منذ تاسيسها ولغاية يومنا هذا ركزت حركة التغيير في كوردستان العراق على اثارة الشارع ضد حكومات الاقليم , ففي بداية تاسيسها حاولت الحركة استيراد تجربة ثورات الربيع العربي الى كوردستان واثارة الشارع في مدينة السليمانية لفترة طويلة , لكن حكمة القيادة في اقليم كوردستان اجهضت محاولتها تلك . ثم بدات حركة التغيير بوضع العصا في عجلة كل خطوة تخطوها حكومة الاقليم وشيطنتها امام الشارع الكوردستاني حاشدة خلفها جمهورا من (الشريحة المتشنجة) في المجتمع الكوردستاني , واستطاعت دخول البرلمان والحكومة اعتمادا على اصوات تلك الشريحة من الكوردستانيين . وبعد ان سجلت الحركة اداءا حكوميا هشا وضعيفا , ولكي تحافظ على اصوات الشريحة المتشنجة تلك , ارتأت الهروب الى الامام في اثارة ازمة رئاسة الاقليم والعمل جهد الامكان على عدم التوصل لاية حلول منطقية , وبعد فشلها في كسب نقاط سياسية لتلك الازمة , ها هي تحاول الان الدفع ببعض المراهقين والشباب الصغار للتظاهر على الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الاقليم … رغم ان هذا الوضع الاقتصادي المتازم هو نتاج الحرب الذي تشنها داعش على كوردستان والحصار الافتصادي السياسي الذي تفرضه الحكومة العراقية على الاقليم منذ سنوات .
اضافة الى تواجد كوادرها المعلن في المظاهرات والكثير من الادلة الاخرى المثبتة عليها فان هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على تورط حركة التغير فيما يحصل الان في اقليم كوردستان , ونستطيع ان نلخصها في النقاط التالية : –
* ان توقيت انطلاق هذه المظاهرات جاء بعد يوم فقط من فشل اجتماعات الاحزاب الخمسة حول ازمة رئاسة الاقليم , الامر الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام كونها محاولة من الحركة لاستغلال ضغط الشارع في الحصول على تنازلات من الحزب الديمقراطي الكوردستاني حول هذه المسالة لصالحه .
* ان الامر الطبيعي في هكذا ظروف ان يصار الى الدعوة لجلسة برلمانية عاجلة لمناقشة التطورات , بيد ان رئيس البرلمان (وهو عضو في حركة التغير) اقر بعدم تقديم موعد الجسلة وابقائها في موعدها , ما يبدو انه افساح المجال لاستمرار التظاهرات دون حلول بغية احراج الحكومة وكسب نقاط على حسابها . ويجب الاشارة هنا الى ان رئيس البرلمان هذا واثناء اجتماعات الاحزاب الخمسة في ازمة رئاسة الاقليم اصر على عقد جلسة برلمان رغم اتفاق هذه الاحزاب على عدم عقدها , مما يوضح ازدواجية التعامل مع الازمات بما يخدم مصلحة التغيير .
* ان اقتصار المتظاهرين على احراق مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني دون غيرها يشير الى ان الامر مخطط له , وبعد اثارة هذه النقطة اعلاميا توجه بعض المتظاهرين للهجوم على مقرات احزاب اخرى في خطوة يمكن وصفها بانها لتشتيت الانتباه عن المحرض الحقيقي , وهو ما يثبت التهمة بشكل اكثر على الحركة .
* الهتاف باسماء احزاب كوردية اخرى من قبل بعض المتظاهرين يشير الى محاولات مفضوحة لابعاد الشبهات عن المحرض الحقيقي والقاء التهمة على اطراف لا علاقة لها بما يحصل , مما يثير الشكوك اكثر حول دور التغير فيما يحصل .
* التصريحات العلنية لاعضاء وكوادر الحركة في مشاركتهم التظاهرات وتايدهم لها وهذا اعتراف واضح وصريح بتورطهم فيما يحصل, اضافة الى ان مقرات التغير في كل المدن والبلدات لم تتعرض لاي هجوم من قبل المتظاهرين .
انها ليست المرة الاولى التي تتورط فيها حركة التغيير في اثارة الشارع واشعال فتيل الفوضى في كوردستان , فمحاولاتها قبل سنوات لاستيراد تجربة الثورات العربية هو خير دليل على ان الحركة متمرسة على هكذا عمليات تخريبية .. لذلك فان حكومة اقليم كوردستان مطالبة اليوم بالوقوف امام مسئولياتها وتوجيه تهمة الخيانة العظمى لحركة التغير , والعمل مع الاحزاب الاخرى على حل هذا الحزب ومنع اعضاءه مستقبلا من ممارسة اي عمل سياسي بل وتحويل قاداتها الى المحاكم العسكرية وذلك استنادا على الاسباب التالية : –
* مرور الاقليم في حالة حرب لاكثر من عام ضد تنظيم داعش الارهابي يجعل من أثارة الوضع الداخلي لكوردستان تعاونا ومساندة لداعش في حربها على الاقليم , وهي وبكل المقاييس تندرج تحت تهمة الخيانة العظمى للوطن .
* مباركة داعش العلنية للمظاهرات وتايده لها يشير الى تناغم واضح ( ولا نقول تنسيق) بين حركة التغيير وبين توجهات داعش ضد كوردستان .
* الهتاف المتعمد باسم عبدالله اوجلان اثناء حرق مقرات الحزب الديمقراطي الكورستاني هي محاولة لاثارة المشاكل بين الاجزاء الاربعة من كوردستان وتامرا على الامن القومي الكوردي الذي طالما حرصت الاحزاب الكوردستانية عليه