23 ديسمبر، 2024 12:27 ص

حرب غزّة \ : محطاتُ توقّف سابقة ولاحقة .!

حرب غزّة \ : محطاتُ توقّف سابقة ولاحقة .!

 الإنهماك والإندماج في متابعة تطورات العمليات العسكرية بين المقاومين الفلسطينيين والجيش الإسرئيلي في مختلف مناطق ومدن القطّاع , وما يتخللها من انسحابات ما وتقدّم ما هنا وهناك , ومع نسبة الخسائر الشديدة التباين بين الطرفين , فالأمر يقتضي ويتطلّب متابعة واستقراء الخارطة السياسية التي تديرها القيادة الإسرائيلية بصمتٍ وبعيداً عن اصوات المدفعية والصواريخ , وهي خارطة موجّهة الى خارج ميدان العمليات وخارج حدود القطّاع برمّته , إنّها اجراءات دبلوماسية ناعمة – وبأبعادٍ ذات نكهةٍ سيكولوجية لا يمكن تذوّقها .! والقصد منها تغيير اتجاهات الأنظار ” الأنظار العربية وانظار الرأي العام العالمي ” الى او نحو اتجاهات السلام ! وبما يومئ وكأنه الى وقف القتال .! لتتبنّى الشبكات والفضائيات الدولية على عاتقها عملية التسويق , وحتى التشويق .!

  يتضمّن ويتمحور المخطط الإسرائيلي ذو العلاقة , بطرح مشاريعٍ ومقترحاتٍ لوقف العمليات الحربية بشروطٍ مصوغةٍ بحذافيرها ” بين احايينٍ واخريات ” , كيما ينهمك العقل العربي السياسي ” او معظمه ” بإبداء وعرض ردود افعاله المتباينة تجاه تفاصيل تلكم المقترحات المفترضة لوقف اطلاق النار ” لأوقاتٍ محددةٍ مسبقاً ” وليست نهائية , والإنشغال بها سياسياً وحتى عاطفياً وبحماسٍ ليس له علاقة بحركة حماس .! .. الهدف الإسرائيلي الذي كأنّه يختبئ خلف ستارةٍ شفّافة .! فهو لإمتصاصِ اكبر قدرٍ ممكن ” مهما كان جزئياً ” من حالة الغضب العربي والعالمي لشراسة القصف الصهيوني ” بالجملة ” وإلهائه بالمقترحات السلميّة الجديدة المفترضة .! لكنّه ايضا استغلال فاضح لمضاعفة وتكثيف وتشديد القصف الصاروخي من الجو والبر والبحرعلى الجموع الغفيرة من العوائل الفلسطينية التي لا علاقة لها بمقاتلي حماس واشقائهم من التنظيمات الأخرى المعروفة .

   لتركيزٍ اكثر تركيزاً فقد اختيرت إمارة او دولة قطر كآلة او أداة او الوسيلة الوحيدة التي هي الدولة الوحيدة – الفريدة لطرح هذه المشاريع والمقترحات , لإيجاد او طرح مبادرة سلامٍ تستمرّ لبضعة ايام , يجري خلالها الإفراج عن مجموعة اسرى حرب اسرائليين لدى حماس , بينما يقبعون آلاف مؤلّفة من السجناء والمعتقلين ,  الفلسطينيين لدى العدو , وبالتالي فمثل هذه المشاريع قد تُنفّذ جزئياً او جزيئيّاً ثم تتوقف ويعاد تكرارها مع اعادة صياغتها ببعضٍ من الأحرف والكلمات اللائي غير قابلة للتنفيذ والتطبيق .

  طرحُ مثل هذه الطروحات عبرَ او من قِبَل دولة قطر , فتطّلع عليها تل ابيب اولاً , وغالباً او نحو ذلك تكون او تغدو من انتاج او نتاج حكومة نتنياهو اصلاً .! ودونما خوضٍ بأنّ ” قطر ” هي اصغر دولة عربية في المساحة وتعداد السكّان , ولا الى وجود او تمركز قاعدة ” العيديد ” الجوية فيها التي انطلقت منها اسراب المقاتلات والقاذفات الأمريكية و < القطريّة > في قصف العراق في كلا حربي 1991 و 2003 وكذلك في قصف ليبيا في إسقاط نظام العقيد القذافي الراحل , ولا الى التطرّق الى الدور القطري في تقديم وعرض رواتب خيالية لمن ينشقّ من الجبش السوري , ولا نتعرّضُ هنا الى دور القيادة القطرية في الدعم المكثّف لحركات الأخوان المسلمين والأرهابيين في مصر وسواها , وبضمنها العلاقة الخفيّة السابقة والحالية بقيادات حركة حماس ومرادفاتها .! , وإذ لم يعُد مستغرباً بما يحصل من زرع هذه النتوؤات المصنفة والمصطنعةٍ في الجسد العربي , فلربما تساؤلٌ بريءٌ وساذج ” الى حدٍ ما ” , فلماذا لم تتقدّم أيّة دولةٍ عربية او حكومة عربية بمقترحات سلامٍ ولو متواضعة او تكتيكية لعلّها تنافس المشاريع والمقترحات القطرية ولو بالحدّ الأدنى لمراضاة الرأي العام العربي حتى عاطفيا وسيكولوجياً .!