لم تكن حرب داعش على الأنسانية و المدنية والحضارة حربُ صدفة .بل هي حرب خططت لها قوى عالمية وإقليمية مرتبطة بالماسونية وربيبتها الصهيونية وإسرائيل ,وما رفع راية الأسلام إلا تدنيساً وإعتداءً على الأسلام الحنيف وأهله.حربٌ يدعي الغرب ومن لف لفه من دول الخليج وبعض القوى الأسلاموية المتسيسة إنها ستُنهي داعش .ولكنها أوهام وأضاليل يطلقونها لتمرير مشاريعهم التفتيتية التقسيمية وشرذمة الأمة, وإضعافها .فداعش اليوم واقعياً دولة قوية مترامية الأطراف من الشيشان وأفغانستان والباكستان الى المغرب ومن جبال طوروس والأناضول الى أسفل الخليج. تضرب هنا وهناك. وتتمدد بحرب إسفنجية .تنسحب من هنا وتهاجم من هناك .تطال أذرعها الغرب في عقر دارهم. وحربها تحتاج مصداقية وجدية ,لا خبثٌ و لف ودوران وتضليل ومماطلة.
إن داعش تقاتل بعقيدة وبأساليب حرب حديثة مستخدمة أحدث الوسائل التكنولوجية بضباط تدربوا أعلى تدريب, بمهارة ومهنية عالية مستعينين بوسائل إستخباراتية تقنية وإعلام متطور وجهوزية مقاتلين بأعلى مستوىً للتدريب.وإنتحاريين غُسلت أدمغتهم وأصبحوا حطباً وأداة للقتل والترويع والأبادة البشرية.
لم تقتصر داعش بحربها على السلاح الحربي. بل دعمته بماكنة إعلامية عالية المهارة مؤدلجة بأفكار تغلفُ السّمَ بالعسل .تُحسن الخداع والتضليل .مقابل إعلامنا الرخيص الأمي الضحل المتواطئ. الذي لا يعرف أغلبه غير التطبيل والتزمير والنفاق وتسخير القنوات الأعلامية لأغراض رخيصة شخصية أو طائفية
أو عرقية أو ثمن مقبوض .إعلامنا لم يُجِدْ سوى فضح أسرارنا العسكرية كحاصرنا الرمادي من كذا محور وقطعاتنا تتمركز في الحبانية لتشن هجوم التحرير ووصلت كذا فرقة وكذا لواء وفوج الى الكرمة أو الى جوار الفلوجة, والأيام القادمة ستشهد تحرير الأنبار ومسؤول يُرشد العدو بخبث على حركة قطاعتنا .وساسيون يفضحون ما يجب أن يُكْتمَ.
داعش إستحوذت على منابع نفط وآثار نفسية صارت مصدراً لتمويل نشاطاتها الأجرامية إضافة للدعم الذي يصلها من مواطن الأرهاب الخليجية وتركيا المتحالفة مع الغرب.
عرفت داعش من أينَ تُأكل الكتف .فكبدتنا خسائر فادحة في الأرض والسلاح والأموال والأنفس. وكسرت عزيمة جيشنا الذي عرفناه طوال العصور بطلاً صنديداً.بضربات موجعة وأعمال إجرامية لها المردود المعنوي المأثر المدمر.وكان هذا بمساعدة إعلامها الذي بث الشائعات المرعبة,التي تسببت بفرار أعدادٍ هائلة من قواتنا من أرض المعركة دون مواجهة.ولولا نجدة المرجعية والسيد السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي والحشد الشعبي لكانت بغداد والحلة وكربلاء بيد داعش وتحت رحمتها.
ومن فنون الحرب الداعشية المتطورة حرب المياه التي قطعتها عن العراقيين بغلقها سد الطبقة في الرقة.لتحرمنا من المياه وتضيف لنا معاناة جديدة بتهجير جديد فالعديد من القرى والمدن سيضطر سكانها للنزوح بحثاً عن الماء والكلأ. ولانسغرب مساهمة حكومات كإيران وتركيا وسوريا بهذا فقد قطعت المياه عنّا عمداً وقصداً.أمّا الحكومة المتدهورة والحكومات الفاشلة قبلها فلم تحرك ساكناً وكأنها في سبات وليست في الساحة .فلم تحفر آباراً إرتوازية ولم تبنِ سدوداً .ولم تعالج أمر الكهرباء. لتحطاط للأمر.وأردفت
داعش عملها هذا بتفجير الأبراج الكهربائية الناقلة للطاقة وترويج العملة المزورة ودفع عملائها للأيغال بالفساد حيث لها أذرع في كل دوائر الدولة ومؤسساتها. و هناك قوى وشخصيات في الحكومة والبرلمان توالي داعش وتروج لها بالسر و بالعلن. دمار وخراب وكأن شيئاً لم يكن.
إقتربت داعش من هدفها بتهشيم بيضة العراق.كل هذا والحكومة العراقية المتشكلة من كل القوى السياسية لا تهش ولا تنش ,وغير قادرة على مواجهة الموقف .لأنها حكومة محاصصة ورئيس وزرائها مكبل لا قدرة له على المواجهة.فمن الصعب عليه إرضاء الجميع.
إنَّ السيد العبادي يضمر الأصلاح ويسعى إليه ويتمناه بصدق. ولكنه فشل وأُفْشِل. فلم يستطع التصدي للفساد ولم يتمكن من مواجهة القوى التي قادت البلد للخراب .وها هي الوثائق المتسربة من ويلكيليكس فضحتهم .فبات لزاماً عليه مصارحة الشعب بما يدور. وربما إستقالته المسببة هي الطريق الأصوب. إنْ لم يستدرك الأمر. فهو الفرصة الأخيرة لأنتشال العراق مما هوفيه . وعليه أن يعي هذا .ويكون بمستوى المسؤولية التي تقبلها.فيصارح الشعب بكل شيء ويكشف المستور قبل فوات الأوان.نحن بحاجةٍ ماسة للخلاص من المحاصصة . وتشكيل حكومة إنقاذ وطني, تكشف وتحاسب وتعاقب . ولتكنْ برئاسة العبادي .إنْ أيقنَ بجدوى الأنتماء للشعب وحتمية التغيير والأصلاح.