27 ديسمبر، 2024 1:12 م

حرب اوكرانيا وموقع انكشاريو ومعوقو العراق منها!-1

حرب اوكرانيا وموقع انكشاريو ومعوقو العراق منها!-1

كيف تمت تصفية 5 من اكبر الجنرالات الروس!
(1)

العالم كله, مراكز البحوث, اجهزة الاستخبارات, الصحافة, المتخصصون يراقبون بعناية ايه حرب تحدث!

من تلك الحرب يمكن فهم الكثير, يمكن استخدام اسلحة جديدة ومعرفة فعالياتها وطرق رد الخصم, تغيير التعبيات والستراتيجيات حسب فعالية السلاح ومعرفة الثغرات والاخطاء واصلاحها…الخ.

ربما يكون الامر مثل هاردوير جديد يستلزم تغيير السوفت وير لاستيعاب القابليات الجديدة للهاردوير! وهذا مايحدث في عالم الحاسبات من تطور المعدات الصلبة ومايجب ان يتبعها من تطور للبرمجيات حيث انها تقوم بادارة تلك الاجهزة وفق طريقة اسرع وافضل واكثر كفاءة!

اعتقد ان الدول المتخلفة مثل العراق للاسف وحدها لاتتابع الموقف الميداني ساعة بساعة في تلك الحرب او غيرها, لا الحكومة ولااجهزتها الامنية والاستخبارية ولا مراكز البحث ( ان كانت هناك مراكز بحث يمكن ان يطلق عليها هذا الاسم في العراق), ولا وسائل الاعلام المتخلفة ايما تخلف وخصوصا وسائل اعلام الدولة عالية التوظيف عالية الصرف رديئة الانتاج حتى كأن الامر يبدو هو ان النظام الحاكم قد جعل من الدولة وموسساتها وكرا للفساد والتخريب واللصوصية ومعاداة المصالح الوطنية والشعب ومرتعا للغباء مع قلة وهزال الانتاج الى الحد الذي اصبحت فيه اية مقارنة مع اي طرف دولي او عربي امرا مخجلا لاي عراقي, واين ياتي الخجل لمن يحكم العراق وهو غير عراقي اصلا وواجبه تدمير العراق واخضاعه لدول خارجية!

والادهى من ذلك ان هناك قنوات يوتيوب شخصية او انها تتبع جماعات او مراكز معينة عربية محددة الامكانيات وبالذات مصرية تقدم معلومات وتحليلات قيمة عما يحدث بالاعتماد على وسائل واضحة وجيدة وسهلة مثل وسائل الاعلام الغربية الرصينة بينما يفتقر العراق حتى الى تلك القنوات!! وهذا امر مريع حقا يشير الى المنحدر الثقافي والعلمي والعسكري الذي وقع فيه العراق.

ففي الوقت الذي تغص دولة العراق بملايين الموظفين وقوات مسلحة وامنية كبيرة العدد الا انها قليلة او منعدمة الفعالية والسبب هو النظام الحاكم والدستور الذي يحكم هذا النظام.

ان هناك دول مثل مصر محدودة الامكانيات ولكنها عظيمة الانجاز عسكريا وتسليحيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعلميا!

وعند مقارنة امكانات العراق الضخمة المتفوقة يشعر المرء بعظم الانحطاط الذي وصل له البلد على يد زمرة من الاوغاد هدفهم الاوحد نهب وتخريب وتدمير وتجهيل وافقار وتخدير هذا الشعب وضرب اي امكانات للقوة والتقدم لديه بالاعتماد على الافكار الدينية الطائفية المنحطة المستوردة من قبل عاهات ومجانين ولصوص وعلى الافكار العنصرية القومية الانفصالية المتربطة بعمق مع اعداء العراق والامة العراقية والامة العربية!

 

(2)

موضع تصفية قادة عسكريين روس في الحرب الاوكرانية التي اندلعت فجر 24 شباط 2022 هو موضوع محير ومهم جدا ويمكن استنباط دروس وعبر كثيرة منه:

بالاضافة الى الخسائر الكثيرة الروسية في فترة قليلة- كما يبدو- فان ذلك يعكس الفشل الاستخباري والعملياتي الروسي والتخطيط والتدريب وربما حتى قدرة بعض الاسلحة والمعدات الروسية في مواجهة التدخل الغربي الفاضح بالدعم الكبير لاوكرانيا في مجالات حاسمة مثل اسلحة ضد الجو وضد الدبابات المحمولة على الكتف الخ.

ولكن هناك امر لايقل خطورة وهو الدعم ربما في مجال الاتصالات والقيادة والسيطرة وتحديد الاهداف وهذا الامر يبدو ان الاوكرانيين قد حصلوا عليه من الغرب.

اضافة الى الدعم الغربي في مجال الاقمار الصناعية الى الحد الذي يقول البعض ان العمليات العسكرية الروسية والقوات الروسية مكشوفة بالكامل للغرب وان امريكا او الناتو هم من يقود المعارك واقعا ويوجه القوات الاوكرانية في مجال القيادة والسيطرة والاستخبارات والاتصالات والعمليات.

فقط امر واحد ربما لايمكن التنبوء فيه وهو القصف الروسي المفاجي لاهداف عسكرية اوكرانية! وقد الحق ذلك بهم خسائر فادحة!

 

(3)

يشرح الجنرال الامريكي السابق الكبير المعروف بترايوس كيف يقضي الأوكرانيون على الجنرالات الروس:.

وفقًا لبترايوس ، يشوش الأوكرانيون على الاتصالات العسكرية الروسية اي على اجهزة القيادة والسيطرة الروسية!

انهم يشوشون على اتصالات القنوات المستخدمة ويقول انهم يستخدمون قناة واحدة للاتصالات ( ربما يقصد لكل مجموعة)

وان الروس يسرقون موبايلات مدنية من الاوكرانيين! ويستخدمونها للاتصالات بين مراكز القيادة!

وان القادة يصابون بحالة عدم معرفة مايحدث وان القطعات لايمكنها المبادرة (ليس لديها احساس المبادرة) دون ان تتلقى الاوامر وبما ان الاتصالات مع القيادات مقطوعة بسبب التشويش! فالامر مربك لديهم!

وأن الروس يستخدمون الجيل الثالث من الاتصالات المدنية الأوكرانية وان القادة من اجل معرفة مايحدث يخرجون من مكانهم للتجول لمعرفة مايحدث!

وان لدى الاوكرانيين قناصة ماهرون وهم من قنص 4 من خمسة قادة روس على اقل تقدير قيل انهم قتلوا – حسب رايه!

الامر الذي لم يقله بترايوس هو انه يمكن تحديد مواقع القيادات اعتمادا على الهاتف المستخدم وبالتالي يمكن توجيه قناصة او وسائل اخرى او طائرات مسيرة وهذا قد حدث في الماضي ايضا!

((من الواضح أن الغرب يدعم بقوة الأوكرانيين في مجال الاتصالات والقيادة والسيطرة وتحديد المواقع والاستهداف

وفيديو المقابلة مع الCNN في هذا الرابط وقد نشر في اليوتيوب يوم 21 اذار 2022))

 

(4)

بعض المعضلات الروسية:

الروس يحفرون تحت الارض الان ويستخدمون التموية ووسائل الخداع لانهم يعرفون انهم مكشوفين للاقمار الصناعية ولطائرات التجسس وقد الحقت بهم الدرونات القتالية خسائر كبيرة, ومصدرها الناتو وتركيا, والحل هو الحفر والتخفي والتموية ودراسة كيفية حل تلك المعضلة الخطيرة التي نشات في الحروب الحديثة بعد اكتشاف وتطور الدرونات!.
لديهم مشاكل في الاتصالات وان الناتو قادر على التشويش على اتصالاتهم مما يخلق مشكلات جمة في القيادة والسيطرة.
لديهم مشكلة في حماية القادة والضباط والافراد من القناصة وهناك اجهزة تحديد القناصة, والحل الافضل للقناصة هو قناصة ماهرون مثلهم.
لديهم مشكلة لوجستية في تامين الوقود والعتاد والغذاء ففي تقارير اخرى ظهر ان التدريب الغربي اتجه لتعليم الاوكران في ضرب شاحنات الوقود وضرب الارتال في البداية والنهاية لتدمير الرتل كله! كما كان يحدث في العراق.
لديهم مشكلة في سعة الارض التي يراد احتلالها او السيطرة عليها, وتلك مشكلة القيادة السياسية التي تحدد الاهداف! ومشكلة الاستخبارات والقيادة!

(5)

ماالذي على الجيش العراقي ان يعمله! في ضوء تلك الدروس:

التدريب بمستويات الوية وفرق على التخفي وحفر الخنادق بسرعة ويستلزم الامر توفير معدات تمويه وشفلات لكل مجموعة قتالية . وانتاج معدات مزيفة من دبابات ومدرعات وطائرات لايهام الخصم وبعضها يمكن انتاجه من المطاط او البلاستيك!
مراجعة الاتصالات الحالية وتنويع معدات الاتصال وتطويرها وحتى صناعتها فقد مرت فترات كان الجيش يستخدم الهواتف الخلوية العادية والبريد الالكتروني العادي! وتلك مشكلة خطيرة.
معالجة الطائرات المسيرة والصواريخ باقصى مايمكن من قدرة وقد اتجهت دول مثل السعودية وبدعم صينين الى تصنيع تلك المعدات, في مصانع كاملة بينما العراق يفتقر حتى الى قدرات الدفاع الجوي البسيطة بسبب قرارات سياسية واملاءات خارجية من ايران والاحزاب الكردية المرتبطة باسرائيل! والفساد المريع.
التدريب المكثف على الانتشار والتخفي ورصد العدو ورصد اتصالاته عن طريق قيام العراق باطلاق اقمار صناعية للتجسس تستخدم لاغراض مدنية وعسكرية. وتطوير اجهزة التشويش على الخصم وكشف اتصالاته! وقد كانت هناك مديرية المعدات الفنية وربما لم يتم اعادتها للخدمة للان! او ايجاد بديل عنها!
رفع المستوى الثقافي للقوات بمراكز بحث علمية رصينة تراقب مايحدث وتطهير الاجهزة الامنية والاستخبارية من الجهلاء والانكشاريين ورفدها بخبراء في مجال الاتصالات والكومبيوتر واللغات, ونشر الفكر العلمي العسكري الحديث باصدارات ودوريات وبناء محطات تلفزيونية للقوات المسلحة وبناء معامل للقوات المسلحة تومن الغذاء والعتاد والملابس وصولا الى صنع صواريخ ومسيرات واجهزة اتصالات لايمكن التشويش عليها بسهولة او فك شفرتها.
تطهير الجيش من الدمج والانكشاريين والجهلاء من خلال دورات قاسية واشتراط تعلم لغة اجنبية وكتابة بحوث ومناقشتها شرطا للترقية للعسكريين والمدنيين.
اعادة تنظيم الاستخبارات والملحقيات ورفدها بخبراء مختصين جدا بدلا من جواسيس الاحزاب ومحاسيب الاحزاب الخيانية من الجهلاء, ومنع اي منتسب من السفر في مهام خارجية دون الدخول في دورة مختصة ودون معرفته على الاقل لغة واحدة ويمكن انشاء مراكز تعليمية للغات!
تطبيق قوانين دستورية تتعلق بالتخلص من مزدوجي الجنسية والشهادات المزيفة وترشيق الدولة والجيش وادخال شرط الكفاءة البدنية والاخلاقية والنفسية والعلمية عبر اختبارات الوزن والسرعة والصحة وغيرها شرطا للترقية واحالة كل من لاتنطبق عليه تلك الشروط على التقاعد او الى وزارات مدنية, واعادة العمل بالانواط لرفع المعنويات وادخل المنتسبين دورات تدريب بدني وعلمي وثقافي واخلاقي ووطني مكثف كشرط اخر للترقيات.
وضع القوات المسلحة العراقية الحالي هو وضع خطر في اي مواجهة مع اضعف طرف اقليمي وقد نتج ذلك عن الاحزاب الحاكمة وتبعية الموسسة العسكرية والامنية بالكامل للاحزاب, وحتى الامن الداخلي فانه معرض مرة اخرى بعد سقوط الموصل لاعادة السيناريو من جديد وربما يوثر الوضع السوري على العراق مرة اخرى عندما ينهض الارهاب هناك من جديد بفعل مايتم نشره عن الاداء العسكري الروسي في اوكرانيا المتعثر! مما يشجع الارهاب مرة اخرى هناك للعبث مجددا.
دعم الجيش بافضل الاسلحة وخصوصا الطائرات المقاتلة والدبابات واسلحة مقاومة الدبابات والطائرات والدرونات والاتصالات والتركيز على التدريب في كل الظروف ورفع مستوى الدعم اللوجستي الشامل وتطهير القوات الامنية والعسكرية من الفساد والتخريب والدمج ومزدوجي الجنسية والانكشاريين والجهلاء ويمكن غربلتهم بسهولة بترشيق المناصب وحسب الحاجة الفعلية وليس حسب حاجة الترقيات التي يعشقها الانكشاريون وغيرهم دون وجه حق.
تحديد زي عسكري واضح ومحدد لكل الصنوف بدلا من تلك الخربطة الملاصقة للجيش العراقي عبر تاريخه كما هو حال الجيش الايراني والمصري والتركي فضلا عن الجيوش المتطورة. انه لامر محزن ومزعج هذا الانحدار الذي وصل له العراق.
اعادة الخدمة الالزامية ورفد الجيش بقدرات شابة وتوسيع دور الجيش الى مجالات الانتاج والتصنيع والزراعة والبناء وغيرها, وتحديد ثقافة وسلوكيات وسياسات واخلاقيات وقيم الجيش الداخلية بما هو في مستوى الامم المتطورة بدلا من كل هذا الانحطاط الخلقي والقيمي والاخلاقي والنفسي الذي وصل له العراق والامر مرتبط بالتعليم والثقافة والفن والادب والعلم والصناعة والزراعة في العراق التي تم تدميرها تماما في العراق.
تصفية كل المليشيات التي استقوت على الدولة والقوات المسلحة وراحت تهين كل شيء في طريقها باوامر ودعم وتسليح خارجي مريع!. واخيرا وليس اخرا تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة وهذا امر ممنوع من قبل جواسيس دول الجوار!