5 نوفمبر، 2024 2:39 م
Search
Close this search box.

حرب جبار اللعيبي

لا اريد مدح او ذم احدا بقدرما اريد ان اضع امام القارئ الكريم ملخصا عما يحدث في وزارة النفط وتحديدا بعد استلام الوزير اللعيبي منصبه كوزيرا للنفط ..ولا يخفى على الجميع ان وزارة النفط كباقي وزارات العراق لم تحظى باي وزير مختص ومن داخل قطاع الطاقة منذ 2003 وحتى تولي السيد جبار اللعيبي الوزارة فالرجل منذ ان كان معاون مهندس كان احد كوادر شركة النفط الوطنية وتدرج بالعمل الوظيفي حتى صار مديرا عاما للشركة في احلك الظروف واقساها والتي تمثلت بعدم وجود حكومة للعراق ناهيك عن تدخل شركات ودول اقليمية وعالمية لتجيير قطاع الطاقة عموما وشركة نفط الجنوب خصوصا لصالحها ولكن الرجل بخبرته ومساعدة بعض كوادر الشركة تمكن من احياء شركة نفط الجنوب من العدم وكما قلنا لان الوزارء المتعاقبين لم يكونوا على اتصال او تواصل بقطاع استخراج النفط فقد عزل جبار اللعيبي نفسه عن الوزارة لان الركون الى خطط الوزارة غير الواقعية في سياستها النفطية يعني تدميرا شبه كامل لقطاع الطاقة وبالتالي افتقار العراق في وقت كانت اسعار النفط تحلق عاليا …

الان وبضغط من الشارع العراقي اصبح جبار اللعيبي وزيرا للنفط والفضل يعود لرغبة الشارع في اسناد حقيبة الوزارة اليه دون غيره وليس للحزب الذي رشحه الفضل في ذلك انما هو انصياع لرغبة الشارع ومنذ توليه الوزارة اعلن الخبير اللعيبي حربا في مقر الوزارة والتشكيلات النفطية لا هوادة فيها وبرغم ما يشاع ان حرب اللعيبي هي بدافع الانتقام احيانا او التخبط احيانا اخرى الا ان الحقيقة هي عكس ذلك تماما فوزارة النفط منذ 2003 لم تحظى بقيادة من داخل العملية النفطية الاستخراجية مما جعلها في واد وقطاع استخراج النفط في واد اخر حتى وصل الامر ان تدهور مستوى اداء الوزارة عموما والشركات النفطية بشكل خطير نتيجة تسلط شخصيات غير معنية بقطاع الطاقة تارة ومسيسه تارة اخرى واستمرار تلك الشخصيات لفترات طويلة اصابت الوزارة بالجمود وهو ما ادى الى اثر داخلي نتيجة رغبة الوزارة ومقرها بالتحكم بالشركات النفطية الى انخفاض مستوى اداء العامل في قطاع النفط في الجنوب لشعوره بغبن الوزارة له وانها بعيده عنه وعن مشاكله والتعامل معه بدونية في كل ما يخص الشركات الجنوبية فالوزراء السابقين حين يزورون الشركات الجنوبية ومنها واهمها شركة نفط الجنوب تقتصر لقائاتهم على ادارة الشركة التي غالبا ما لا تقوم بايصال مشاكل الموظفين ومعوقات عملهم وانعكس هذا الشعود سلبا على انتاج الموظف النفطي واستمر هذا الشعور دون تغيير بل تعمق اكثر فاكثر حتى وصل الامر لبعض الوزارء الى التصريح ان البصرة ليس فيها كفاءات قادرة على ادارة الوزارة ولا يوجد ظلم اكبر من هذا يحيق بابناء الجنوب الذين يمتلكون اكثر من 70 % من انتاج البلد امام كل هذه التراكمات والسلبيات وجد الرجل نفسه محاطا بها بل هو كان يشخصها حتى عندما كان خارج قطاع الطاقة الحكومي لذا تحلى بالجراة ليقوم بتغييرات هيكلية كبيرة سواء في مقر الوزارة او في التشكيلات النفطية وهو ما قام ببعضه حتى الان فسبب ارباكا كبيرا داخل اروقة الوزارة وبدا الجميع يشعر ان سلوكه ومدى اتقانه لعمله وخبرته هي من تساعده على البقاء في المنصب او ايجاد بديل له ورغبة الوزير في ان يضع ابناء الشركات الانتاجية بمواقع قيادية في مقر الوزارة…

وليس علاقاته الحزبية وان كنا نؤشر وجود تغييرات سلبية على بعض هذه التغييرات لكن الرجل جاء عن طريق كيان سياسي وبالتالي فلا نتوقع منه التصرف بحرية وقناعة مطلقة بل ستجد الضغوط السياسية والحزبية بالتاكيد مكانا لها في قراراته ولكننا نتامل ان لا تكون هذه الضغوط اقوى من حرب جبار اللعيبي وستكون سيرته خلال ادارته لوزارة ا لنفط هي الحكم على نجاحه وفشلة وان كانت بوادر النجاح هي الاقوى في ظل قراره بتدوير وتغيير الخط الاول والثاني في مقر الوزارة والشركات العاملة وايضا رغبته في اناطة كثير من المفاصل الادارية والنفطية لعنصر الشباب بعد ان وصل انتاج العناصر القديمة للذروة ولم يعد بامكانهم تقديم ما هواكثر

أحدث المقالات

أحدث المقالات