17 نوفمبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

حرب على حرب!!

حرب على حرب!!

بدأت الحرب العالمية الأولى (2861914-11111918) حينما أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على مملكة صربيا في يوليو 1914 , على أثر أزمة دبلوماسية بين البلدين بسبب إغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فردينالد وزوجته على الجسر اللاتيني في سراييفو , من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب أثناء زيارتهما لسراييفو.

نعم الحرب العالمية الأولى بدأت في شهر حزيران عام 1914 , وكأن الحرب العالمية الجديدة قد بدأت في شهر حزيران عام 2014 , فهل أنها طبائع القرون وسلوكها؟!

تساؤل يستحق النظر والتحليل والبصر!!

العالم يتحرك بإتجاه محاور جديدة متصارعة ومعبأة بالقدرات التدميرية الهائلة , وقد كشفت الحالة السورية تنمية محاور واضحة , ذات تفاعلات مؤثرة في صناعة إتجاه تطور الصراعات , وتفاقمها وأخذها بمسارات متنوعة.

وفي منطقة بلاد العرب , تتحقق مساندة الإسلام السياسي من قبل قوى عالمية لتشكيل محاور ذات توجهات طائفية وإندفاعات متطرفة , ويتواصل التركيز على الدين الإسلامي بكثافة عالية , حتى ما عاد إسمه يُذكر أو أن العروبة لها قيمة ومعنى ودور , وإنما تحول هذا الدين الجامع الرحيم إلى طوائف وفئات ومجاميع يتم توفير مستلزمات تقاتلها ومحقها لبعضها.

والمحاور التي تتشكل أو تتنامى أخذت تؤثر في مسيرة التداعيات الحاصلة , وما جرى في العراق يقع ضمن هذه التجاذبات والتنافرات العدوانية الإقليمية والدولية , التي في حقيقتها حروب بالوكالة أو حروب مباشرة , ولكن ليست على أراضي القوى المتقاتلة.

ولهذا تحولت سوريا إلى ميدان معركة وكذلك العراق واليمن وليبيا , وستدخل دول إسلامية أخرى في نادي الحروب المؤزرة من قبل قوى ذات مصالح وتطلعات طائفية.

وهذا يعني أن الحرب التي عليها أن تتحقق ستكون في بلاد العرب , وبين العرب المسلمين والعرب المسلمين , حتى لتتحول جميع البلدان إلى موجودات متناحرة ساقطة , ويرتبط مصيرها بالقوى التي إمتلكتها وحولتها إلى مُنفّذ لمصالحها وأهدافها , التي تبغي من ورائها الإيقاع بقوى أخرى , ولكن دون أن تخسر أحد من أبنائها.

أي أن الحرب المطلوبة في هذا القرن قد بدأت وأنها ستتنامى , ولا يمكن تصور أن الأزمات ستنفرج , أو أن السلام سيعم , وإنما الأحداث تشير إلى أنها تتحرك بإتجاه متصاعد , ووفقا لمحاور أخذت تتشكل وتدخل ميادين المواجهات بسرعة وثقل كبير.

وعليه فأن الصراعات الدامية ستتفاقم في داخل البلدان التي تنازلت عن هويتها الوطنية , وتمسكت بهويات الطائفية والمذهبية والعنصرية , وحولت الدين إلى وسيلة لسفك الدماء.

وكلها تجري تحت شعار “سعيد مَن إكتفى بغيره”!!

أحدث المقالات