23 ديسمبر، 2024 1:31 ص

حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي

حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي

الذرائعية كما هي مقدّمة في كتاب ( الذرائعية في التطبيق)
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن نشرنا نظرية (الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي العربي ) تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي , وهي نظرية نقدية أدبية تحليلية علمية تعتمد على مداخل ونظريات علمية ونفسية وفلسفية في تحليل النصوص الأدبية مرفقة بدراسات تطبيقية في الذرائعية مقدمة من قبلي أنا الدكتورة عبير خالد يحيي… وقد لاقت قبولًا ممتازًا عند الكثيرين من أهل العلم والأدب والاختصاص, ممن يملكون عقولًا مفتوحة تقبل العلم ببحتيةو وتناقش بمنطقية بهدف الاطلاع والفهم, لا بهدف النقاش بسفسطائية, أقول والحمد لله أن هؤلاء كانوا أكثر بكثير ممن تعرضوا للنظرية ولنا شخصيًّا (من ينقدون بهذه النظرية )باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان, آخرها أنها نظرية علمانية ضد الدين الإسلامي …! وأنها صنيعة الإمبريالية ……!!!
رغم أننا سألناهم إن كانوا اطلعوا عليها , بعضهم أجاب بالنفي وبعضهم اكتفى بقراءة العنوان ليصدر عنها حكمة بأنها مشبوهة ….!
نرد عليهم بما عندنا:
هناك من يخلط بين البراغماتية السياسية والبراغماتية اللغوية، نحن لم نغش أحد، والبرغماتيك هو منهج موجود أصلًا، فقط فتحنا منها البراغماتيك اللغوي، بالنسبة للعلمانية نحن أبعد من نكون عنها بالمعتقد الديني, لأننا مؤمنون بعقيدتنا، وموحدون، نؤمن بالقرآن الكريم بأنه مصدر التشريع الأول، ولذلك أخذتنا الحمية على نصوصه .. و من كان من بيننا على ديانة أخرى فهو أيضًا مؤمن بعقيدته… أما الباقي فماذا فعلوا ؟
نحترم الإنسان بمعايير الإنسانية التي أمرنا رسولنا الكريم بها (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )، نأخذ من العلمانية علومها وانضباطها بعيدًا عن التعصب الأعمى، الله هو من سيحاسب البشر لا نحن، الآية الكريمة واضحة قول الله جل وعلا لرسوله الكريم ( وأعرض عن الجاهلين ).
لا دخل لنا بالسياسة لأنها تلطخنا، نحن نروم الأدب الرصين، ومن اقتنع ممن جهل فذاك شأنه، لا وقت لدينا لإقناع المتشدقين، بل أن محاولة النقاش معهم عقيمة ومضيعة للوقت ..
الأدب لا دين له إلا الرصانة، ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو أس الرصانة، لكن لا نردد ذلك بشعارات جوفاء ..
لسنا وحدنا في ساحة الأدب حتى نفرض آراءنا، ولسنا دعاة للدين، بل نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا هي من تتكلم عنا، المسلمون عندما تحلوا بالأخلاق فتحوا العالم بالكلمة الطيبة وليس بالسيف ..
وعندما تخلوا عن العلم والأخلاق لم يستطيعوا رد الظلم حتى عن أنفسهم ..
هذه هي قناعاتنا، غاية نبيلة ( الأدب الرصين ) ووسيلة هادفة وراقية ( العلم )
تحياتي وجل احترامي…
سأعرض للفرق بين البراغماتيك العام والبراغماتيك اللغوي كما هو وارد في كتابنا ( الذرائعية في التطبيق)
ذرائعية المعنى في النص الأدبي العربي : Pragmatics
تتناول برغماتية المعاني دراسة كيفية استخدام اللغة بشكل أفكار وصيغ, تعبر عن الاستخدامات اليومية للنشاط الإنساني, وتركز على الاختلافات في الاستعمال والاستخدام اللغوي, وهي التي تسوق علم المعاني نحو السياق المستخدم من قبل الإنسان لتحديد أهدافه، وتركّز على أن اللغة في مفهومها كشكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمجتمع الإنساني يحيا ويعمل بمجاميع تتطلب التواصل الحقيقي، حين تتقاسم نشر المعلومات وإشاعة التأكيد على الحفاظ على العلاقات، لكون اللغة البرغماتية تركز على الجانب الواسع للغة, والتي تشمل الأدب وملحقاته أو هي دراسة وضع الاستخدامات في اللغة, و تشير إلى دراسة تلك العوامل التي تحكم خيارات الناس في اللغة, مثل الوعي الاجتماعي, الثقافة والأدب, والنقد والإعلام بكل أشكاله, والعلوم الأخرى, حسن التصرف, وبمعنى آخر، فهي دراسة كيفية استخدام المتكلمون للغة في سياق التفاعل الاجتماعي, بينما Semantics يدعو للتركيز على المعنى القاموسي بغض النظر عن السياق والاتصال و الدلالات…
إن أول من استخدم مصطلح “البراغماتية” الفيلسوف تشارلز موريس، وقام هذا
الفيلسوف برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو العلامات السِّيْميائية، وفرّق بين ثلاثة فروع مختلفة، وهي :
1- السياق الجملي Syntax ( ) (دراسة أنَظْمة اللغة) وهي العلاقة الشكلية بين الرموز وارتباط أحدها بالآخر”.
2- علم المعاني أو الدلالة Semantics وهو دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي تشير إليها.
3- البراغماتية Pragmatics (المعاني المؤجلة) prospective meanings) ) وهي دراسة علاقة الرموز بتفسيرها ( ) .
وقد وضح الفيلسوف الأمريكي ردولف كارناب ( ) مجال كل نوع من تلك الأنواع الثلاث بقوله : “إن في مجال البحث اللغوي لو أشرنا صراحة إلى المتحدث أو مستخدم اللغة، فإننا نكون نعمل في إطار حقل البراغماتية (pragmatics). أما إذا قمنا فقط بتحليل التعبيرات وما تشير إليه، فإننا ننتقل إلى مجال علم الدلالة السيمانتيكية(semantics)، أما إذا ابتعدنا عما تشير إليه العبارات, وحللنا فقط العلاقات بين التعبيرات، فإننا ندخل دائرة أنظمة التراكيب(structural systems) ،” وحينها يمكننا القول إن كانت أنظمة الجملة التركيبية تبحث عن كيفية ارتباط الكلمات ببعضها البعض، وعلم الدلالة يختص بدراسة المعنى، إذاً فإن البراغاماتية تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفية، بمعنى أنها
تحاول تفسير أوجه التراكيب اللغوية بالإشارة إلى عوامل غير لغوية( )
مجال البراجماتية:
وسَّع بعض العلماء مثل موريس نطاق البراغماتية بقوله إنها “تتناول الجوانب الحيوية biotic للسيميوتيك، أي إنها تهتم بجميع الظواهر النفسية والبيولوجية
والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها”( ) ، وهذا النطاق أوسع بكثير مما يندرج حاليا تحت البراغماتية اللغوية ، لكونه يشتمل على ما يعرف الآن
باسم علم اللغة النفسي، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة العصبي، وأشياء أخرى كثيرة ذات علاقة…
بينما يرى بعض العلماء الآخرين مثل كاتز، و فودَرْ، أن للبراغماتية مجالاً أضيق كثيراً وهو دراسة المبادئ التي تحكم استخدام اللغة، وأنها لا علاقة لها بوصف التراكيب اللغوية. وإذا ما أردنا ربط هذا التحديد بالتفرقة التي قام بها تشومسكي بين القدرة أو الكفاية اللغوية Competence والأداء اللغوي Performance، فإننا يمكن أن نقول إن البراغماتية تُعني فقط بمبادئ استخدام اللغة المتعلقة بالأداء فحسب ( ) ، ولتوضيح العلاقة بين البراغماتية وغيرها من مستويات التحليل اللغوي فإننا نورد تلخيصاً مقتضباً لما يراه كاتز، و فودَرْ ( ) ” حيث ينتهي مستوى نَظْم الجملة التركيبي، والفونولوجيا يبدأ مستوى علم الدلالة السيمانتيكي، وتليه ترادفاً البراغماتية، ويركز كل من كاتز و فوذر على دراسة أنَظْمة الجملة التركيبية، الفونولوجيا Phonology ( دراسة النظام الصوتي) والسياق وعلم الدلالة Semanticالبراغماتية Pragmaticsأما لفينسون ( ) فيحدد مكان البراغماتية، الذي يقع حين تنتهي السيمانتيكية(علم الدلالة), وحيث يبدأ علم اللغة الاجتماعي وربما علم اللغة النفسي أيضاً. ومرة أخرى ، يمكننا تصوير هذه العلاقة كما يلي:
علم الدلالة Semantics البراغماتية Pragmatics علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics(علم اللغة النفسي) (Psycholinguistics)
ما المقصود اللغوي بالبراغماتية:
يقصد بالبراغماتية ، دراسة جميع جوانب المعنى التي تخرج عن الإطار القاموسي أي التي لا تهتم بها النظرية الدلالية(السيمانتيكية). ولكن هذا التعريف يستلزم تحديد الإطار الواسع “للمعنى” والذي يعتمد عليه التعريف، كسعة مترامية ، حتى يضم المحتوى الساخر ironic ، والمجازي (أو الاستعاري) metaphoric ، والضمني (الإيحائي) implicit للاتصال والكامن في القول المنطوق أو المكتوب اي يشمل جميع الاحتمالات المؤجلة من المعاني التي تكمن في ذهن الأديب والمتلقي والناقد ، ومن ثم لا يمكن قصره على المحتوى التقليدي لما يقال فقط، وبعبارة أخرى، فإن مجال البراغماتية هو المعنى (بأوسع معانيه) مطروحاً منه الدلالة ( المعنى الذي يحدده علم الدلالة- السيمانتيكي- أي المعنى القاموسي ), إذاً تقوم البراغماتية على التفرقة بين معنى الجملة sentence ومعنى المنطوق utterance ، بحيث يختص علم الدلالة (semantics) بدراسة معاني الجمل, بينما تقوم البراغماتية (pragmatics) بدراسة معاني المنطوقات، وفي هذا التعريف نستخدم “المنطوق” بالمعنى الذي أشار إليه بار – هيلل – باعتباره جملة (أو في بعض الأحيان سلسلة أو مجموعة من الجمل) مرتبطة بسياق معين، وهو على وجه التحديد السياق الذي يتم نطق الجملة أو مجموعة الجمل فيه، ويقبل كثير من اللغويين هذه التفرقة ولو بصورة ضمنية (Connotation)، ولكن هناك مشكلة تكتنف هذا التعريف تتمثل في أنه في بعض الحالات النادرة يضم معنى الجملة جميع أوجه معنى المنطوق، وذلك عندما يعني المتحدث بالضبط ما يقوله، لا أكثر ولا أقل، وفي هذه الحالة فإن المضمون أو المعنى لابد وأن يُعزى إلى (كل من علم الدلالة و البراغماتية معاً) اذاً بالإمكان الجمع بين المعنى السيمانتيكي والمعنى البراغماتي في إطار واحد في التحديد المقصود الثابت بالمعنى.
تتخذ البراغماتية من الربط بين المعنى والسياق أساساً لها, لكون علم الدلالة يختص بالمعنى خارج إطار السياق، أو بالمعنى غير المعتمد على السياق, أما البراغماتية فتختص بالمعنى في السياق. وعلى هذا فإن البراغماتية هي دراسة العلاقات بين اللغة والسياق، وهي العلاقات الأساسية اللازمة لفهم اللغة.
وعبارة “فهم اللغة” هنا مستخدمة بالمعنى الذي يقصده العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي لجذب الانتباه إلى حقيقة أن فهم منطوق ما ينطوي على قدر أكبر بكثير من مجرد معرفة معاني الكلمات والعلاقات النحوية بينها. إذ إن فهم المنطوق يشتمل على القيام باستنتاجات تربط بين ما يقال بما هو مفترض بصورة متبادلة بين المتحدثين، أو بما سبق قوله.
وتعتبر البراغماتية، دراسة لمقدرة مستخدمي لغة ما على ربط الجمل بالسياقات التي تُعتبر هذه الجمل مقبولة أو ملائمة فيها. وبمعنى آخر فإن النظرية البراغماتية ينبغي من ناحية المبدأ أن تتنبأ بالنسبة لكل جملة سليمة التكوين في لغة ما، وعند قراءة دلالية معينة لها، بمجموعة السياقات التي يمكن أن تكون هذه الجمل ملائمة أو مناسبة فيها …
وبعد دراسة كل الآراء التي وردت في أعلاه, وجدت أن رؤيتي البرغماتيكية قد تكون حلاً منطقياً تطبيقياً، فقد أسست جسراً بين التجذير الفلسفي والتعويم التواصلي بين الأحياء، فقد قمت بتقصير الحبل الواصل بين سلسلة الدلالات والمفاهيم الناتجة عنها، بعد وضعها في سلة التواصل الحيوي بشكل حالات وأوضاع لغوية تنطلق من انتهاء مرحلة السيمانتيك، واستهلال البرغماتيك المترع بالمعاني السياقية المنطوقة والمؤجلة، و من خلال تلك الأوضاع التواصلية(Prospective meaningful situations) مروراً بالسياقات النظامية لتراكيب اللغة، جاء تعريف البرغماتيك عندي ، كما يلي:
تبدأ البراغماتيكية عند انتهاء السيمانتيكية (الدلالات القاموسية), وهي الرابط الحيوي بينه و بين السيمانتيك والسياقات التركيبية للغة والأوضاع الاجتماعية والنفسية والإنسانية والاقتصادية والتجارية، وكل وضع حياتي آخر، لذلك تصبح انطلاقتها واسعة، حين تدخل خيمة التواصل بشكل أوضاع لغوية مؤجلة إلى ما لا نهاية.
هذا ما عندنا رعاكم الله, ولدينا المزيد بإذنه تعالى, بكل ما يحترم النص العربيو وفقط النص العربي الرصين ….
والله الموفق …
#دعبيرخالديحيي
حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
الذرائعية كما هي مقدّمة في كتاب ( الذرائعية في التطبيق)
د. عبير خالد يحيي

بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن نشرنا نظرية (الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي العربي ) تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي , وهي نظرية نقدية أدبية تحليلية علمية تعتمد على مداخل ونظريات علمية ونفسية وفلسفية في تحليل النصوص الأدبية مرفقة بدراسات تطبيقية في الذرائعية مقدمة من قبلي أنا الدكتورة عبير خالد يحيي… وقد لاقت قبولًا ممتازًا عند الكثيرين من أهل العلم والأدب والاختصاص, ممن يملكون عقولًا مفتوحة تقبل العلم ببحتيةو وتناقش بمنطقية بهدف الاطلاع والفهم, لا بهدف النقاش بسفسطائية, أقول والحمد لله أن هؤلاء كانوا أكثر بكثير ممن تعرضوا للنظرية ولنا شخصيًّا (من ينقدون بهذه النظرية )باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان, آخرها أنها نظرية علمانية ضد الدين الإسلامي …! وأنها صنيعة الإمبريالية ……!!!
رغم أننا سألناهم إن كانوا اطلعوا عليها , بعضهم أجاب بالنفي وبعضهم اكتفى بقراءة العنوان ليصدر عنها حكمة بأنها مشبوهة ….!
نرد عليهم بما عندنا:
هناك من يخلط بين البراغماتية السياسية والبراغماتية اللغوية، نحن لم نغش أحد، والبرغماتيك هو منهج موجود أصلًا، فقط فتحنا منها البراغماتيك اللغوي، بالنسبة للعلمانية نحن أبعد من نكون عنها بالمعتقد الديني, لأننا مؤمنون بعقيدتنا، وموحدون، نؤمن بالقرآن الكريم بأنه مصدر التشريع الأول، ولذلك أخذتنا الحمية على نصوصه .. و من كان من بيننا على ديانة أخرى فهو أيضًا مؤمن بعقيدته… أما الباقي فماذا فعلوا ؟
نحترم الإنسان بمعايير الإنسانية التي أمرنا رسولنا الكريم بها (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )، نأخذ من العلمانية علومها وانضباطها بعيدًا عن التعصب الأعمى، الله هو من سيحاسب البشر لا نحن، الآية الكريمة واضحة قول الله جل وعلا لرسوله الكريم ( وأعرض عن الجاهلين ).
لا دخل لنا بالسياسة لأنها تلطخنا، نحن نروم الأدب الرصين، ومن اقتنع ممن جهل فذاك شأنه، لا وقت لدينا لإقناع المتشدقين، بل أن محاولة النقاش معهم عقيمة ومضيعة للوقت ..
الأدب لا دين له إلا الرصانة، ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو أس الرصانة، لكن لا نردد ذلك بشعارات جوفاء ..
لسنا وحدنا في ساحة الأدب حتى نفرض آراءنا، ولسنا دعاة للدين، بل نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا هي من تتكلم عنا، المسلمون عندما تحلوا بالأخلاق فتحوا العالم بالكلمة الطيبة وليس بالسيف ..
وعندما تخلوا عن العلم والأخلاق لم يستطيعوا رد الظلم حتى عن أنفسهم ..
هذه هي قناعاتنا، غاية نبيلة ( الأدب الرصين ) ووسيلة هادفة وراقية ( العلم )
تحياتي وجل احترامي…
سأعرض للفرق بين البراغماتيك العام والبراغماتيك اللغوي كما هو وارد في كتابنا ( الذرائعية في التطبيق)
ذرائعية المعنى في النص الأدبي العربي : Pragmatics
تتناول برغماتية المعاني دراسة كيفية استخدام اللغة بشكل أفكار وصيغ, تعبر عن الاستخدامات اليومية للنشاط الإنساني, وتركز على الاختلافات في الاستعمال والاستخدام اللغوي, وهي التي تسوق علم المعاني نحو السياق المستخدم من قبل الإنسان لتحديد أهدافه، وتركّز على أن اللغة في مفهومها كشكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمجتمع الإنساني يحيا ويعمل بمجاميع تتطلب التواصل الحقيقي، حين تتقاسم نشر المعلومات وإشاعة التأكيد على الحفاظ على العلاقات، لكون اللغة البرغماتية تركز على الجانب الواسع للغة, والتي تشمل الأدب وملحقاته أو هي دراسة وضع الاستخدامات في اللغة, و تشير إلى دراسة تلك العوامل التي تحكم خيارات الناس في اللغة, مثل الوعي الاجتماعي, الثقافة والأدب, والنقد والإعلام بكل أشكاله, والعلوم الأخرى, حسن التصرف, وبمعنى آخر، فهي دراسة كيفية استخدام المتكلمون للغة في سياق التفاعل الاجتماعي, بينما Semantics يدعو للتركيز على المعنى القاموسي بغض النظر عن السياق والاتصال و الدلالات…
إن أول من استخدم مصطلح “البراغماتية” الفيلسوف تشارلز موريس، وقام هذا
الفيلسوف برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو العلامات السِّيْميائية، وفرّق بين ثلاثة فروع مختلفة، وهي :
1- السياق الجملي Syntax ( ) (دراسة أنَظْمة اللغة) وهي العلاقة الشكلية بين الرموز وارتباط أحدها بالآخر”.
2- علم المعاني أو الدلالة Semantics وهو دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي تشير إليها.
3- البراغماتية Pragmatics (المعاني المؤجلة) prospective meanings) ) وهي دراسة علاقة الرموز بتفسيرها ( ) .
وقد وضح الفيلسوف الأمريكي ردولف كارناب ( ) مجال كل نوع من تلك الأنواع الثلاث بقوله : “إن في مجال البحث اللغوي لو أشرنا صراحة إلى المتحدث أو مستخدم اللغة، فإننا نكون نعمل في إطار حقل البراغماتية (pragmatics). أما إذا قمنا فقط بتحليل التعبيرات وما تشير إليه، فإننا ننتقل إلى مجال علم الدلالة السيمانتيكية(semantics)، أما إذا ابتعدنا عما تشير إليه العبارات, وحللنا فقط العلاقات بين التعبيرات، فإننا ندخل دائرة أنظمة التراكيب(structural systems) ،” وحينها يمكننا القول إن كانت أنظمة الجملة التركيبية تبحث عن كيفية ارتباط الكلمات ببعضها البعض، وعلم الدلالة يختص بدراسة المعنى، إذاً فإن البراغاماتية تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفية، بمعنى أنها
تحاول تفسير أوجه التراكيب اللغوية بالإشارة إلى عوامل غير لغوية( )
مجال البراجماتية:
وسَّع بعض العلماء مثل موريس نطاق البراغماتية بقوله إنها “تتناول الجوانب الحيوية biotic للسيميوتيك، أي إنها تهتم بجميع الظواهر النفسية والبيولوجية
والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها”( ) ، وهذا النطاق أوسع بكثير مما يندرج حاليا تحت البراغماتية اللغوية ، لكونه يشتمل على ما يعرف الآن
باسم علم اللغة النفسي، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة العصبي، وأشياء أخرى كثيرة ذات علاقة…
بينما يرى بعض العلماء الآخرين مثل كاتز، و فودَرْ، أن للبراغماتية مجالاً أضيق كثيراً وهو دراسة المبادئ التي تحكم استخدام اللغة، وأنها لا علاقة لها بوصف التراكيب اللغوية. وإذا ما أردنا ربط هذا التحديد بالتفرقة التي قام بها تشومسكي بين القدرة أو الكفاية اللغوية Competence والأداء اللغوي Performance، فإننا يمكن أن نقول إن البراغماتية تُعني فقط بمبادئ استخدام اللغة المتعلقة بالأداء فحسب ( ) ، ولتوضيح العلاقة بين البراغماتية وغيرها من مستويات التحليل اللغوي فإننا نورد تلخيصاً مقتضباً لما يراه كاتز، و فودَرْ ( ) ” حيث ينتهي مستوى نَظْم الجملة التركيبي، والفونولوجيا يبدأ مستوى علم الدلالة السيمانتيكي، وتليه ترادفاً البراغماتية، ويركز كل من كاتز و فوذر على دراسة أنَظْمة الجملة التركيبية، الفونولوجيا Phonology ( دراسة النظام الصوتي) والسياق وعلم الدلالة Semanticالبراغماتية Pragmaticsأما لفينسون ( ) فيحدد مكان البراغماتية، الذي يقع حين تنتهي السيمانتيكية(علم الدلالة), وحيث يبدأ علم اللغة الاجتماعي وربما علم اللغة النفسي أيضاً. ومرة أخرى ، يمكننا تصوير هذه العلاقة كما يلي:
علم الدلالة Semantics البراغماتية Pragmatics علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics(علم اللغة النفسي) (Psycholinguistics)
ما المقصود اللغوي بالبراغماتية:
يقصد بالبراغماتية ، دراسة جميع جوانب المعنى التي تخرج عن الإطار القاموسي أي التي لا تهتم بها النظرية الدلالية(السيمانتيكية). ولكن هذا التعريف يستلزم تحديد الإطار الواسع “للمعنى” والذي يعتمد عليه التعريف، كسعة مترامية ، حتى يضم المحتوى الساخر ironic ، والمجازي (أو الاستعاري) metaphoric ، والضمني (الإيحائي) implicit للاتصال والكامن في القول المنطوق أو المكتوب اي يشمل جميع الاحتمالات المؤجلة من المعاني التي تكمن في ذهن الأديب والمتلقي والناقد ، ومن ثم لا يمكن قصره على المحتوى التقليدي لما يقال فقط، وبعبارة أخرى، فإن مجال البراغماتية هو المعنى (بأوسع معانيه) مطروحاً منه الدلالة ( المعنى الذي يحدده علم الدلالة- السيمانتيكي- أي المعنى القاموسي ), إذاً تقوم البراغماتية على التفرقة بين معنى الجملة sentence ومعنى المنطوق utterance ، بحيث يختص علم الدلالة (semantics) بدراسة معاني الجمل, بينما تقوم البراغماتية (pragmatics) بدراسة معاني المنطوقات، وفي هذا التعريف نستخدم “المنطوق” بالمعنى الذي أشار إليه بار – هيلل – باعتباره جملة (أو في بعض الأحيان سلسلة أو مجموعة من الجمل) مرتبطة بسياق معين، وهو على وجه التحديد السياق الذي يتم نطق الجملة أو مجموعة الجمل فيه، ويقبل كثير من اللغويين هذه التفرقة ولو بصورة ضمنية (Connotation)، ولكن هناك مشكلة تكتنف هذا التعريف تتمثل في أنه في بعض الحالات النادرة يضم معنى الجملة جميع أوجه معنى المنطوق، وذلك عندما يعني المتحدث بالضبط ما يقوله، لا أكثر ولا أقل، وفي هذه الحالة فإن المضمون أو المعنى لابد وأن يُعزى إلى (كل من علم الدلالة و البراغماتية معاً) اذاً بالإمكان الجمع بين المعنى السيمانتيكي والمعنى البراغماتي في إطار واحد في التحديد المقصود الثابت بالمعنى.
تتخذ البراغماتية من الربط بين المعنى والسياق أساساً لها, لكون علم الدلالة يختص بالمعنى خارج إطار السياق، أو بالمعنى غير المعتمد على السياق, أما البراغماتية فتختص بالمعنى في السياق. وعلى هذا فإن البراغماتية هي دراسة العلاقات بين اللغة والسياق، وهي العلاقات الأساسية اللازمة لفهم اللغة.
وعبارة “فهم اللغة” هنا مستخدمة بالمعنى الذي يقصده العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي لجذب الانتباه إلى حقيقة أن فهم منطوق ما ينطوي على قدر أكبر بكثير من مجرد معرفة معاني الكلمات والعلاقات النحوية بينها. إذ إن فهم المنطوق يشتمل على القيام باستنتاجات تربط بين ما يقال بما هو مفترض بصورة متبادلة بين المتحدثين، أو بما سبق قوله.
وتعتبر البراغماتية، دراسة لمقدرة مستخدمي لغة ما على ربط الجمل بالسياقات التي تُعتبر هذه الجمل مقبولة أو ملائمة فيها. وبمعنى آخر فإن النظرية البراغماتية ينبغي من ناحية المبدأ أن تتنبأ بالنسبة لكل جملة سليمة التكوين في لغة ما، وعند قراءة دلالية معينة لها، بمجموعة السياقات التي يمكن أن تكون هذه الجمل ملائمة أو مناسبة فيها …
وبعد دراسة كل الآراء التي وردت في أعلاه, وجدت أن رؤيتي البرغماتيكية قد تكون حلاً منطقياً تطبيقياً، فقد أسست جسراً بين التجذير الفلسفي والتعويم التواصلي بين الأحياء، فقد قمت بتقصير الحبل الواصل بين سلسلة الدلالات والمفاهيم الناتجة عنها، بعد وضعها في سلة التواصل الحيوي بشكل حالات وأوضاع لغوية تنطلق من انتهاء مرحلة السيمانتيك، واستهلال البرغماتيك المترع بالمعاني السياقية المنطوقة والمؤجلة، و من خلال تلك الأوضاع التواصلية(Prospective meaningful situations) مروراً بالسياقات النظامية لتراكيب اللغة، جاء تعريف البرغماتيك عندي ، كما يلي:
تبدأ البراغماتيكية عند انتهاء السيمانتيكية (الدلالات القاموسية), وهي الرابط الحيوي بينه و بين السيمانتيك والسياقات التركيبية للغة والأوضاع الاجتماعية والنفسية والإنسانية والاقتصادية والتجارية، وكل وضع حياتي آخر، لذلك تصبح انطلاقتها واسعة، حين تدخل خيمة التواصل بشكل أوضاع لغوية مؤجلة إلى ما لا نهاية.
هذا ما عندنا رعاكم الله, ولدينا المزيد بإذنه تعالى, بكل ما يحترم النص العربيو وفقط النص العربي الرصين ….
والله الموفق …
#دعبيرخالديحيي
حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
الذرائعية كما هي مقدّمة في كتاب ( الذرائعية في التطبيق)
د. عبير خالد يحيي

بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن نشرنا نظرية (الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي العربي ) تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي , وهي نظرية نقدية أدبية تحليلية علمية تعتمد على مداخل ونظريات علمية ونفسية وفلسفية في تحليل النصوص الأدبية مرفقة بدراسات تطبيقية في الذرائعية مقدمة من قبلي أنا الدكتورة عبير خالد يحيي… وقد لاقت قبولًا ممتازًا عند الكثيرين من أهل العلم والأدب والاختصاص, ممن يملكون عقولًا مفتوحة تقبل العلم ببحتيةو وتناقش بمنطقية بهدف الاطلاع والفهم, لا بهدف النقاش بسفسطائية, أقول والحمد لله أن هؤلاء كانوا أكثر بكثير ممن تعرضوا للنظرية ولنا شخصيًّا (من ينقدون بهذه النظرية )باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان, آخرها أنها نظرية علمانية ضد الدين الإسلامي …! وأنها صنيعة الإمبريالية ……!!!
رغم أننا سألناهم إن كانوا اطلعوا عليها , بعضهم أجاب بالنفي وبعضهم اكتفى بقراءة العنوان ليصدر عنها حكمة بأنها مشبوهة ….!
نرد عليهم بما عندنا:
هناك من يخلط بين البراغماتية السياسية والبراغماتية اللغوية، نحن لم نغش أحد، والبرغماتيك هو منهج موجود أصلًا، فقط فتحنا منها البراغماتيك اللغوي، بالنسبة للعلمانية نحن أبعد من نكون عنها بالمعتقد الديني, لأننا مؤمنون بعقيدتنا، وموحدون، نؤمن بالقرآن الكريم بأنه مصدر التشريع الأول، ولذلك أخذتنا الحمية على نصوصه .. و من كان من بيننا على ديانة أخرى فهو أيضًا مؤمن بعقيدته… أما الباقي فماذا فعلوا ؟
نحترم الإنسان بمعايير الإنسانية التي أمرنا رسولنا الكريم بها (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )، نأخذ من العلمانية علومها وانضباطها بعيدًا عن التعصب الأعمى، الله هو من سيحاسب البشر لا نحن، الآية الكريمة واضحة قول الله جل وعلا لرسوله الكريم ( وأعرض عن الجاهلين ).
لا دخل لنا بالسياسة لأنها تلطخنا، نحن نروم الأدب الرصين، ومن اقتنع ممن جهل فذاك شأنه، لا وقت لدينا لإقناع المتشدقين، بل أن محاولة النقاش معهم عقيمة ومضيعة للوقت ..
الأدب لا دين له إلا الرصانة، ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو أس الرصانة، لكن لا نردد ذلك بشعارات جوفاء ..
لسنا وحدنا في ساحة الأدب حتى نفرض آراءنا، ولسنا دعاة للدين، بل نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا هي من تتكلم عنا، المسلمون عندما تحلوا بالأخلاق فتحوا العالم بالكلمة الطيبة وليس بالسيف ..
وعندما تخلوا عن العلم والأخلاق لم يستطيعوا رد الظلم حتى عن أنفسهم ..
هذه هي قناعاتنا، غاية نبيلة ( الأدب الرصين ) ووسيلة هادفة وراقية ( العلم )
تحياتي وجل احترامي…
سأعرض للفرق بين البراغماتيك العام والبراغماتيك اللغوي كما هو وارد في كتابنا ( الذرائعية في التطبيق)
ذرائعية المعنى في النص الأدبي العربي : Pragmatics
تتناول برغماتية المعاني دراسة كيفية استخدام اللغة بشكل أفكار وصيغ, تعبر عن الاستخدامات اليومية للنشاط الإنساني, وتركز على الاختلافات في الاستعمال والاستخدام اللغوي, وهي التي تسوق علم المعاني نحو السياق المستخدم من قبل الإنسان لتحديد أهدافه، وتركّز على أن اللغة في مفهومها كشكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمجتمع الإنساني يحيا ويعمل بمجاميع تتطلب التواصل الحقيقي، حين تتقاسم نشر المعلومات وإشاعة التأكيد على الحفاظ على العلاقات، لكون اللغة البرغماتية تركز على الجانب الواسع للغة, والتي تشمل الأدب وملحقاته أو هي دراسة وضع الاستخدامات في اللغة, و تشير إلى دراسة تلك العوامل التي تحكم خيارات الناس في اللغة, مثل الوعي الاجتماعي, الثقافة والأدب, والنقد والإعلام بكل أشكاله, والعلوم الأخرى, حسن التصرف, وبمعنى آخر، فهي دراسة كيفية استخدام المتكلمون للغة في سياق التفاعل الاجتماعي, بينما Semantics يدعو للتركيز على المعنى القاموسي بغض النظر عن السياق والاتصال و الدلالات…
إن أول من استخدم مصطلح “البراغماتية” الفيلسوف تشارلز موريس، وقام هذا
الفيلسوف برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو العلامات السِّيْميائية، وفرّق بين ثلاثة فروع مختلفة، وهي :
1- السياق الجملي Syntax ( ) (دراسة أنَظْمة اللغة) وهي العلاقة الشكلية بين الرموز وارتباط أحدها بالآخر”.
2- علم المعاني أو الدلالة Semantics وهو دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي تشير إليها.
3- البراغماتية Pragmatics (المعاني المؤجلة) prospective meanings) ) وهي دراسة علاقة الرموز بتفسيرها ( ) .
وقد وضح الفيلسوف الأمريكي ردولف كارناب ( ) مجال كل نوع من تلك الأنواع الثلاث بقوله : “إن في مجال البحث اللغوي لو أشرنا صراحة إلى المتحدث أو مستخدم اللغة، فإننا نكون نعمل في إطار حقل البراغماتية (pragmatics). أما إذا قمنا فقط بتحليل التعبيرات وما تشير إليه، فإننا ننتقل إلى مجال علم الدلالة السيمانتيكية(semantics)، أما إذا ابتعدنا عما تشير إليه العبارات, وحللنا فقط العلاقات بين التعبيرات، فإننا ندخل دائرة أنظمة التراكيب(structural systems) ،” وحينها يمكننا القول إن كانت أنظمة الجملة التركيبية تبحث عن كيفية ارتباط الكلمات ببعضها البعض، وعلم الدلالة يختص بدراسة المعنى، إذاً فإن البراغاماتية تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفية، بمعنى أنها
تحاول تفسير أوجه التراكيب اللغوية بالإشارة إلى عوامل غير لغوية( )
مجال البراجماتية:
وسَّع بعض العلماء مثل موريس نطاق البراغماتية بقوله إنها “تتناول الجوانب الحيوية biotic للسيميوتيك، أي إنها تهتم بجميع الظواهر النفسية والبيولوجية
والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها”( ) ، وهذا النطاق أوسع بكثير مما يندرج حاليا تحت البراغماتية اللغوية ، لكونه يشتمل على ما يعرف الآن
باسم علم اللغة النفسي، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة العصبي، وأشياء أخرى كثيرة ذات علاقة…
بينما يرى بعض العلماء الآخرين مثل كاتز، و فودَرْ، أن للبراغماتية مجالاً أضيق كثيراً وهو دراسة المبادئ التي تحكم استخدام اللغة، وأنها لا علاقة لها بوصف التراكيب اللغوية. وإذا ما أردنا ربط هذا التحديد بالتفرقة التي قام بها تشومسكي بين القدرة أو الكفاية اللغوية Competence والأداء اللغوي Performance، فإننا يمكن أن نقول إن البراغماتية تُعني فقط بمبادئ استخدام اللغة المتعلقة بالأداء فحسب ( ) ، ولتوضيح العلاقة بين البراغماتية وغيرها من مستويات التحليل اللغوي فإننا نورد تلخيصاً مقتضباً لما يراه كاتز، و فودَرْ ( ) ” حيث ينتهي مستوى نَظْم الجملة التركيبي، والفونولوجيا يبدأ مستوى علم الدلالة السيمانتيكي، وتليه ترادفاً البراغماتية، ويركز كل من كاتز و فوذر على دراسة أنَظْمة الجملة التركيبية، الفونولوجيا Phonology ( دراسة النظام الصوتي) والسياق وعلم الدلالة Semanticالبراغماتية Pragmaticsأما لفينسون ( ) فيحدد مكان البراغماتية، الذي يقع حين تنتهي السيمانتيكية(علم الدلالة), وحيث يبدأ علم اللغة الاجتماعي وربما علم اللغة النفسي أيضاً. ومرة أخرى ، يمكننا تصوير هذه العلاقة كما يلي:
علم الدلالة Semantics البراغماتية Pragmatics علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics(علم اللغة النفسي) (Psycholinguistics)
ما المقصود اللغوي بالبراغماتية:
يقصد بالبراغماتية ، دراسة جميع جوانب المعنى التي تخرج عن الإطار القاموسي أي التي لا تهتم بها النظرية الدلالية(السيمانتيكية). ولكن هذا التعريف يستلزم تحديد الإطار الواسع “للمعنى” والذي يعتمد عليه التعريف، كسعة مترامية ، حتى يضم المحتوى الساخر ironic ، والمجازي (أو الاستعاري) metaphoric ، والضمني (الإيحائي) implicit للاتصال والكامن في القول المنطوق أو المكتوب اي يشمل جميع الاحتمالات المؤجلة من المعاني التي تكمن في ذهن الأديب والمتلقي والناقد ، ومن ثم لا يمكن قصره على المحتوى التقليدي لما يقال فقط، وبعبارة أخرى، فإن مجال البراغماتية هو المعنى (بأوسع معانيه) مطروحاً منه الدلالة ( المعنى الذي يحدده علم الدلالة- السيمانتيكي- أي المعنى القاموسي ), إذاً تقوم البراغماتية على التفرقة بين معنى الجملة sentence ومعنى المنطوق utterance ، بحيث يختص علم الدلالة (semantics) بدراسة معاني الجمل, بينما تقوم البراغماتية (pragmatics) بدراسة معاني المنطوقات، وفي هذا التعريف نستخدم “المنطوق” بالمعنى الذي أشار إليه بار – هيلل – باعتباره جملة (أو في بعض الأحيان سلسلة أو مجموعة من الجمل) مرتبطة بسياق معين، وهو على وجه التحديد السياق الذي يتم نطق الجملة أو مجموعة الجمل فيه، ويقبل كثير من اللغويين هذه التفرقة ولو بصورة ضمنية (Connotation)، ولكن هناك مشكلة تكتنف هذا التعريف تتمثل في أنه في بعض الحالات النادرة يضم معنى الجملة جميع أوجه معنى المنطوق، وذلك عندما يعني المتحدث بالضبط ما يقوله، لا أكثر ولا أقل، وفي هذه الحالة فإن المضمون أو المعنى لابد وأن يُعزى إلى (كل من علم الدلالة و البراغماتية معاً) اذاً بالإمكان الجمع بين المعنى السيمانتيكي والمعنى البراغماتي في إطار واحد في التحديد المقصود الثابت بالمعنى.
تتخذ البراغماتية من الربط بين المعنى والسياق أساساً لها, لكون علم الدلالة يختص بالمعنى خارج إطار السياق، أو بالمعنى غير المعتمد على السياق, أما البراغماتية فتختص بالمعنى في السياق. وعلى هذا فإن البراغماتية هي دراسة العلاقات بين اللغة والسياق، وهي العلاقات الأساسية اللازمة لفهم اللغة.
وعبارة “فهم اللغة” هنا مستخدمة بالمعنى الذي يقصده العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي لجذب الانتباه إلى حقيقة أن فهم منطوق ما ينطوي على قدر أكبر بكثير من مجرد معرفة معاني الكلمات والعلاقات النحوية بينها. إذ إن فهم المنطوق يشتمل على القيام باستنتاجات تربط بين ما يقال بما هو مفترض بصورة متبادلة بين المتحدثين، أو بما سبق قوله.
وتعتبر البراغماتية، دراسة لمقدرة مستخدمي لغة ما على ربط الجمل بالسياقات التي تُعتبر هذه الجمل مقبولة أو ملائمة فيها. وبمعنى آخر فإن النظرية البراغماتية ينبغي من ناحية المبدأ أن تتنبأ بالنسبة لكل جملة سليمة التكوين في لغة ما، وعند قراءة دلالية معينة لها، بمجموعة السياقات التي يمكن أن تكون هذه الجمل ملائمة أو مناسبة فيها …
وبعد دراسة كل الآراء التي وردت في أعلاه, وجدت أن رؤيتي البرغماتيكية قد تكون حلاً منطقياً تطبيقياً، فقد أسست جسراً بين التجذير الفلسفي والتعويم التواصلي بين الأحياء، فقد قمت بتقصير الحبل الواصل بين سلسلة الدلالات والمفاهيم الناتجة عنها، بعد وضعها في سلة التواصل الحيوي بشكل حالات وأوضاع لغوية تنطلق من انتهاء مرحلة السيمانتيك، واستهلال البرغماتيك المترع بالمعاني السياقية المنطوقة والمؤجلة، و من خلال تلك الأوضاع التواصلية(Prospective meaningful situations) مروراً بالسياقات النظامية لتراكيب اللغة، جاء تعريف البرغماتيك عندي ، كما يلي:
تبدأ البراغماتيكية عند انتهاء السيمانتيكية (الدلالات القاموسية), وهي الرابط الحيوي بينه و بين السيمانتيك والسياقات التركيبية للغة والأوضاع الاجتماعية والنفسية والإنسانية والاقتصادية والتجارية، وكل وضع حياتي آخر، لذلك تصبح انطلاقتها واسعة، حين تدخل خيمة التواصل بشكل أوضاع لغوية مؤجلة إلى ما لا نهاية.
هذا ما عندنا رعاكم الله, ولدينا المزيد بإذنه تعالى, بكل ما يحترم النص العربيو وفقط النص العربي الرصين ….
والله الموفق …
#دعبيرخالديحيي
حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
الذرائعية كما هي مقدّمة في كتاب ( الذرائعية في التطبيق)
د. عبير خالد يحيي

بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن نشرنا نظرية (الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي العربي ) تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي , وهي نظرية نقدية أدبية تحليلية علمية تعتمد على مداخل ونظريات علمية ونفسية وفلسفية في تحليل النصوص الأدبية مرفقة بدراسات تطبيقية في الذرائعية مقدمة من قبلي أنا الدكتورة عبير خالد يحيي… وقد لاقت قبولًا ممتازًا عند الكثيرين من أهل العلم والأدب والاختصاص, ممن يملكون عقولًا مفتوحة تقبل العلم ببحتيةو وتناقش بمنطقية بهدف الاطلاع والفهم, لا بهدف النقاش بسفسطائية, أقول والحمد لله أن هؤلاء كانوا أكثر بكثير ممن تعرضوا للنظرية ولنا شخصيًّا (من ينقدون بهذه النظرية )باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان, آخرها أنها نظرية علمانية ضد الدين الإسلامي …! وأنها صنيعة الإمبريالية ……!!!
رغم أننا سألناهم إن كانوا اطلعوا عليها , بعضهم أجاب بالنفي وبعضهم اكتفى بقراءة العنوان ليصدر عنها حكمة بأنها مشبوهة ….!
نرد عليهم بما عندنا:
هناك من يخلط بين البراغماتية السياسية والبراغماتية اللغوية، نحن لم نغش أحد، والبرغماتيك هو منهج موجود أصلًا، فقط فتحنا منها البراغماتيك اللغوي، بالنسبة للعلمانية نحن أبعد من نكون عنها بالمعتقد الديني, لأننا مؤمنون بعقيدتنا، وموحدون، نؤمن بالقرآن الكريم بأنه مصدر التشريع الأول، ولذلك أخذتنا الحمية على نصوصه .. و من كان من بيننا على ديانة أخرى فهو أيضًا مؤمن بعقيدته… أما الباقي فماذا فعلوا ؟
نحترم الإنسان بمعايير الإنسانية التي أمرنا رسولنا الكريم بها (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )، نأخذ من العلمانية علومها وانضباطها بعيدًا عن التعصب الأعمى، الله هو من سيحاسب البشر لا نحن، الآية الكريمة واضحة قول الله جل وعلا لرسوله الكريم ( وأعرض عن الجاهلين ).
لا دخل لنا بالسياسة لأنها تلطخنا، نحن نروم الأدب الرصين، ومن اقتنع ممن جهل فذاك شأنه، لا وقت لدينا لإقناع المتشدقين، بل أن محاولة النقاش معهم عقيمة ومضيعة للوقت ..
الأدب لا دين له إلا الرصانة، ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو أس الرصانة، لكن لا نردد ذلك بشعارات جوفاء ..
لسنا وحدنا في ساحة الأدب حتى نفرض آراءنا، ولسنا دعاة للدين، بل نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا هي من تتكلم عنا، المسلمون عندما تحلوا بالأخلاق فتحوا العالم بالكلمة الطيبة وليس بالسيف ..
وعندما تخلوا عن العلم والأخلاق لم يستطيعوا رد الظلم حتى عن أنفسهم ..
هذه هي قناعاتنا، غاية نبيلة ( الأدب الرصين ) ووسيلة هادفة وراقية ( العلم )
تحياتي وجل احترامي…
سأعرض للفرق بين البراغماتيك العام والبراغماتيك اللغوي كما هو وارد في كتابنا ( الذرائعية في التطبيق)
ذرائعية المعنى في النص الأدبي العربي : Pragmatics
تتناول برغماتية المعاني دراسة كيفية استخدام اللغة بشكل أفكار وصيغ, تعبر عن الاستخدامات اليومية للنشاط الإنساني, وتركز على الاختلافات في الاستعمال والاستخدام اللغوي, وهي التي تسوق علم المعاني نحو السياق المستخدم من قبل الإنسان لتحديد أهدافه، وتركّز على أن اللغة في مفهومها كشكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمجتمع الإنساني يحيا ويعمل بمجاميع تتطلب التواصل الحقيقي، حين تتقاسم نشر المعلومات وإشاعة التأكيد على الحفاظ على العلاقات، لكون اللغة البرغماتية تركز على الجانب الواسع للغة, والتي تشمل الأدب وملحقاته أو هي دراسة وضع الاستخدامات في اللغة, و تشير إلى دراسة تلك العوامل التي تحكم خيارات الناس في اللغة, مثل الوعي الاجتماعي, الثقافة والأدب, والنقد والإعلام بكل أشكاله, والعلوم الأخرى, حسن التصرف, وبمعنى آخر، فهي دراسة كيفية استخدام المتكلمون للغة في سياق التفاعل الاجتماعي, بينما Semantics يدعو للتركيز على المعنى القاموسي بغض النظر عن السياق والاتصال و الدلالات…
إن أول من استخدم مصطلح “البراغماتية” الفيلسوف تشارلز موريس، وقام هذا
الفيلسوف برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو العلامات السِّيْميائية، وفرّق بين ثلاثة فروع مختلفة، وهي :
1- السياق الجملي Syntax ( ) (دراسة أنَظْمة اللغة) وهي العلاقة الشكلية بين الرموز وارتباط أحدها بالآخر”.
2- علم المعاني أو الدلالة Semantics وهو دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي تشير إليها.
3- البراغماتية Pragmatics (المعاني المؤجلة) prospective meanings) ) وهي دراسة علاقة الرموز بتفسيرها ( ) .
وقد وضح الفيلسوف الأمريكي ردولف كارناب ( ) مجال كل نوع من تلك الأنواع الثلاث بقوله : “إن في مجال البحث اللغوي لو أشرنا صراحة إلى المتحدث أو مستخدم اللغة، فإننا نكون نعمل في إطار حقل البراغماتية (pragmatics). أما إذا قمنا فقط بتحليل التعبيرات وما تشير إليه، فإننا ننتقل إلى مجال علم الدلالة السيمانتيكية(semantics)، أما إذا ابتعدنا عما تشير إليه العبارات, وحللنا فقط العلاقات بين التعبيرات، فإننا ندخل دائرة أنظمة التراكيب(structural systems) ،” وحينها يمكننا القول إن كانت أنظمة الجملة التركيبية تبحث عن كيفية ارتباط الكلمات ببعضها البعض، وعلم الدلالة يختص بدراسة المعنى، إذاً فإن البراغاماتية تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفية، بمعنى أنها
تحاول تفسير أوجه التراكيب اللغوية بالإشارة إلى عوامل غير لغوية( )
مجال البراجماتية:
وسَّع بعض العلماء مثل موريس نطاق البراغماتية بقوله إنها “تتناول الجوانب الحيوية biotic للسيميوتيك، أي إنها تهتم بجميع الظواهر النفسية والبيولوجية
والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها”( ) ، وهذا النطاق أوسع بكثير مما يندرج حاليا تحت البراغماتية اللغوية ، لكونه يشتمل على ما يعرف الآن
باسم علم اللغة النفسي، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة العصبي، وأشياء أخرى كثيرة ذات علاقة…
بينما يرى بعض العلماء الآخرين مثل كاتز، و فودَرْ، أن للبراغماتية مجالاً أضيق كثيراً وهو دراسة المبادئ التي تحكم استخدام اللغة، وأنها لا علاقة لها بوصف التراكيب اللغوية. وإذا ما أردنا ربط هذا التحديد بالتفرقة التي قام بها تشومسكي بين القدرة أو الكفاية اللغوية Competence والأداء اللغوي Performance، فإننا يمكن أن نقول إن البراغماتية تُعني فقط بمبادئ استخدام اللغة المتعلقة بالأداء فحسب ( ) ، ولتوضيح العلاقة بين البراغماتية وغيرها من مستويات التحليل اللغوي فإننا نورد تلخيصاً مقتضباً لما يراه كاتز، و فودَرْ ( ) ” حيث ينتهي مستوى نَظْم الجملة التركيبي، والفونولوجيا يبدأ مستوى علم الدلالة السيمانتيكي، وتليه ترادفاً البراغماتية، ويركز كل من كاتز و فوذر على دراسة أنَظْمة الجملة التركيبية، الفونولوجيا Phonology ( دراسة النظام الصوتي) والسياق وعلم الدلالة Semanticالبراغماتية Pragmaticsأما لفينسون ( ) فيحدد مكان البراغماتية، الذي يقع حين تنتهي السيمانتيكية(علم الدلالة), وحيث يبدأ علم اللغة الاجتماعي وربما علم اللغة النفسي أيضاً. ومرة أخرى ، يمكننا تصوير هذه العلاقة كما يلي:
علم الدلالة Semantics البراغماتية Pragmatics علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics(علم اللغة النفسي) (Psycholinguistics)
ما المقصود اللغوي بالبراغماتية:
يقصد بالبراغماتية ، دراسة جميع جوانب المعنى التي تخرج عن الإطار القاموسي أي التي لا تهتم بها النظرية الدلالية(السيمانتيكية). ولكن هذا التعريف يستلزم تحديد الإطار الواسع “للمعنى” والذي يعتمد عليه التعريف، كسعة مترامية ، حتى يضم المحتوى الساخر ironic ، والمجازي (أو الاستعاري) metaphoric ، والضمني (الإيحائي) implicit للاتصال والكامن في القول المنطوق أو المكتوب اي يشمل جميع الاحتمالات المؤجلة من المعاني التي تكمن في ذهن الأديب والمتلقي والناقد ، ومن ثم لا يمكن قصره على المحتوى التقليدي لما يقال فقط، وبعبارة أخرى، فإن مجال البراغماتية هو المعنى (بأوسع معانيه) مطروحاً منه الدلالة ( المعنى الذي يحدده علم الدلالة- السيمانتيكي- أي المعنى القاموسي ), إذاً تقوم البراغماتية على التفرقة بين معنى الجملة sentence ومعنى المنطوق utterance ، بحيث يختص علم الدلالة (semantics) بدراسة معاني الجمل, بينما تقوم البراغماتية (pragmatics) بدراسة معاني المنطوقات، وفي هذا التعريف نستخدم “المنطوق” بالمعنى الذي أشار إليه بار – هيلل – باعتباره جملة (أو في بعض الأحيان سلسلة أو مجموعة من الجمل) مرتبطة بسياق معين، وهو على وجه التحديد السياق الذي يتم نطق الجملة أو مجموعة الجمل فيه، ويقبل كثير من اللغويين هذه التفرقة ولو بصورة ضمنية (Connotation)، ولكن هناك مشكلة تكتنف هذا التعريف تتمثل في أنه في بعض الحالات النادرة يضم معنى الجملة جميع أوجه معنى المنطوق، وذلك عندما يعني المتحدث بالضبط ما يقوله، لا أكثر ولا أقل، وفي هذه الحالة فإن المضمون أو المعنى لابد وأن يُعزى إلى (كل من علم الدلالة و البراغماتية معاً) اذاً بالإمكان الجمع بين المعنى السيمانتيكي والمعنى البراغماتي في إطار واحد في التحديد المقصود الثابت بالمعنى.
تتخذ البراغماتية من الربط بين المعنى والسياق أساساً لها, لكون علم الدلالة يختص بالمعنى خارج إطار السياق، أو بالمعنى غير المعتمد على السياق, أما البراغماتية فتختص بالمعنى في السياق. وعلى هذا فإن البراغماتية هي دراسة العلاقات بين اللغة والسياق، وهي العلاقات الأساسية اللازمة لفهم اللغة.
وعبارة “فهم اللغة” هنا مستخدمة بالمعنى الذي يقصده العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي لجذب الانتباه إلى حقيقة أن فهم منطوق ما ينطوي على قدر أكبر بكثير من مجرد معرفة معاني الكلمات والعلاقات النحوية بينها. إذ إن فهم المنطوق يشتمل على القيام باستنتاجات تربط بين ما يقال بما هو مفترض بصورة متبادلة بين المتحدثين، أو بما سبق قوله.
وتعتبر البراغماتية، دراسة لمقدرة مستخدمي لغة ما على ربط الجمل بالسياقات التي تُعتبر هذه الجمل مقبولة أو ملائمة فيها. وبمعنى آخر فإن النظرية البراغماتية ينبغي من ناحية المبدأ أن تتنبأ بالنسبة لكل جملة سليمة التكوين في لغة ما، وعند قراءة دلالية معينة لها، بمجموعة السياقات التي يمكن أن تكون هذه الجمل ملائمة أو مناسبة فيها …
وبعد دراسة كل الآراء التي وردت في أعلاه, وجدت أن رؤيتي البرغماتيكية قد تكون حلاً منطقياً تطبيقياً، فقد أسست جسراً بين التجذير الفلسفي والتعويم التواصلي بين الأحياء، فقد قمت بتقصير الحبل الواصل بين سلسلة الدلالات والمفاهيم الناتجة عنها، بعد وضعها في سلة التواصل الحيوي بشكل حالات وأوضاع لغوية تنطلق من انتهاء مرحلة السيمانتيك، واستهلال البرغماتيك المترع بالمعاني السياقية المنطوقة والمؤجلة، و من خلال تلك الأوضاع التواصلية(Prospective meaningful situations) مروراً بالسياقات النظامية لتراكيب اللغة، جاء تعريف البرغماتيك عندي ، كما يلي:
تبدأ البراغماتيكية عند انتهاء السيمانتيكية (الدلالات القاموسية), وهي الرابط الحيوي بينه و بين السيمانتيك والسياقات التركيبية للغة والأوضاع الاجتماعية والنفسية والإنسانية والاقتصادية والتجارية، وكل وضع حياتي آخر، لذلك تصبح انطلاقتها واسعة، حين تدخل خيمة التواصل بشكل أوضاع لغوية مؤجلة إلى ما لا نهاية.
هذا ما عندنا رعاكم الله, ولدينا المزيد بإذنه تعالى, بكل ما يحترم النص العربيو وفقط النص العربي الرصين ….
والله الموفق …
#دعبيرخالديحيي
حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
الذرائعية كما هي مقدّمة في كتاب ( الذرائعية في التطبيق)
د. عبير خالد يحيي

بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن نشرنا نظرية (الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي العربي ) تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي , وهي نظرية نقدية أدبية تحليلية علمية تعتمد على مداخل ونظريات علمية ونفسية وفلسفية في تحليل النصوص الأدبية مرفقة بدراسات تطبيقية في الذرائعية مقدمة من قبلي أنا الدكتورة عبير خالد يحيي… وقد لاقت قبولًا ممتازًا عند الكثيرين من أهل العلم والأدب والاختصاص, ممن يملكون عقولًا مفتوحة تقبل العلم ببحتيةو وتناقش بمنطقية بهدف الاطلاع والفهم, لا بهدف النقاش بسفسطائية, أقول والحمد لله أن هؤلاء كانوا أكثر بكثير ممن تعرضوا للنظرية ولنا شخصيًّا (من ينقدون بهذه النظرية )باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان, آخرها أنها نظرية علمانية ضد الدين الإسلامي …! وأنها صنيعة الإمبريالية ……!!!
رغم أننا سألناهم إن كانوا اطلعوا عليها , بعضهم أجاب بالنفي وبعضهم اكتفى بقراءة العنوان ليصدر عليها حكمه بأنها مشبوهة ….!
نرد عليهم بما عندنا:
هناك من يخلط بين البراغماتية السياسية والبراغماتية اللغوية، نحن لم نغش أحد، والبرغماتيك هو منهج موجود أصلًا، فقط فتحنا منها البراغماتيك اللغوي، بالنسبة للعلمانية نحن أبعد من نكون عنها بالمعتقد الديني, لأننا مؤمنون بعقيدتنا، وموحدون، نؤمن بالقرآن الكريم بأنه مصدر التشريع الأول، ولذلك أخذتنا الحمية على نصوصه .. و من كان من بيننا على ديانة أخرى فهو أيضًا مؤمن بعقيدته… أما الباقي فماذا فعلوا ؟
نحترم الإنسان بمعايير الإنسانية التي أمرنا رسولنا الكريم بها (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )، نأخذ من العلمانية علومها وانضباطها بعيدًا عن التعصب الأعمى، الله هو من سيحاسب البشر لا نحن، الآية الكريمة واضحة قول الله جل وعلا لرسوله الكريم ( وأعرض عن الجاهلين ).
لا دخل لنا بالسياسة لأنها تلطخنا، نحن نروم الأدب الرصين، ومن اقتنع ممن جهل فذاك شأنه، لا وقت لدينا لإقناع المتشدقين، بل أن محاولة النقاش معهم عقيمة ومضيعة للوقت ..
الأدب لا دين له إلا الرصانة، ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو أس الرصانة، لكن لا نردد ذلك بشعارات جوفاء ..
لسنا وحدنا في ساحة الأدب حتى نفرض آراءنا، ولسنا دعاة للدين، بل نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا هي من تتكلم عنا، المسلمون عندما تحلوا بالأخلاق فتحوا العالم بالكلمة الطيبة وليس بالسيف ..
وعندما تخلوا عن العلم والأخلاق لم يستطيعوا رد الظلم حتى عن أنفسهم ..
هذه هي قناعاتنا، غاية نبيلة ( الأدب الرصين ) ووسيلة هادفة وراقية ( العلم )
تحياتي وجل احترامي…
سأعرض للفرق بين البراغماتيك العام والبراغماتيك اللغوي كما هو وارد في كتابنا ( الذرائعية في التطبيق)
ذرائعية المعنى في النص الأدبي العربي : Pragmatics
تتناول برغماتية المعاني دراسة كيفية استخدام اللغة بشكل أفكار وصيغ, تعبر عن الاستخدامات اليومية للنشاط الإنساني, وتركز على الاختلافات في الاستعمال والاستخدام اللغوي, وهي التي تسوق علم المعاني نحو السياق المستخدم من قبل الإنسان لتحديد أهدافه، وتركّز على أن اللغة في مفهومها كشكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمجتمع الإنساني يحيا ويعمل بمجاميع تتطلب التواصل الحقيقي، حين تتقاسم نشر المعلومات وإشاعة التأكيد على الحفاظ على العلاقات، لكون اللغة البرغماتية تركز على الجانب الواسع للغة, والتي تشمل الأدب وملحقاته أو هي دراسة وضع الاستخدامات في اللغة, و تشير إلى دراسة تلك العوامل التي تحكم خيارات الناس في اللغة, مثل الوعي الاجتماعي, الثقافة والأدب, والنقد والإعلام بكل أشكاله, والعلوم الأخرى, حسن التصرف, وبمعنى آخر، فهي دراسة كيفية استخدام المتكلمون للغة في سياق التفاعل الاجتماعي, بينما Semantics يدعو للتركيز على المعنى القاموسي بغض النظر عن السياق والاتصال و الدلالات…
إن أول من استخدم مصطلح “البراغماتية” الفيلسوف تشارلز موريس، وقام هذا
الفيلسوف برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو العلامات السِّيْميائية، وفرّق بين ثلاثة فروع مختلفة، وهي :
1- السياق الجملي Syntax ( ) (دراسة أنَظْمة اللغة) وهي العلاقة الشكلية بين الرموز وارتباط أحدها بالآخر”.
2- علم المعاني أو الدلالة Semantics وهو دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي تشير إليها.
3- البراغماتية Pragmatics (المعاني المؤجلة) prospective meanings) ) وهي دراسة علاقة الرموز بتفسيرها ( ) .
وقد وضح الفيلسوف الأمريكي ردولف كارناب ( ) مجال كل نوع من تلك الأنواع الثلاث بقوله : “إن في مجال البحث اللغوي لو أشرنا صراحة إلى المتحدث أو مستخدم اللغة، فإننا نكون نعمل في إطار حقل البراغماتية (pragmatics). أما إذا قمنا فقط بتحليل التعبيرات وما تشير إليه، فإننا ننتقل إلى مجال علم الدلالة السيمانتيكية(semantics)، أما إذا ابتعدنا عما تشير إليه العبارات, وحللنا فقط العلاقات بين التعبيرات، فإننا ندخل دائرة أنظمة التراكيب(structural systems) ،” وحينها يمكننا القول إن كانت أنظمة الجملة التركيبية تبحث عن كيفية ارتباط الكلمات ببعضها البعض، وعلم الدلالة يختص بدراسة المعنى، إذاً فإن البراغاماتية تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفية، بمعنى أنها
تحاول تفسير أوجه التراكيب اللغوية بالإشارة إلى عوامل غير لغوية( )
مجال البراجماتية:
وسَّع بعض العلماء مثل موريس نطاق البراغماتية بقوله إنها “تتناول الجوانب الحيوية biotic للسيميوتيك، أي إنها تهتم بجميع الظواهر النفسية والبيولوجية
والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها”( ) ، وهذا النطاق أوسع بكثير مما يندرج حاليا تحت البراغماتية اللغوية ، لكونه يشتمل على ما يعرف الآن
باسم علم اللغة النفسي، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة العصبي، وأشياء أخرى كثيرة ذات علاقة…
بينما يرى بعض العلماء الآخرين مثل كاتز، و فودَرْ، أن للبراغماتية مجالاً أضيق كثيراً وهو دراسة المبادئ التي تحكم استخدام اللغة، وأنها لا علاقة لها بوصف التراكيب اللغوية. وإذا ما أردنا ربط هذا التحديد بالتفرقة التي قام بها تشومسكي بين القدرة أو الكفاية اللغوية Competence والأداء اللغوي Performance، فإننا يمكن أن نقول إن البراغماتية تُعني فقط بمبادئ استخدام اللغة المتعلقة بالأداء فحسب ( ) ، ولتوضيح العلاقة بين البراغماتية وغيرها من مستويات التحليل اللغوي فإننا نورد تلخيصاً مقتضباً لما يراه كاتز، و فودَرْ ( ) ” حيث ينتهي مستوى نَظْم الجملة التركيبي، والفونولوجيا يبدأ مستوى علم الدلالة السيمانتيكي، وتليه ترادفاً البراغماتية، ويركز كل من كاتز و فوذر على دراسة أنَظْمة الجملة التركيبية، الفونولوجيا Phonology ( دراسة النظام الصوتي) والسياق وعلم الدلالة Semanticالبراغماتية Pragmaticsأما لفينسون ( ) فيحدد مكان البراغماتية، الذي يقع حين تنتهي السيمانتيكية(علم الدلالة), وحيث يبدأ علم اللغة الاجتماعي وربما علم اللغة النفسي أيضاً. ومرة أخرى ، يمكننا تصوير هذه العلاقة كما يلي:
علم الدلالة Semantics البراغماتية Pragmatics علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics(علم اللغة النفسي) (Psycholinguistics)
ما المقصود اللغوي بالبراغماتية:
يقصد بالبراغماتية ، دراسة جميع جوانب المعنى التي تخرج عن الإطار القاموسي أي التي لا تهتم بها النظرية الدلالية(السيمانتيكية). ولكن هذا التعريف يستلزم تحديد الإطار الواسع “للمعنى” والذي يعتمد عليه التعريف، كسعة مترامية ، حتى يضم المحتوى الساخر ironic ، والمجازي (أو الاستعاري) metaphoric ، والضمني (الإيحائي) implicit للاتصال والكامن في القول المنطوق أو المكتوب اي يشمل جميع الاحتمالات المؤجلة من المعاني التي تكمن في ذهن الأديب والمتلقي والناقد ، ومن ثم لا يمكن قصره على المحتوى التقليدي لما يقال فقط، وبعبارة أخرى، فإن مجال البراغماتية هو المعنى (بأوسع معانيه) مطروحاً منه الدلالة ( المعنى الذي يحدده علم الدلالة- السيمانتيكي- أي المعنى القاموسي ), إذاً تقوم البراغماتية على التفرقة بين معنى الجملة sentence ومعنى المنطوق utterance ، بحيث يختص علم الدلالة (semantics) بدراسة معاني الجمل, بينما تقوم البراغماتية (pragmatics) بدراسة معاني المنطوقات، وفي هذا التعريف نستخدم “المنطوق” بالمعنى الذي أشار إليه بار – هيلل – باعتباره جملة (أو في بعض الأحيان سلسلة أو مجموعة من الجمل) مرتبطة بسياق معين، وهو على وجه التحديد السياق الذي يتم نطق الجملة أو مجموعة الجمل فيه، ويقبل كثير من اللغويين هذه التفرقة ولو بصورة ضمنية (Connotation)، ولكن هناك مشكلة تكتنف هذا التعريف تتمثل في أنه في بعض الحالات النادرة يضم معنى الجملة جميع أوجه معنى المنطوق، وذلك عندما يعني المتحدث بالضبط ما يقوله، لا أكثر ولا أقل، وفي هذه الحالة فإن المضمون أو المعنى لابد وأن يُعزى إلى (كل من علم الدلالة و البراغماتية معاً) اذاً بالإمكان الجمع بين المعنى السيمانتيكي والمعنى البراغماتي في إطار واحد في التحديد المقصود الثابت بالمعنى.
تتخذ البراغماتية من الربط بين المعنى والسياق أساساً لها, لكون علم الدلالة يختص بالمعنى خارج إطار السياق، أو بالمعنى غير المعتمد على السياق, أما البراغماتية فتختص بالمعنى في السياق. وعلى هذا فإن البراغماتية هي دراسة العلاقات بين اللغة والسياق، وهي العلاقات الأساسية اللازمة لفهم اللغة.
وعبارة “فهم اللغة” هنا مستخدمة بالمعنى الذي يقصده العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي لجذب الانتباه إلى حقيقة أن فهم منطوق ما ينطوي على قدر أكبر بكثير من مجرد معرفة معاني الكلمات والعلاقات النحوية بينها. إذ إن فهم المنطوق يشتمل على القيام باستنتاجات تربط بين ما يقال بما هو مفترض بصورة متبادلة بين المتحدثين، أو بما سبق قوله.
وتعتبر البراغماتية، دراسة لمقدرة مستخدمي لغة ما على ربط الجمل بالسياقات التي تُعتبر هذه الجمل مقبولة أو ملائمة فيها. وبمعنى آخر فإن النظرية البراغماتية ينبغي من ناحية المبدأ أن تتنبأ بالنسبة لكل جملة سليمة التكوين في لغة ما، وعند قراءة دلالية معينة لها، بمجموعة السياقات التي يمكن أن تكون هذه الجمل ملائمة أو مناسبة فيها …
وبعد دراسة كل الآراء التي وردت في أعلاه, وجدت أن رؤيتي البرغماتيكية قد تكون حلاً منطقياً تطبيقياً، فقد أسست جسراً بين التجذير الفلسفي والتعويم التواصلي بين الأحياء، فقد قمت بتقصير الحبل الواصل بين سلسلة الدلالات والمفاهيم الناتجة عنها، بعد وضعها في سلة التواصل الحيوي بشكل حالات وأوضاع لغوية تنطلق من انتهاء مرحلة السيمانتيك، واستهلال البرغماتيك المترع بالمعاني السياقية المنطوقة والمؤجلة، و من خلال تلك الأوضاع التواصلية(Prospective meaningful situations) مروراً بالسياقات النظامية لتراكيب اللغة، جاء تعريف البرغماتيك عندي ، كما يلي:
تبدأ البراغماتيكية عند انتهاء السيمانتيكية (الدلالات القاموسية), وهي الرابط الحيوي بينه و بين السيمانتيك والسياقات التركيبية للغة والأوضاع الاجتماعية والنفسية والإنسانية والاقتصادية والتجارية، وكل وضع حياتي آخر، لذلك تصبح انطلاقتها واسعة، حين تدخل خيمة التواصل بشكل أوضاع لغوية مؤجلة إلى ما لا نهاية.
هذا ما عندنا رعاكم الله, ولدينا المزيد بإذنه تعالى, بكل ما يحترم النص العربيو وفقط النص العربي الرصين ….
والله الموفق …
#دعبيرخالديحيي
حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
الذرائعية كما هي مقدّمة في كتاب ( الذرائعية في التطبيق)
د. عبير خالد يحيي

بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن نشرنا نظرية (الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي العربي ) تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي , وهي نظرية نقدية أدبية تحليلية علمية تعتمد على مداخل ونظريات علمية ونفسية وفلسفية في تحليل النصوص الأدبية مرفقة بدراسات تطبيقية في الذرائعية مقدمة من قبلي أنا الدكتورة عبير خالد يحيي… وقد لاقت قبولًا ممتازًا عند الكثيرين من أهل العلم والأدب والاختصاص, ممن يملكون عقولًا مفتوحة تقبل العلم ببحتيةو وتناقش بمنطقية بهدف الاطلاع والفهم, لا بهدف النقاش بسفسطائية, أقول والحمد لله أن هؤلاء كانوا أكثر بكثير ممن تعرضوا للنظرية ولنا شخصيًّا (من ينقدون بهذه النظرية )باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان, آخرها أنها نظرية علمانية ضد الدين الإسلامي …! وأنها صنيعة الإمبريالية ……!!!
رغم أننا سألناهم إن كانوا اطلعوا عليها , بعضهم أجاب بالنفي وبعضهم اكتفى بقراءة العنوان ليصدر عنها حكمة بأنها مشبوهة ….!
نرد عليهم بما عندنا:
هناك من يخلط بين البراغماتية السياسية والبراغماتية اللغوية، نحن لم نغش أحد، والبرغماتيك هو منهج موجود أصلًا، فقط فتحنا منها البراغماتيك اللغوي، بالنسبة للعلمانية نحن أبعد من نكون عنها بالمعتقد الديني, لأننا مؤمنون بعقيدتنا، وموحدون، نؤمن بالقرآن الكريم بأنه مصدر التشريع الأول، ولذلك أخذتنا الحمية على نصوصه .. و من كان من بيننا على ديانة أخرى فهو أيضًا مؤمن بعقيدته… أما الباقي فماذا فعلوا ؟
نحترم الإنسان بمعايير الإنسانية التي أمرنا رسولنا الكريم بها (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )، نأخذ من العلمانية علومها وانضباطها بعيدًا عن التعصب الأعمى، الله هو من سيحاسب البشر لا نحن، الآية الكريمة واضحة قول الله جل وعلا لرسوله الكريم ( وأعرض عن الجاهلين ).
لا دخل لنا بالسياسة لأنها تلطخنا، نحن نروم الأدب الرصين، ومن اقتنع ممن جهل فذاك شأنه، لا وقت لدينا لإقناع المتشدقين، بل أن محاولة النقاش معهم عقيمة ومضيعة للوقت ..
الأدب لا دين له إلا الرصانة، ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو أس الرصانة، لكن لا نردد ذلك بشعارات جوفاء ..
لسنا وحدنا في ساحة الأدب حتى نفرض آراءنا، ولسنا دعاة للدين، بل نجعل أخلاقنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا هي من تتكلم عنا، المسلمون عندما تحلوا بالأخلاق فتحوا العالم بالكلمة الطيبة وليس بالسيف ..
وعندما تخلوا عن العلم والأخلاق لم يستطيعوا رد الظلم حتى عن أنفسهم ..
هذه هي قناعاتنا، غاية نبيلة ( الأدب الرصين ) ووسيلة هادفة وراقية ( العلم )
تحياتي وجل احترامي…
سأعرض للفرق بين البراغماتيك العام والبراغماتيك اللغوي كما هو وارد في كتابنا ( الذرائعية في التطبيق)
ذرائعية المعنى في النص الأدبي العربي : Pragmatics
تتناول برغماتية المعاني دراسة كيفية استخدام اللغة بشكل أفكار وصيغ, تعبر عن الاستخدامات اليومية للنشاط الإنساني, وتركز على الاختلافات في الاستعمال والاستخدام اللغوي, وهي التي تسوق علم المعاني نحو السياق المستخدم من قبل الإنسان لتحديد أهدافه، وتركّز على أن اللغة في مفهومها كشكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمجتمع الإنساني يحيا ويعمل بمجاميع تتطلب التواصل الحقيقي، حين تتقاسم نشر المعلومات وإشاعة التأكيد على الحفاظ على العلاقات، لكون اللغة البرغماتية تركز على الجانب الواسع للغة, والتي تشمل الأدب وملحقاته أو هي دراسة وضع الاستخدامات في اللغة, و تشير إلى دراسة تلك العوامل التي تحكم خيارات الناس في اللغة, مثل الوعي الاجتماعي, الثقافة والأدب, والنقد والإعلام بكل أشكاله, والعلوم الأخرى, حسن التصرف, وبمعنى آخر، فهي دراسة كيفية استخدام المتكلمون للغة في سياق التفاعل الاجتماعي, بينما Semantics يدعو للتركيز على المعنى القاموسي بغض النظر عن السياق والاتصال و الدلالات…
إن أول من استخدم مصطلح “البراغماتية” الفيلسوف تشارلز موريس، وقام هذا
الفيلسوف برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو العلامات السِّيْميائية، وفرّق بين ثلاثة فروع مختلفة، وهي :
1- السياق الجملي Syntax ( ) (دراسة أنَظْمة اللغة) وهي العلاقة الشكلية بين الرموز وارتباط أحدها بالآخر”.
2- علم المعاني أو الدلالة Semantics وهو دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي تشير إليها.
3- البراغماتية Pragmatics (المعاني المؤجلة) prospective meanings) ) وهي دراسة علاقة الرموز بتفسيرها ( ) .
وقد وضح الفيلسوف الأمريكي ردولف كارناب ( ) مجال كل نوع من تلك الأنواع الثلاث بقوله : “إن في مجال البحث اللغوي لو أشرنا صراحة إلى المتحدث أو مستخدم اللغة، فإننا نكون نعمل في إطار حقل البراغماتية (pragmatics). أما إذا قمنا فقط بتحليل التعبيرات وما تشير إليه، فإننا ننتقل إلى مجال علم الدلالة السيمانتيكية(semantics)، أما إذا ابتعدنا عما تشير إليه العبارات, وحللنا فقط العلاقات بين التعبيرات، فإننا ندخل دائرة أنظمة التراكيب(structural systems) ،” وحينها يمكننا القول إن كانت أنظمة الجملة التركيبية تبحث عن كيفية ارتباط الكلمات ببعضها البعض، وعلم الدلالة يختص بدراسة المعنى، إذاً فإن البراغاماتية تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفية، بمعنى أنها
تحاول تفسير أوجه التراكيب اللغوية بالإشارة إلى عوامل غير لغوية( )
مجال البراجماتية:
وسَّع بعض العلماء مثل موريس نطاق البراغماتية بقوله إنها “تتناول الجوانب الحيوية biotic للسيميوتيك، أي إنها تهتم بجميع الظواهر النفسية والبيولوجية
والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها”( ) ، وهذا النطاق أوسع بكثير مما يندرج حاليا تحت البراغماتية اللغوية ، لكونه يشتمل على ما يعرف الآن
باسم علم اللغة النفسي، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة العصبي، وأشياء أخرى كثيرة ذات علاقة…
بينما يرى بعض العلماء الآخرين مثل كاتز، و فودَرْ، أن للبراغماتية مجالاً أضيق كثيراً وهو دراسة المبادئ التي تحكم استخدام اللغة، وأنها لا علاقة لها بوصف التراكيب اللغوية. وإذا ما أردنا ربط هذا التحديد بالتفرقة التي قام بها تشومسكي بين القدرة أو الكفاية اللغوية Competence والأداء اللغوي Performance، فإننا يمكن أن نقول إن البراغماتية تُعني فقط بمبادئ استخدام اللغة المتعلقة بالأداء فحسب ( ) ، ولتوضيح العلاقة بين البراغماتية وغيرها من مستويات التحليل اللغوي فإننا نورد تلخيصاً مقتضباً لما يراه كاتز، و فودَرْ ( ) ” حيث ينتهي مستوى نَظْم الجملة التركيبي، والفونولوجيا يبدأ مستوى علم الدلالة السيمانتيكي، وتليه ترادفاً البراغماتية، ويركز كل من كاتز و فوذر على دراسة أنَظْمة الجملة التركيبية، الفونولوجيا Phonology ( دراسة النظام الصوتي) والسياق وعلم الدلالة Semanticالبراغماتية Pragmaticsأما لفينسون ( ) فيحدد مكان البراغماتية، الذي يقع حين تنتهي السيمانتيكية(علم الدلالة), وحيث يبدأ علم اللغة الاجتماعي وربما علم اللغة النفسي أيضاً. ومرة أخرى ، يمكننا تصوير هذه العلاقة كما يلي:
علم الدلالة Semantics البراغماتية Pragmatics علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics(علم اللغة النفسي) (Psycholinguistics)
ما المقصود اللغوي بالبراغماتية:
يقصد بالبراغماتية ، دراسة جميع جوانب المعنى التي تخرج عن الإطار القاموسي أي التي لا تهتم بها النظرية الدلالية(السيمانتيكية). ولكن هذا التعريف يستلزم تحديد الإطار الواسع “للمعنى” والذي يعتمد عليه التعريف، كسعة مترامية ، حتى يضم المحتوى الساخر ironic ، والمجازي (أو الاستعاري) metaphoric ، والضمني (الإيحائي) implicit للاتصال والكامن في القول المنطوق أو المكتوب اي يشمل جميع الاحتمالات المؤجلة من المعاني التي تكمن في ذهن الأديب والمتلقي والناقد ، ومن ثم لا يمكن قصره على المحتوى التقليدي لما يقال فقط، وبعبارة أخرى، فإن مجال البراغماتية هو المعنى (بأوسع معانيه) مطروحاً منه الدلالة ( المعنى الذي يحدده علم الدلالة- السيمانتيكي- أي المعنى القاموسي ), إذاً تقوم البراغماتية على التفرقة بين معنى الجملة sentence ومعنى المنطوق utterance ، بحيث يختص علم الدلالة (semantics) بدراسة معاني الجمل, بينما تقوم البراغماتية (pragmatics) بدراسة معاني المنطوقات، وفي هذا التعريف نستخدم “المنطوق” بالمعنى الذي أشار إليه بار – هيلل – باعتباره جملة (أو في بعض الأحيان سلسلة أو مجموعة من الجمل) مرتبطة بسياق معين، وهو على وجه التحديد السياق الذي يتم نطق الجملة أو مجموعة الجمل فيه، ويقبل كثير من اللغويين هذه التفرقة ولو بصورة ضمنية (