لتتفاهم معهم  بحرية بناءة ، فتجد الاجوبة المقنعة ، ولكنها لا تبحث عن اجوبة ، ولا تروم الإصلاح ، بل تهدف الى إشاعة الذبذبة ، وإدامة التناقض في الامة الأسلامية ، والعمل على فصل الامة عن علماءها ومفكريها، وهنا ربما يثار تساؤل لماذا لايعمل الفقهاء والعلماء للاسلام ؟ ، وهنا لا بد من قول ، ومن ذَا الذي يقول ان العلماء لا يعملون ، ومتى وجد عالم نكل عن العمل الجاد للدين والعقيدة ؟! ، ومن هو العالم الذي اخذ اجازة من عمله وتفرغ لنفسه وحوائجها ؟!العلماء لايمارسون اي شي متاعات الدنيا ومهازلها ، بل لايستجيبون لاكثر احتياجاتهم الخاصة،ويعيشون عيشة منكفئة قاسية ، كما انهم احتفظوا بأسلوبهم المبدئي الموروث عن الأنبياء والأئمة المعصومين (ع) ، والمتتبع لتاريخ الفقهاء والعلماء يجد ان جميعهم كانوا ثائرين ضد الحكام المنحرفين ، وأنهم كانوا يشكلون القاعدة لكافة الانتفاضات والثورات الاسلامية والتحررية ، كما ان حركة الفقهاء المراجع كانت ومنذ الغيبة الكبرى للامام الحجة (عج) قائدة الامة الاسلامية والركيزة الاساسية ، كما انها عملت وتعمل على إدامة شحن الامة الأسلامية وتقوية أرتباطها الروحي والعملي تجاه دينها وعقيدتها ، واستطاعت ان تكون قوة وحركة متفاعلة تخوض المعارك والمواجهة بجميع أنواعها، وها هو اليوم المرجع الديني الاعلى للطائفة سماحة السيد علي الحسيني السيستاني كيف يقود حرب الوجود مع داعش ، كما كان من قبله مراجع التشيّع ، ونماذج المعارك السياسية التي خاضها العلماء عن ذاكرتنا ليست ببعيدة . المرجعية الدينية تتعرض لهجمات شرسة ،وتشويش وتشويه لدورها الريادي في حفظ كيان الامة الاسلامية ،الوقوف بوجه النزعات الحزبية التي تحاول تحييد المرجعية ، وإفراغها من محتواها ، وبذلك سقوطها امام جمهورها ، وهو مخطط خطير يراد منه ابعاد المرجعية الدينية عن تشخيص الخطأ ، وفضح المفسدين وسارقي المال العام ، وتلبية مطالب الشعب العراقي وتقديم الخدمات له . المرجعية الدينية في خطابها ومطالبها لم تتحرك لطائفة معينة فحسب بل تحركت من اجل العراق بكل طوائفه وقومياته ، بل كانت وما زالت اللسان الناطق والمعبر عن جميع اطياف الشعب العراقي ، ولايجادل احد ان المرجعية الدينية لعبت دوراً كبيراً في اعادة الحياة الى الدولة وبناء مؤسساتها الدستورية  وفقاً للقانون ومبادى العدل والمساواة  واحترام الآخرين وتفعيل دور المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي .ما يمر به بلدنا اليوم دليل واضح على أهمية ودور المرجعية الدينية في الوقوف بوجه التحديات التي تريد الشر للعراق وشعبه ، والانزلاق الى حافة الحرب الأهلية ، فقد كان موقفها الواضح من فتوى (الجهاد الكفائي) بعد ان حددت وشخصت العدو الحقيقي رغم وجود الكثير من الايادي الخبيثة والتي تحاول التغطية على العدو الحقيقي للعراق وشعبه . من المؤسف ان نرى الكثير من التشويهات والمغالطات لهذه الفتوى ، من قبل جهات ارادت التشويه والتشويش عليها ، وبالتالي يدخل في خانة الاجندات التي تحاول تمزيق اواصر الشعب العراقي وبث الفرقة بين ابناءه من جهة ، وابعاد المرجعية عن اي دور في مستقبل البلاد ، كما سيبقى دورها ووقفتها الجادة في محاربة الفساد المستشري وايجاد الحلول المناسبة للمشاكل السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد ، وسعيها الجاد ان يكون الشعب العراقي هو صاحب الكلمة الفصل في تغيير الواقع ، وله الدور المباشر في محاربة الفساد ، وكشف المفسدين في موسسات الدولة كافة ، وهي رسالة مهمة للشعب ان يكون على قدر المسؤولية في محاربة الفساد ، وان ينظر الى مراجعه بعين انها أبوية للجميع ، وتنظر الى مصلحة الدين والوطن .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب