حرب شرسة يخوضها حزب الدعوة جناح المالكي من اجل استعادة معقله الاخير، فالحزب يعتقد واهما ان شبكة الاعلام العراقي معقله الاخير الذي يقاتل من اجل استعادته بعد ان خرج من سيطرته الفعلية منذ اكثر من عام منذ تسنم مجاهد ابو الهيل رئاسة الشبكة والذي قادة حملة كبيرة لانتزاع الشبكة بجميع مؤسساتها من الواقع الحزبي الذي عملت به لسنوات طويلة ليضعها في الطريق الصحيح الذي الذي تأسست من اجله وهو تمثيل صوت الوطن والمواطن على اختلاف ميولهم واتجاهاتم وانقاذ الشبكة من حافة الضياع الذي كانت متجه صوبه بسبب الادارات السابقة التي فرضها الحزب بقوة على واقع المؤسسة.
فمنذ قرار رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بعزل مجلس الامناء الذي يضم عنصرين من الدعوة (فضل والشلاه) بدأ ايقاع العمل يسير وفق نوتة مدروسة بعناية لتعزف الشبكة موسيقى جديدة لم يعتد الجمهور على سماعها من قبل بعد ان سار نمط ادائها نحو الاستجابة لصوت المواطن وتسليط الضوء على متطلباته ونقلها لاعلى سلطة بالدولة لاسيما بعد ان عمد ابو الهيل الى افتتاح العديد من المؤسسات الاعلامية التي تمثل جميع مكونات المجتمع العراقي مثل وكالة الانباء العراقية باربع لغات العربية والكردية والتركمانية والانكليزية وكذلك افتتاح قناتي الكردية والتركمانية وبجهود ذاتية واستطاع بوقت قياسي ان يجعل الشبكة مؤسسة مهنية تتعاطى مع الجميع بغض النظر عن ميولهم السياسية.
لكن اليوم وبعد عودة مجلس الامناء بنفس الوجوه والاسماء بقرار المحكمة الادارية سادت اجواء التوتر والصراعات على واقع العمل بعد ان عمد اعضاء المجلس (فضل والشلاه) للسعى لاعادة الشبكة الى البيروقراطية التي صنوعها وتعطيل عملها ومحو انجازاتها واعادتها مرة اخرى الى حاضنة حزب الدعوة الذي خسر كل شيء ولم يبقى امامه الا محاولة لاستعادة معقله الضائع متجاهلين قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بمنعهم من العودة وممارسة عملهم وكذلك متجاهلين صوت مجلس النواب الذي عبر عدد من اعضائه بالانزعاج من عودة تلك الوجه مرة اخرى والتي تعمل بالوكالة منذ تسع سنوات.
المعركة التي اعلنها مجلس الامناء على ابو الهيل لم تكتفي بالطرق القانونية والادارية بل انها انزلقت نحو اساليب رخيصة مستخدمين جيوش الكترونية يقودها اناس معروفين بفسادهم وطائفيتهم وهو ما يستدعي ان يكون للاعلاميين الشرفاء كلمتهم خاصة العاملين بالشبكة للتصدي لهذه الهجمة والدفاع عن مؤسستهم ومنع حزب الدعوة من فرص سطوته مرة اخرى عليها.
والدعوة ايضا لرئيس الوزراء ومجلس النواب لتكون لهم كلمة الفصل لتنفيذ قرار ايقاف مجلس الامناء لحين اختيار مجلس امناء جديد لان تمكن حزب الدعوة جناح المالكي على اهم واخطر مؤسسة بالدولة سيعيدنا بقوة نحو اعلام منغمس بمفهوم الدولة العميقة المدافعة عن الفاسدين.