18 ديسمبر، 2024 8:06 م

حرب المياه ضد العرب بين الكلمة والحركة

حرب المياه ضد العرب بين الكلمة والحركة

هناك دراسات عديدة بخصوص ازمة المياه العربية وحرب المعارك القادمة الخاصة بالمياه واحتمالات خنق مصر والسودان والعراق وسوريا وهي مرجع مهم لمن يريد دراسة الموضوع وهي دراسات تنبأت وكشفت دور الكيان الصهيوني.

هناك من كتب وهناك من قرأ ولكن من اهتم بذلك من المسئولين العرب؟

أزمة المياه بالواقع العربي المتفجرة حاليا ليست امر جديد بل هي كانت واقع يتحرك بأمر التطبيق منذ الثمانينات المشكلة الأساس او القضية الأكبر أذا صح التعبير ان المثقفين العرب تحدثوا بها و حذروا منها منذ سنوات طوال و لمركز دراسات الوحدة العربية كتب مهمة أصدرها بهذا الخصوص و منها كتاب مهم للدكتور عبدالمالك خلف التميمي المياه العربية التحدي والاستجابة بالعام 1999 وكذلك هناك دراسات مهمة منشورة بمجلة المستقبل العربي التي قدمت دراسات محكمة تحذيرية موثقة و لنفس المركز ندوات موسعة عن المياه و حربها المستقبلية و أيضا مجلة العربي الكويتية المشهورة الواسعة الانتشار قدمت مقالات متكررة منذ الثمانينات.

وكلها تحذر العرب…كل العرب من واقع حرب المياه القادمة وليست المسألة فقط متعلقة بوادي النيل وتعطيش مصر الإقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة بل ان حرب المياه هي ضد كل الواقع العربي لأنها منطلقة كذلك من مشروع جنوب الاناضول والذي قام الاتراك كعادتهم بفرض امر واقع بحبس المياه بدون اتفاق مع سوريا او العراق وبما يخالف الاتفاقيات الدولية المعتمدة بما يخص الأنهار الدولية.

ما يحدث بجنوب وادي النيل وكذلك بجنوب الاناضول كلها تحريك صهيوني ضمن نفس السياق التحالفي مع الصهاينة ضد مجمل الواقع العربي ضمن التأمر التنسيقي مع الصهاينة لضرب المناطق العربية والسيطرة عليها بالعطش والجوع.

تركيا القومية العنصرية الطورانية التي تحتل سابقا لواء الاسكندرون السليب وحاليا تحتل شمال القطر العربي السوري وأجزاء من شمال العراق، تريد تفعيل استخدام سلاح المياه ضد الواقع العربي.

هذه الحرب حذر منها المثقفين العرب بأكثر من موقع والسؤال الأكبر هو اين كان النظام الرسمي العربي من كل هذه التحذيرات المنطلقة منذ الثمانينات الى يومنا هذا؟ هل يعلم النظام الرسمي العربي ان ما يسمى “سد النهضة” تم الإعلان عن اقامته منذ العام 1996.
هل يعلمون ان مشروع شرق الاناضول التركي الضخم يتم العمل على انشائه منذ الثمانينات؟

المواطن العربي البسيط ليست هذه مسئوليته؟ وليست لديه قدرات دولة ولا أجهزتها؟ هذه هي مسئولية رسمية لمواقع سلطة وأجهزة قرار.

المثقفين العرب والكتاب للأمانة التاريخية رفعوا الصوت وأرسلوا التنبيه وقاموا برسالة “الكلمة” ولكن اين هي رسالة “الحركة” المطلوبة من النظام الرسمي العربي؟
هذا سؤال مستحق؟ ومن ناحيتي لا تعليق.