23 ديسمبر، 2024 6:43 م

حرق الاجساد!

حرق الاجساد!

ثلاث جثث احُرقت حتى الان للارهابيين متورطين بعمليات انتحارية استهدفت مواطنين ابرياء بدأت في جسر ديالى وفي منطقة الكسرة واليوم في منطقة الشعلة في العاصمة بغداد .

يبرر مؤيدو هذا الاجراء بانه تخوفا من تهريب المجرمين المتورطين بسفك الدماء كما حصل في سجن ابو غريب الامر الذي يؤكد أن هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام كما يتصور بعض المسؤولين الكبار في الدولة العراقية، التي اطلق عليها النقطة السوداء في تأريخ العراق بعد 2003 واسهمت بوضوح في تفكيك الثقة بين المواطنين والاجهرة الامنية لكنها استمرار حرق الجثث بداية الطريق لاخراج الملف الامني من يد الحكومة وتحويله الى يد جماعات ومواطنين .

لايمكن ان نجامل ونقول العمليات الارهابية لاتستهدف مواقعا حيوية أو انها لاتؤثر على الحياة العامة في البلاد !، ولانجافي الحقيقة أن قلنا اداء الاجهزة الامنية ليس بالمستوى المطلوب ولم تنجز ماعليها ، كما انه ليس من السهل ان نقول ان المجاميع الظلامية انتصرت ، فحربها مع العراقيين حرب جبانة، تسعى من خلالها لاثارة العنف الطائفية عبر استهداف مناطق غالبيتها من مكونات مذهبية محددة لتصور أن هذه الاعمال دعمها الاخر المختلف بالمذهب بالفعل او القول او كلاهما .

ينتظر المواطنون من الحكومة أن توفر لهم الامن باي طريقة كانت وهو الشيء الوحيد الذي لايمكن الصبر عليه ، فبيمكن أن يصبروا على عدم توفر مدارس أو مستشفيات أو جامعات او خدمات اخرى ، لكنه لايمكن أن ينتظروا طويلاً على توفير الامن لان ذلك يعني استمرار مسلسل موتهم المجاني.

لاارى من الصواب أن ندعم الاجهزة الامنية بالحق والباطل بالخطأ والصواب ، فهي بالاخير تتألف من اشخاص ومن ذهنيات ومستويات متفاوتة وعلينا أن نشخص لها الخطأ والصواب لمصلحتها لتتقن عملها مع ملاحظة أن لايتحول هذ التشخيص إلى التشهير بها والنيل منها لصالح المجاميع الارهابية أو الاستخفاف بتضحياها.

لم يعد امام قيادات الأجهزة الامنية مزيدا من الوقت مالم تسارع في اجراء تغيرات جذرية وحقيقية على خططها التقليدية والقيام بعمليات استباقية مبنية على معلومات دقيقة تراعي فيها حقوق الانسان وتستهدف المجاميع الارهابية الفعلية وتمد جسور الثقة والتعاون مع المواطن وتفعيل الاجهزة الاستخبارية التي التي تعاني من السبات ، فهل يعقل أن تنفذ المجاميع الاجرامية 10 عمليات ارهابية خلال 45 دقيقة ! الايستدعي ذلك مراجعة الاخطاء من القيادات الامنية العليا ، نتطلع ان يصارحنا رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته الاسبوعية يوم الخميس ويبين لنا كيفية إدارة الامن في البلاد ومن الذي يقف وراء ازهاق ارواح الابرياء وهل هناك مالا سياسيا يدفع لهذه المجاميع وان يقول: ايها العراقيون ، لاتحرقوا الاجساد سيُعاقب المجرم بالقانون وبسرعة! . .اتمنى ذلك .