18 ديسمبر، 2024 9:15 م

حرب الكلب الثانية: تخبيص” خيالي وعبث روائي وسرد سطحي “لا منطقي”!

حرب الكلب الثانية: تخبيص” خيالي وعبث روائي وسرد سطحي “لا منطقي”!

دليل عملي على أن لجنة البوكر لا تقرأ الروايات بتمعن وعمق!
أعتقد أن الكاتب استغل جهل اطلاع لجنة البوكر على روايات وأفلام الخيال العلمي واقنعهم بروايته الهجينة (حرب الكلب الثانية) هذه المشتقة من هذه الأفلام والتي قدمت مرارا في أفلام حديثة وروايات عديدة…وهذا مؤسف حقا، فقد قدم هنا خلطة مزعجة غير منطقية متضاربة مكررا ما سبق وقيل ولم يأت بالجديد، وعينه على الجائزة المالية لا غير، طامحا للعالمية والترجمة والرواج، وقد سبق ولخصت للكاتب روايتين ونشرتهما هنا في موقع “الرأي الاخر”، وهما “أرواح كليمنجارو وملك الجليل”، وقد لاحظت طموح الكاتب “المستعجل” بمقاربة القصص الوطنية الواقعية والترائية، ولكن اسلوبه يعاني بصراحة من الترهل والاطالة والتكرار وبالحد القليل من النفس الوصفي الابداعي العميق والمؤثر (لنقارن كتابته مثلا مع منهجية جورج اورويل في “أيام بورمية” مثلا وغيرها من الروايات الضخمة الممتعة والحافلة بالرسائل المجازية الذكية، وحتى الرواية هذه مع نمط وسحر كتابة اورويل الشهيرة:1984)…كما لاحظت ان نفس الكاتب متطفل على الكتابة السينمائية التي لايأخذها على محمل الجد، وربما سمحت له هوايته بمشاهدة الأفلام الهوليوودية الخيالعلمية باقتباس الكثير من الأفكار ووضعها في روايته الفائزة بلا تنقيح وفلترة ووعي حقيقي بمدى خطورة الاقتباس لمن لا دراية حقيقية له بالخيال العلمي “الخلاق”، مما جعله يجافي المنطق في حالات كثيرة لأنه انغمس في تدفق كتابي غزير طموح بلا تعمق بحثي أصيل، عكس ما فعل الكاتب الجزائري الفذ “واسيني الأعرج مثلا في رواية العربي الأخير (التي كتبت عنها هنا ايضا في ملخص وأثرت النقاط النقدية بجلاء)….وأرجو اخيرا أن يقنعه حصوله على هذه الجائزة العربية- العالمية الهامة لأن يهدأ قليلا ويتروى ويحاول أن يبذل جهدا بقراءة الرويات العالمية الرفيعة المستوى (وخاصة في أدب الخيال العلمي) لكي يتعلم منها أن الفن الروائي الابداعي الحقيقي، يكمن في المنهجية الرصينة والأصالة الابداعية وعدم التكرار وعمق ومنطقية الحبكة، وليس أبدا بالاستعجال وما نسميه بالعامية المعبرة ” الشلفقة”، وكما عليه ان يعي وغيره من الروائيين “العرب” المتسرعين الطامحين بالشهرة والمجد المزيف وقنص الجوائز، وكذلك فالمسؤولية تقع على دور النشر المتسرعة الساعية للربح لا غير، فكتابة الرواية عمل رصين شاق وهادىء ويتطلب واقعية وتبصرا وابداعا وليس مثل كتابة المقالة العاجلة والقصة القصيرة، راجيا ان لا يغرق صاحبنا وغيره في بحر الغرور والصلف والادعاء والتبجح ، ثم لتبقى قضية فلسطين “اولا واخيرا” هي الغالبة على النهج الروائي الفلسطيني العربي، وليس مجرد الاستنساخ المكرر لقصص أفلام هوليوودية التي مللنا حقا من كثرة مشاهدتها في قاعات السينما ومن ثيماتها المتطابقة والسخيفة والغير واقعية….وأرجو ان لا يفسد اختلافي الهادف الموضوعي هنا بالرأي للود قضية، فهذه وجهة نظر شخصية نقدية عميقة وخاصة واني متخصص في أدب وفكر وسينما الخيال العلمي (وقد صدر لي كتاب ضخم مؤخرا عن دار شمس المصرية) ولست متطفل في هذا المجال الشيق العميق، ويحيا منبر “ثقافات” الجزائري العربي التنويري المقرؤ ، شاكرا جميع المتفاعلين معي، ونهاركم سعيد…
مهند النابلسي/ كاتب وباحث وناقد سينمائي/ [email protected]