23 ديسمبر، 2024 8:18 م

حرب عالمية ثالثة …ولكن ..!       

حرب عالمية ثالثة …ولكن ..!       

اعترف امس هيلاري كلينتون مرشحة الرئاسة الامريكية ،بان العالم يشهد حربا عالمية ثالثة ،ضد الارهاب ، ولكن لم تقل لنا هيلاري اين هو مسرح هذه الحرب ومن هم ضحاياها ومن هم ابطالها ومن الرابح فيها ومن هو ألخاسر وكيف تدار هذه الحرب ألقذرة وهل هي لعبة عالمية ثالثة ام هي فعلا حرب عالمية ،تريدها هيلاري ان تمرر على العالم ، هذه الاسئلة تحتاج الى اجابات حقيقية ، دون مواربة او تدليس ،وإنما بالمباشر في وجه الارهاب الحقيقي الذي يغذي ويمول ويدعم ويسلح الارهاب الدولي ،ثم يأتي ليحاربه تحت مسميات معروفة الاهداف والنوايا والغايات ، سنحاول ان نستقريء ونفضح  كل اسرار هذه الحرب التي تجري على ارضنا العربية ،وتحديدا العراق وسوريا كساحتي حرب حقيقية ، نعم العالم يشن حرب عالمية ثالثة ،ولكن ليس على الارهاب الذي يقصده وهو تنظيم الدولة الاسلامية داعش، لان من صنع داعش ومشتقاتها وجذرها في العالم كله هي الغزو الامريكي على العراق والسياسات الامريكية الكارثية في المنطقة بعد غزو وتدمير العراق ،وهذا باعتراف (هيلاري كلنتون نفسها) حين اكدت (ان ادارة المجرم بوش وهي من صنعت تنظيم داعش ومولته ودعمته في اعلان الخلافة في مصر اولا ولكن حصل الذي حصل وهو عكس ما ارادت ادارة المجرم بوش )،اذن امريكا هي الراعية الاولى للإرهاب والتطرف الإسلامي وصانعة الربيع العربي ذي الصبغة الاسلاموية، التي قادها الاسلام السياسي في مصر والعراق وتونس وليبيا وسوريا واليمن ، فماذا كانت النتيجة ، النتيجة هي كما ترون حرب عالمية ثالثة كما ارادتها امريكا وخططت لها ،وهي تدفع الان ثمن هذا غاليا ،حيث فرغ الارهاب تنظيمات بأقصى درجات التطرف وارتد هذا الارهاب على امريكا وانتشر كالهشيم في اوروبا كما حذرها يوما ما معمر القذافي وصدق عندما قال ان التطرف والإرهاب سيزحف الى اوربا وستتجرعون من نفس الكأس الذي سقيتموه لنا ،وهاهي اوربا تجتاحها موجة عاتية لا ترحم من الارهاب المتطرف الرافع (راية الاسلام) رمزا لجهاده كما يراه ويصر عليه ، ونحن اذ ندين هذا العمل الاجرامي الذي يطال الابرياء في اي مكان من العالم ، لا ننسى في الوقت نفسه ما فعلت فرنسا والغرب من ارهاب دموي يندى له جبين الإنسانية حتى قيام الساعة لا ينساه العرب وهو ما جرى لأهلنا ابان الاحتلال الفرنسي البغيض وجرائهمه، وهذا لا يبرر للمتطرفين من حاملي راية (الجهاد والخلافة ) داعش ومشتقاتها ان تفعل جرائم مثلما فعل الفرنسيون بالشعب الجزائري او الاحتلال الفرنسي لسوريا او الايطالي لليبيا وغيرها، الجريمة والإجرام ،يجب ان لا يقابل بإجرام افضع منه ابدا ومن هنا مصدرنا استنكارنا لما تقوم به داعش  ،فهي قتلت من اهل العراق في الموصل والانبار وكركوك وصلاح الدين وديالى  وحزام بغداد وغيرها ، ما عجزت ان تقتله اسرائيل طيلة سنوات احتلالها لأرض فلسطين رغم ان الاجرام واحد لا يتجزأ وهكذا ما فعلته الميليشيات الايرانية الطائفية ، بأهل المحافظات ، وهذا لا يبرر اجرام الميليشيات التي تشاركه في الاجرام والقسوة المفرطة الطائفية  ايضا ،ولكن ما قصدناه هو القسوة المفرطة بارتكاب الجريمة والتمثيل بالضحية والتنوع في القتل حد البشاعة وعدد الضحايا ،اذن الارهاب ليس له دين ولا قومية ولاين عشيرة ولا أهل اهل الارهاب هم يقتل ويمثل بالجثث بدم بارد باسم الاسلام ،والإسلام منه بريء ولكن من وراء هذا الاجرام كله ، ومن يغذيه ويدعمه ويدربه ويسلحه ويموله، لنأتي الى داعش من اين تحصل على (احدث السلاح والصواريخ والأسلحة الكيماوية المحرمة والدبابات والطائرات المسيرة ولها امكانات دولة)، ارجو ان لا اسمع  (احد الاغبياء) يقول لي يحصل عليها من (الغنائم في حربه مع حكومة المالكي والعبادي وهروب الجيش )، لان ما تقوم به داعش من معارك وهجومات في وقت واحد وبقوة وعلى امتداد ساحات المعارك في ثلاث محافظات وتقدر في اليوم الواحد اكثر من 20 هجوما عسكريا لعناصرها ،وتستخدم كافة الاسلحة ، ولمدة اكثر من سنة وهي على هذا الحال ، (الم (ينته) عتادها وسلاحها وصواريخها وووو) الذي غنمته في حربها مع ألحكومة ثم من يديم زخم المعارك وكيف تدار بهذه السرعة والتواصل وتشتيت العدو وإنزال الخسائر الهائلة به في كل القواطع ، اليس من وراء هذا (ممول يشتري وإرادات داعش من نفط وغيره) من الدول وتجار الاسلحة في الدول الغربية وبعلم دولها وحكامها ، كيف تورد لها الاسلحة وكيف تحول لها الاموال وبالدولار وكيف تصلها الصواريخ الحديثة والمدافع وغيرها، اليس هناك وسيط بدرجة (دول) يغذي ويديم زخم معارك داعش مع لحكومة العبادي وأمريكا في العراق وسوريا  ، بالتأكيد ورغم  قرارات مجلس الامن الدولي وتهديداته للدول التي تمول وتسلح داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى بأقصى العقوبات ، إلا الامر لم يعد إلا حبر على ورق مثله مثل اصلاحات (اخونا) العبادي المضحكة ، والمثيرة للقرف والسخرية والشفقة أيضا اذن لكي نعلم من يغذي الارهاب يجب ان نقول ان بوضوح ان من يقاتل داعش وأخواتها في العراق وسوريا (هو من يغذي ويمول ويشتري نفط داعش ويدعمها عن طريق الوسيط الامين لها)، كي تأتي روسيا وفرنسا وأمريكا وإيران(الغائصة في مستنقعي سوريا والعراق الى اذنيها) ومتورطة فيهما ،لتجعل من المنطقة ساحة حرب عالمية ثالثة ، نعم نعيش صورة الحرب العالمية بأبشع اوجهها في العراق وسوريا ، وشعبنا العربي فيهما يدفع فاتورة هذه الحرب القذرة ، دما يراق كل يوم كالأنهار، وقوافل شهداء كل يوم وقوافل مهاجرين ونازحين كل يوم وتبتلعهم امواج البحار في كل مكان، اضافة الى تدمير البنية التحتية لبلادنا، وحرق وتفجير وهدم بيوتنا بحجة محاربة داعش والقضاء عليها، الحرب التي تقصدها هيلاري كلينتون هي الحرب على شعب العراق وسوريا تحديدا وليس على داعش التي تضربها من الجو بصواريخ عابرة للقارات فتقتل المواطنين المدنيين ولا تصيب احدا من عناصر وقيادات داعش ، الغرب بكل ثقله يعمل على تدمير العرب وإعادة بناء دولهم بهدف اضعافهم وتقسيمهم ونهب ثرواتهم وقتل شعوبهم، وهذه مخططات ومؤامرات كنا نحذر منها منذ سنوات ما قبل ألاحتلال وكنا وما زلنا نؤمن بنظرية (المؤامرة) التي تتحقق الان على الارض العراقية ،حيث تبدو الحرب بين امريكا وحلفائها وروسيا وحليفاتها (كأنها واقعة) وما هي إلا تبادل ادوار خبيثة بهدف ابتزاز وتمرير المشاريع والمخططات التي لا تهدف إلا الى تحقيق مشاريع الهيمنة والسيطرة على المنطقة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتقاسم النفوذ وتوزيعها بإعادة انتاج معاهدة (سايكس بيكو) ولكن بنسخة امريكية –روسية –صهيونية –فرنسية-ايرانية جديدة ، وهذا هو سر اعلان هيلاري كلينتون ان العالم يعيش الحرب العالمية الثالثة ، نعم نعيشها تماما ولكن لتقاسم النفوذ وإعادة المعاهدات التي تكبل العرب وتستعمرهم لقرون طويلة ،وهذا هو جوهر الصراع مع داعش وأخواتها في المنطقة فالهدف بالتأكيد ليس داعش كما تعلن وأصبح واضحا ، للجميع ،ولكن الهدف هو اضعاف واستعمار وتخويف العرب من العرب انفسهم بحجة ان داعش يعيش بينهم ويشكل خطرا على مستقبلهم ومستقبل العالم وأمنه ، وهم من كان وراء صناعة هذا الخطر لهذا الهدف ،  هل عرفتم الان لماذا تتخوف وتعلن كلينتون  ان الحرب العالمية الثالثة قائمة الان ، هي تعي ما تقول ولا تطلق كلامها على عواهنه ، انها تخطط له وتقصده تماما ، ولكن ونحن في وسط معمعة هذه الحرب التي اشعلتها امريكا وبنتها على اكذوبة اسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة ، والتي اعترف كل رموز مجرمي الحرب بوش وتشيني وبلير وتينت ورايس وكلنتون وباول ووو ولكهم اعترف بكذبة الحرب وخطأها ،بل وكارثتها على سمعة امريكا التي اصبحت في الحضيض جراء استيراتيجيتها الفاشلة وأكاذيبها ،ان الحرب هذه ستنتهي وسيفشل من وراء الحرب وتفشل مخططاتهم مؤكدا لسببين الاول هو ان الشعوب كشفت اهداف ومخططات وتآمر هذه الدول على المنطقة وشعوبها وإنها تريدها وقودا لحروب طائفية وقومية وعرقية طويلة الأمد والسبب الثاني ،هو اختلاف الدول التي تنادي وتشارك في ألحرب على تقاسم (الغنائم المرتقبة)، فاختلاف الحرامية على الغنائم ، وتقسيم الاموال حسب مزاج الشركاء في ألجريمة يشعل بينهم الحرب على هذه الغنائم ،وهذا ما سيحصل تماما ، لاسيما في اختلاف الاهداف والمشاريع والاستراتيجيات لهذه الدول التي تشعل الحرب العالمية الثالثة في ألشرق وهذا مصدر الفشل الاكيد لكل المخططات والمشاريع وهزيمتها المرتقبة في المنطقة …