تصف منظمة هيومان رايتس ووج حكومة المالكي (بأنها تجر العراق الى حرب طائفية جديدة )،هذا الوصف يفصح عنه ويؤكده ما يجري على ارض الواقع في عموم مساجد وجوامع العراق التي تتعرض الى تفجيرات إجرامية طائفية بامتياز ،وتقف ورائها أجندة طائفية تقودها الميليشيات الإيرانية داخل العراق ،وبشكل علني عبر تصريحات لقادتها وهذا ليس بسر ننشره ،وإنما حقيقة تملا شاشات الفضائيات ومنها الفضائية العراقية التي تتبنى وتؤجج هذا البعد الطائفي كما يعترف به الكثير من الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية والحكومة ، هذا المشهد الذي يشهده العراق من عنف حكومي طائفي ضد المتظاهرين (أحداث الفلوجة والحويجة والموصل وديالى وسامراء،هو من سيوصل العراق كله الى الحرب الأهلية الطائفية التي تريد إشعالها جهات حكومية وحزبية تنفذ أجندة إيرانية واضحة ،فمن الاعتقالات والاغتيالات وقتل المتظاهرين ،تتجه قوات الحكومة (سوات) الى طريقة جديدة في قتل العراقيين ألا وهي تفجيرات أمام الجوامع والمساجد ثم يتم بعدا (قنص وقتل المصلين ) ، وهو ما حصل في أكثر من مسجد وجامع في العراق وتحديدا في المحافظات المتظاهرة (جوامع في بغداد الإحسان وديالى سارية وقرة تبة في كركوك وجوامع نينوى والانبار وغيرها )،،إذن هي حرب المساجد في العراق هذه المرة ،،بعد فشل حكومة المالكي إنهاء الاعتصامات بالقوة في الحويجة وقتل المتظاهرين ،ليجيء المخطط الإجرامي قتل المصلين أمام جوامعهم بعد أداء صلاة الجمعة ،ويا لها من شهادة عظيمة للشهداء ،وعار وشنار للمنفذين الظلاميين وقتلة الشعب ،هذا المخطط يأتي بعد أن أعلنت ميليشيات طائفية على الملأ إنها ستقوم بقتل (المتظاهرين في ساحات التظاهر)، وأمام مرأى ومسمع ودعم حكومي واضح ،وقد رأينا على الشاشات اجتماعات رئيس الصحوات وسام الحردان وزعيم عصائب أهل الحق، لمواجهة اعتصامات الشعب العراقي وإنهائها بالقوة بعد اقتحامها بدعم وإسناد قوات سوات والجيش في كل من سامراء والانبار والفلوجة ، وهذا الذي يجري من تفجيرات وقتل لأهل الجوامع من مصلين وخطباء ومتظاهرين، إلا تمهيد لإنهاء الاعتصامات في المحافظات الست المتظاهرة منذ أكثر من أربعة أشهر، بتوجيه مباشر من حكومة المالكي ومكتب القائد العام للقوات المسلحة (قائد القوات البرية الفريق علي غيدان ومدير مكتب القائد العام فاروق الاعرجي وغيرهم )،في وقت تعيش العملية السياسية وحكومة المالكي انهيارات وفشل ذريع في صراعات دموية بين الكتل السياسية وتسقيطات انتخابية وفقدان الثقة بين جميع الأطراف ،مع غياب سياسي ورئاسي لجلال طالباني في رحلته العلاجية منذ خمسة أشهر في ألمانيا ،وتفرد رئيس الوزراء بكل صلاحيات الرئيس وتنفيذ القرارات دون الرجوع الى الدستور وصلاحية الرئيس فيه ،وهذا ما أكده رؤساء الكتل السياسية اياد علاوي ومسعود برازاني ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وأعضاء البرلمان ،هذا التفرد بالسلطة والشروع بالدكتاتورية الطائفية جعل من حكومة المالكي والميليشيات أن تنفذ ما يحلو لها ضد الشعب العراقي دون الالتزام بالاتفاقيات مع الكتل السياسية ، مما افقد حكومة المالكي شرعيتها ، يضاف الى أنها تعمل على وفق أملاءات إيرانية في الملف العراقي والسوري،خدمة لأجندتها في المنطقة ،ما يجري الآن في المشهد العراق من حرب أهلية طائفية بين الحكومة وميليشياتها وبين المتظاهرين والمحافظات المنتفضة، ضد الظلم والاستبداد والدكتاتورية والطائفية وفقدان التوازن الحكومي من إقصاء وتهميش وغيرها ،هو نتاج طبيعي لإصرار حكومة المالكي على إقصاء وتهميش فئة أساسية من الشعب العراقي،، مع بقية الطوائف والأديان والقوميات المهمشة والمقصية، مثل التركمان والمسيحيين واليزيديين وشيعة العراق ممن لم ينتموا الى أحزاب السلطة ،وما تشهده ساحات التظاهر لم تشارك فيها فئة واحدة وإنما كل فئات الشعب المهمشة من قبل الحكومة ،الآن وقد وقع المحظور،وقد حذرنا منه ألا وهو إعلان الحرب الأهلية بين الميليشيات الحكومية والمتظاهرين في محافظاتنا الست هو النفق الذي ستدخل فيه حكومة المالكي نفسها والشعب العراقي كله ،وما جرى ويجري من تفجيرات إجرامية وتهجير طائفي وتفجيرات أمام الجوامع والمساجد واغتيال المصلين والخطباء ،هو إعلان هذه الحرب القذرة الطائفي ،فمن يتحمل نتائج هذه الحرب، والى أي مدى ستؤول نتائجها الكارثية على مستقبل العراق ،وهل هو بداية لتقسيم العراق وإجبار المتظاهرين بإعلان الأقاليم الطائفية تمهيدا لتطبيق مشروع بايدن سيء الصيت ،خاصة بعد اجتماع قائد القوات الأمريكية لويد أوستن في المنطقة مع نوري المالكي مؤخرا في بغداد ،وتدارسه معه مشروع بايدن وكيفية تنفيذه الآن ،وإنهاء الاعتصامات بكل وسيلة لتحقيق هذا المشروع الجهنمي ،وحرب المساجد في العراق وإنهاء التظاهرات جاء كتمهيد لتنفيذ هذا المشروع الأمريكي –الإيراني ضد العراق …..إذن لم يبق أمام المتظاهرين بعد أن أغلقت حكومة المالكي كل سبل الحوار وطرق التهدئة ،وتنفيذ المطالب إلا المواجهة مع الحكومة ، والذهاب الى الحرب الطائفية الأهلية، فهل هذا ما تريده حكومة المالكي ؟؟حرب المساجد والجوامع وقتل الأئمة والخطباء والمصلين والهجوم على ساحات التظاهر وقمع المتظاهرين ، جوابا على هذا السؤال ..