12 أبريل، 2024 4:39 م
Search
Close this search box.

حرق غرفة العقود ..سرقة بلد أم ولاءٌ مفقود؟‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

 ” أنا لاأعرف حقاً كيف تسير ألأمور في العصر الحديث؟  أنا لاأفهم مايجري في بقعة من الكرةِ ألأرضية إسمها العراق؟  أنا لاأفهم كيف يتصرف الساسة وكبار البلد في موقع المسؤولية ؟ منذ أن فهمتُ معنى الحياة- بعد إجتياز مرحلة الطفولة- قرأت أشياء كثيرة عن بلدانٍ وشعوب ومساحات من ألأراضي التي تكونت عليها طبقات سياسية وطبقات حاكمة وطبقات فقراء وأصناف بشرية منضوية تحت منظومة المخلوق ألأنساني بكل أصنافهِ ومعتقداتة الدينة وألأجتماعية. قرأت حكاياتٍ كثيرة عن أشخاصٍ ماتوا تحت التعذيب كي لاينخرطون في طبقات الجواسيس والفئات التي تعمل لتدمير بلدهم بأي طريقةٍ من الطرق المعروفة والمجهولة. ماتوا أحراراً رغم الجراح التي مزقت أجسادهم من الوريد الى الوريد. كل المؤسسات العسكرية والمدنية تجعل المتخرجين يقسمون أغلظ ألأيمان عند تخرجهم – ويصرخون بأعلى اصواتهم..نقسم بالله العظيم أن نحترم حقوق ألآخرين ونبني البلد ولانسرق أموال الشعب ونحافظ على سماء الوطن والبحر وألأرض ونموت من أجل ألأرض والعرض ونكرات الذات ..نحن أبناء هذا البلد الذي تربينا فيه وعشقنا مياهه وكل شيء ينتمي اليه- وينتهي القسم وينخرط أبناء البلد في مرافق الدولة والمسؤوليات المختلفة في كل ألأتجاهات. نحنُ الفقراء البؤساء المحرومين المنبوذين المشردين التائهين لانعرف مايدور هنا وهناك..كل همومنا ان نعيش كما يعيش ألأخرين في بلادِ اليابان أو الصين . .مع العلم أننا أفضل من كل شعوب الهند واليابان والصين نمتلك مالايمتلكون ولكن لماذا هم عنا يختلفون؟  هل أن قول الباري عز وجل يتحدث عنا نحن بالذات وهذا ماجعلنا نموت كل يومٍ من شدة الخوف وتفاقم ألألم وإزدياد الملمات والويلات؟ إذا أردنا أن نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم العذاب فدمرناها تدميرا؟  وإلا ما هو التفسير المنطقي لكل مايحدث في بلدنا وأرضنا ومياهنا وسمائنا وكل شيءٍ ينتمي الى بلدنا الجريح المنهار في وضح النهار؟؟ ألم يُقسم الوزير الذي جلس على كرسي الوزارة المتخصصة في الصناعة- مع العلم لاتتوجد هناك أي صناعة لدينا- أقسم على أن يكون مخلصاً أبياً نزيهاً لخدمة البلد والمنصب الذي جاء اليه؟ شيء عجيب حقاً؟ كم  راتبهُ في الشهر ؟
وكم هي المخصصات التي يستلمها في إتجاهاتٍ مختلفة؟ أم  أن طمع ألأنسان يقود الى أشياء ملتوية كثيرة؟ أنا لاافهم هل جاء الوزير لخدمة البلد ام تدميرة؟ ولماذا يُحرق غرفة العقود؟ كيف يستطيع النوم ليلاً وهو يعرف أن خللاً ما كان قد حدث في زاوية من زوايا وزارتة التي هو مسؤولٌ عنها؟ ماذا يريد؟ هل يريد أن يضيف الى أمواله أمولاً أخرى وهو يعرف حق اليقين أنها مشبوهه مشوشة جاءت من أرض الحرام؟ ألا يفكر ولو لحظةٍ واحدة أنها ستكون علية وبالاً يوماً ما هو وكل فرد من أفراد عائلته؟ ألا يفكر ولو لحظةٍ واحدة كم أن هذا العمل سيضر البلد ويعيده الى نقطة الشروع؟ ألا يفكر لحظة واحدة أن هذا العمل محرم في ألأسلام طالما أنه مسلم وينتمي الى الدين الاسلامي الحنيف أم أن هذا الكلام لم يعد له قيمة في تاريخ العلاقات اليومية البشرية؟ أم أنه أصبح وصياً إلاهياً طالما أنه جلس على كرسي الوزير ويحق له أن يفعل مالايحق لي أنا البائس المسكين؟ الا يتخذ الوزراء وكل كبار الدولة في العصر الحديث درساً من ذلك الدرس الذي شاهدناه جميعاً يوما ما ..وكيف أن ذلك الرجل تدلى من حبل المشنقة في صباح العيد وكان يملك كل شيء في بلدنا المسكين المبني في قلاعٍ من طين. حسناً فلتحترق غرفة العقود في وزارة اللاتصنيع ولكن هذا جرم وولاءٌ مفقود. سينهض الضمير يوما ما وستأتي قوافل السراق قرب منصة القضاة وسيشهد عليهم كل شيء وعندها سيقول السارق ياليتني كنتُ ترابا.

 

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب