وصفت التظاهرات الاخيرة من بعض الجهات بأنها تظاهرات تقودها قوى مدنية او علمانية او لادينية ومع ان المصطلحات هذة مختلفة الدلالة الى حد معين خصوصآ يبدوا الفرق
شاسعآ بين مصطلع اللادينية في بعض تفسيراته ومصطلح المدنية كما ان مصطلح العلمانية يتضمن تفسيرات متعددة لشكل العلمانية المقصودة الفيلسوف الانكليزي جون لوك يقول بما ان الدولة لاتستطيع ان تضمن لرعاياها دخول الجنة فليس من حقها ان تجبرهم على الصلاة .وكا ن يقصد من وراء ذالك ان الدولة لاتستطيع ان تجبر رعاياها على اعتناق دين معين
وممارسة طقوسة مما يؤدي الى الاحقاد والنفاق والضغائن والصراع بأسم الدين مما يسيئ الى الدين نفسة وان مهمة الدين تترك لرجل الدين واقتناع الناس الطوعي بالدين ..
وهذة ليست دعوة لعزل الدين عن الحياة بل هي ليست دعوة للألحاد او محاربة الاديان على العكس هي دعوة لحترام حرية التدين المتأتي من القناعة وتنزية الدين عن توظيفة سياسيآ واستغلالة للمصالح والصراعات الشخصية .
المنظر التاريخي للدولة المدنية الفيلسوف الانكليزي جون لوك في كتابة
treatise of civil government رسالة في الحكومة المدنية عرض اسس النظام السياسي الحديث .الخروج من الحكم الديني المستند الى نظرية الحق الالهي .اقامة الحكم على شرعية رضى المحكومين من خلال نظرية العقد الاجتماعي .الفصل بين السلطات لعدم تركزها بيد شخص واحد وبالتالي التعسف والدكتاتورية وهنا وبمرور الزمن برز مابات يعرف ((بالاخلاق المدنية )) التي استندت الى النزعة الانسانية التي تعني ان جميع البشر متساوين بغض النظر عن الانتماء العرقي او الديني او القومي او الطائفي او الطبقي او الفكري او الجنسي او المنشاء الاجتماعي وضرورة تمتع البشر جميعآ بحقوق متساوية في اطار المساواة الديمقراطية .من ثمرة هذة النزعة عالميآ الثورات مثل الثورة الفرنسية الثورة الامريكية والتطور الدستوري في برطانيا ومن ثمارها الغاء
الرق والعبودية في العالم وشرعة حقوق الانسان .
بعد تطورات طويلة وافق الاسلامين على مفهوم الدولة المدنية من مصر الى تركيا الى العراق بشيعتة وسنتة وقبلوا بدستور الدولة المدنية وان قال بعضهم بمرجعية اسلامية لدولتة العلمانية او المدنية . الدستور العراقي نفسة في اغلب موادة يقر بمدنية الدولة وان كان يشترط ان لاتقر قوانين تتعارض مع ثوابت الشريعة لاكن الممارسة شهدت احتكار لمناصب الدولة او سعي لحتكار مؤسسات الدولة من قبل التيار الديني ومحاربة كل ظواهر الحياة المدنية في بعض المناطق اضافة الى محاولات الاقصاء والتهميش والتصفية لبعض الناشطين . لاكن على العموم فأن اتهام المتظاهرين بأنهم ضد الدين يمثل مغالطة للواقع الغرض منها التستر على الفساد واللصوصية عبر ذر الرماد في العيون وحرف الصراع عن مسارة الرئيس كصراع بين فاسدين وشعب
متظاهر ضد الفساد وشكرآ.