19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

حرق مقرات الاحزاب او حرقا للاحزاب !!؟؟

حرق مقرات الاحزاب او حرقا للاحزاب !!؟؟

الى الامس القريب جدا كانت الرموز التي ترفع الاحزاب الاسلامية صورها على مقراتها هي رموز تحظي باحترام يصل حد التقديس ويتقدم الشهيد محمد باقر الصدر هذه الرموز اضافة الى ادعاء كل الاحزاب بأنتمائها الفكري له وليس حزب الدعوة وحده والناظر الى خارطة الاحزاب الاسلامية في العراق في ربيع عام 2003 لايجد غير حزبين اسلاميين فقط هما الدعوة والمجلس الاعلى وكلاهما عاد من المنفى بعد سقوط نظام صدام وان كان المجلس الاعلى ولد في المنفى الايراني على عكس الدعوة الذي ابصر النور في العراق وبرعاية السيد محمد باقر الصدر قرابة ثلاثة عقود من ولادة المجلس الذي اريد له ان يكون اطارا لكل تشكيلات المعارضين لحكم صدام وبعد عام 2003 تشكل التيار الصدري متخذا من الشهيد محمد صادق الصدر رمزا له ثم ولدت من رحم هذا التيار احزابا اخرى منها الفضيلة الذي اسسه احد تلامذة السيد محمد صادق الصدر ( محمد اليعقوبي ) وحتى عام 2005 حافظت هذه الاحزاب على تماسك فيما بينها ووحدة الهدف مكونة البيت الشيعي وخاضت تحت سقفه انتخابات ( الجمعية الوطنية ) 
اول الانتخابات البرلمانية ثم بدأ التفكك والتصدع يظهر جليا من خلال التشرذم او الانفصال عن المكون الام كما حصل مع حزب الدعوة وولادة تسميات مثل تنظيم الداخل وغيره وانفصال منظمة بدر عن المجلس الاعلى والعصائب عن التيار الصدري وولادات لاحزاب وتشكيلات اخرى ربما يكون حزب الله العراق وتيار الاصلاح ابرزها مما شتت القيادة وصعب السيطرة والتفاهم داخل المكون الشيعي حتى مع حرص هذه الاحزاب على تشكيل ائتلاف شيعي يضم هذه الاحزاب الذي بدا تناحرها يظهر للعلن مع اصرارهم بشكل كلي على ابوة السيد محمد باقر الصدر لهذه الاحزاب وكان ثالوث ( المال + السلطة + القيادة )

هو محور التناحر والفرقة وبوابة الاختلاف التي ادت بهم الى النبذ من قبل جماهيرهم وسخط المواطن منهم بسبب تكالبهم وتناحرهم وامراضهم التي تمثلت ببابوية الدعوة وعنف التيار الصدري وقدرة المجلس الاعلى على استغلال الظروف والتحول حسب متطلبات المصلحة هو الذي وسع الفجوة بينهم وبين جماهير الشيعة وحلول الابتعاد عنهم بدلا من الالتفاف حولهم بعد تبدل قناعة الشيعي ونظرته لهذه الاحزاب من حامية ومدافعة عن حقوق الشيعي الى سارقة ومتسلطة باسمه وهذه القناعة هي التي تحولت الى مفترق طرق بين الاحزاب الاسلامية الشيعية وانصارها واصبحت بوابة تفضي الى رفض مسلح لوجود هذه الاحزاب ممثلة بمقراتها في المدن والبلدات والقرى الشيعية ونتج عنها سورة عنف ادت ليس الى حرق المقرات وانما الى رفض هذه الاحزاب وحرق تاريخها ولم تكن قضية حرق صور الرموز الدينية موجهة لتلك الرموز وانما لفك ارتباطها بالاحزاب التي ادعت الانتماء لها .