22 ديسمبر، 2024 4:58 م

حرب حمالات الصدر

حرب حمالات الصدر

هناك حروب تحدث في العالم، تختلف وتسمى أحيانا بحسب السلاح المستخدم فيها، فهناك الحرب التقليدية التي تستخدم فيها الطائرات والصواريخ المعتادة بالاضافة الى جيوش متقابلة، وهناك حرب اخرى تسمى الكترونية وثالثة اعلامية، ورابعة نووية وغيرها من الحروب التي تحدث بين الدول لأسباب مختلفة، غالبا ما تحدث لمصالح اقتصادية و سياسية.
إنفردنا بحرب جديدة لم يشهدها العالم، انها حرب حمالات الصدر، حيث يخرج أحد الاشخاص من مكان تم اقتحامه وهو يحمل أحد حمالات الصدر، لإرسال رسالة للجمهور بأن هذا الطرف تحصل في مقره أشياء غير اخلاقية.
لا نعلم لماذا حمالات الصدر تحديدا دون سواها من الملابس الداخلية الاخرى؟ ولا نعلم لماذا المرأة التي مورس معها الرذيلة، تركت حملات صدرها في المكان الذي وجدت فيه؟
اسئلة تحتاج الى اجابات مختصين بهذا السلاح الخطير الذي ربما سيكون العراق له السبق في استخدامه للإطاحة بالخصوم.
المهم في الأمر ان نعرف اي درجة من الانحدار قد وصلنا اليه، بالرغم من كون العراق دولة مسلمة، ومن المفترض أن يكون شعبها بغالبيته مسلما!
من الواضح أن من رفع سابقا الحمالات الصفراء قبل عدة اشهر، كان يريد ان يسيء للجهات التي تحمل صفة اسلامية.
بالرغم من كون من اتهمها قد كشف “مؤخرته” اكثر من مرة أمام الكاميرات والقوات الامنية، مما يدل على أنه لا يحمل شيئا من قيم واخلاق الاسلام (ربما بسبب الانفتاح والحداثة) لذلك فالعتب عنه مرفوع تماما..
أما من أخرج الحمالات الوردية، نعتقد انه اساء لنفسه، اكثر من الاساءة للجهة الاخرى، لانه خرج من أجل مبدأ سامي وهو الاعتراض على الاساءة الى شعائر عاشوراء، أي أن من يخرج يفترض ان يكون حسينيا، وهل يقبل الحسين بذلك؟
ربما البعض يقول انه موضوع غير مهم، لماذا نكتب عنه، ونشغل وقتنا ووقت الاخرين فيه؟
نظرة اولية نعم هو تصرف لا يستحق التوقف عنده.. لكن تفاعل المواطن مع هذا التصرف، جعله مادة للنيل من الطرف الاخر، يدعونا لنتناوله و التوقف عنده كثيرا.
تقبل الشارع لهكذا طرح، و جعله وسيلة لإسقاط الخصوم، يدل أننا ذاهبون باتجاهات لا تحمد عقباها،
بل تتيح للخصوم استخدام اقذر الاساليب فقط من اجل كسب شارع، او اسقاط شخص معين، خصوصا ونحن مقبلون على انتخابات، نعتقد انها ستكون الاشرس إعلاميا.
إن المجتمع يفقد القيم والمثل العليا بشكل خطير، ويجب على الدولة وكل الجهات المعنية أن تعالج هذا الامر، وان يكون من أولوياتها.
وصلنا لحال اصبح الاتهام أيسر من شرب الماء، دون ان يكون هناك رادع لمن يتهم، بل على العكس صار المتهم مشغولا في التبرير والدفاع عن نفسه، لان اغلب الشعب يصدق الاتهام ولا يصدق المتهم حتى وان اثبت برائته بالادلة والبراهين!
اما من يتهم الاخرين فهو حر طليق يتجول من قناة الى اخرى، ومن منصة اعلامية الى ثانية، ليكون ثروته التي اصبحت بأرقام مخيفة بسبب ابتزازه للاخرين.