بدء العمليات الحسکرية الخاصة بتحرير مدينة تکريت من تنظيم داعش و التمهيدات الجارية للعمليات الکبرى بتحرير مدينة الموصل، يمکن أن يکون بداية جديدة بحق و حقيقة لعراق جديد يتمتع بالامن و الاستقرار فيما إقترنت هذه العمليات بعملية سياسية ـ أمنية أهم وهي تحرير العراق من النفوذ العسکري و الامني و السياسي و الفکري لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ وکما هو واضح لکل متتبع للأوضاع السياسية و الامنية و غيرها فإن أکبر تهديد و تحد قائم بوجه هذه الاوضاع هو نفوذ طهران المتزايد في العراق.
من السذاجة عزل او فصل ظهور و بروز داعش و غيرها من التنظيمات التکفيرية الارهابية عن النشاطات و التحرکات المختلفة الخاصة بالجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق و المنطقة، بل وان هناك ثمة ترابط جدلي ملفت للنظر بهذا الخصوص، ولاسيما فيما لو لاحظنا بأن طهران من الاطراف التي إستفادت کثيرا من مختلف الامور المتعلقة بتنظيم داعش بدءا من بروزه في سوريا و وصولا الى دخوله للعراق، بل وان طرح موضوع التصدي لداعش کورقة في المفاوضات النووية الجارية تميط اللثام عن قذارة و خباثة و لٶم اللعبة التي تقوم بها طهران في العراق من أجل مصالحها و أهدافها و غاياتها المشٶومة.
في العديد من المقالات أکدنا بأن داعش مجرد ظاهرة عرضية لابد لها من أن تزول و تتلاشى في أية لحظة، فيما نجد ان نفوذ طهران في العراق ليست مجرد ظاهرة وانما صار أمرا واقعا يفرض نفسه الى الدرجة التي يخرج علينا عراقيون من بني جلدتنا يتفاخرون بهذا النفوذ و يستقوون به ظنا منهم بأنه يخدم مصالح الشعب العراقي و يحرص على مستقبله، لکن الحقيقة هي خلاف ذلك تماما، إذ ومنذ ان إستشرى النفوذ الايراني في العراق فإن المشاکل و الازمات بدأت تتفاقم بشکل استثنائي بل وصرنا نواجه مشاکل و ازمات من نوع جديد لم يتسن لنا من قبل ان واجهنا مثلها أبدا.
نهاية داعش و إجباره على الخروج ليس من العراق وانما حتى من سوريا، سوف لن يکون بمثابة نهاية لمشاکل و أزمات العراق، لأن سيناريوهات اللعبات المشبوهة و الخبيثة لطهران سوف تبقى قائمة، ومن المهم الانتباه الى انه ستکون هناك سيناريوهات أخطر و أکثر دموية من سيناريو داعش، ذلك اننا تعودنا ومنذ أن وطدت طهران من نفوذها في العراق على أن ننتقل من وضع سئ أسوأ وهکذا دواليك وان الحل الامثل يبقى رهينا بتحرير العراق من رجس هذا النفوذ.
[email protected]