7 أبريل، 2024 5:49 ص
Search
Close this search box.

حرب القصور والأمراء وانعكاساتها على الأمن الإقليمي 1

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعتمد ولي عهد السعودية محمد بن سلمان في حروبه على تعهدات الرئيس ترامب، التي شجعته على فتح ابواب المملكة على المجهول في حروبه الداخلية والخارجية التي اعلنها على الامراء واصحاب المال وعزل وتغيير القيادات العسكرية والدينية تحت شعار مكافحة الفساد والتغيير والتحديث، ومن الممكن ان يحقق بن سلمان شيئا من النجاح ولفترة على الرغم من ان الامور لم تحسم لصالحه لحد الان داخل المملكة، واعلاناته وتحركاته هذه فيها شيء من المخاطر وردود الافعال الكثيرة، لعدم استقرار الداخل الامريكي، والتصريحات متضاربة بين الادارة الامريكية والبنتاغون والكونغرس وقرارات الدولة العميقة، ومن المتوقع ظهور ومواجهة العديد من المشاكل والاضطرابات في الداخل السعودي بسبب انعكاسات الداخل على الخارج وبالعكس، اضف لذالك موقف الامارات المشبوه من المملكة و الذي يصفه السياسيون في الاقليم والعالم انه موقف يراد به توريط السعودية لاضعافها ولتكبر وتتضخم الامارات على حسابها، اي على حساب السعودية بعد كل هذه السناريوهات والاحداث التي تمر بها المنطقة.. والسعودية تواجه التحديات في المستنقع اليمني وجموح ولي العهد السعودي واندفاعه بهذا الشكل السريع لاستلام الحكم في المملكة وهناك من يعتبره اليوم هو الحاكم الفعلي للسعودية التي تمر بظروف اقتصادية غير طبيعية بسبب انخفاض اسعار النفط الذي جعلها تعاني من خلل اقتصادي حقيقي، وفي ظل هكذا ظروف يقوم ولي العهد بن سلمان بانقلابه على طبيعة الحكم في المملكة وبكل الاتجاهات وبأسلوبه في التعامل، والحقيقة هذا الهدف الاول اما الهدف الثاني من كل هذه التحركات والتغيرات والمواجهات والتدخلات الاقليمية التي يقوم بها ولي العهد خارج حدود المملكة هو لتحويل انظار الراي العام السعودي عن هذه الاعمال والممارسات واشغالها بالخارج عما يدور في الداخل من مغامرات، وعلى سبيل المثال لا الحصر التعبئة ضد ايران وحزب الله ومحاصرة قطر وتعريض مجلس التعاون الخليجي الى التفكك والانهيار، ما يلحق من خسائر واضرار في الاقتصاد السعودي بسبب توسيع الحرب والعدوان والهجوم الشديد على اليمن، وتهديد لبنان والتدخل في سوريا والعراق، محاولا في كل ذلك تطبيق مشاريعه بالقوة والمال يعني مستعملا كل الادوات والاساليب التي تمكنه من تحقيق اهدافه ومساندته بعد ان سيطر على المؤسسات الدينية والاعلامية داخل المملكة وسخرها لتنفيذ مشاريعه، وبهذا السلوك نسف التوافق المتعارف عليه بين العائلة الحاكمة التي فيها من يحكم، وفيها من يجمع المال؛ يعني يعمل في المشاريع الاقتصادية الاستثمارية، فخرق ولي العهد محمد بن سلمان هذه الأعراف والتوافقات المتعارف عليها باعتقاله الامراء الذين يعملون في المال وليس لهم اي طموح في الحكم، اذن هي حروب داخلية وخارجية يقوم بها بن سلمان، دون ان يعرف بدقة نتائجها ويحسم حساباتها بعد ان تشابكت مصالحه مع المصالح الامريكية والاسرائيلية ضمن سيناريو وستراتجية معدة لتغيير الاوضاع في المنطقة فكانت السبب في اشاعة التوتر وعدم الاستقرار، فيها يعني اتفاقا ثلاثيا امريكيا اسرائيليا سعوديا وراس الحربة في التحريض على ايران هي الامارات على الرغم من عدم وجود الشروط والاسباب الحقيقية الموجبة لشن هكذا حملة تصب في محاولة اشعال الحرب ضد ايران وفي المنطقة، خاصة بعد اطلاق الحوثيين صاروخهم على مطار خالد في الرياض، هذا الصاروخ الذي دفع بالسعودية تقديم الدعم والاسناد لبعض المعارضين الايرانيين الذين قاموا بقتل عدد من جنود حرس الحدود الايرانيين، اي ان هناك تصعيدا خطيرا ويمكن ان يكون متبادلا بين الطرفين وهي سياسات تفتقد الى الحكمة والرؤى سوف تقوض امن الاقليم واستقراره واحداث اشكاليات ومخاطر، وكل هذا يحدث في ظل نشاطات اميركية اسرائيلية محمومة، الهدف منها تفكيك المنطقة لعقود جديدة من الزمن واضعاف الدول العربيه والاسلامية، من اجل ابتزازها والسيطرة عليها، والواقع الحرب مع ايران غير موجودة في الوقت الحاضر، لكن ستحدث وتكون في الميدان اذا خرجت الامور والاحتكاكات عن السيطرة، عندها سوف تحل الكارثة وتدمر المنطقة، وكما يقال الحرب اولها كلام ثم تصل الى اشعال النيران ..وايران حذرة وتعمل على انتهاج طرق الشرعية الدولية امام التهديدات السعودية المستمرة لها وتقدم شكواها لمجلس الامن لان التوقعات لحصول صدام عسكري اصبح غير مستبعد بين الطرفين خاصة بعد احداث لبنان واستقالة الحريري، وبهكذا ممارسات واعمال سوف تعزل السعودية نفسها وتتمدد ايران وتفشل جميع محاولات عزلها، وايران دولة قوية وذات خبرة وتجرية وقدرة وامكانية على تجاوز الازمات ، وفيها اكتفاء ذاتي لان ما تقوم به المملكة ظهرت اضراره على دول مجلس التعاون الخليج الذي بدا عليه الاحتضار السريري ومن المحتمل ان لا تعقد دورته القادمة وحتى تقرب السعودية من العراق هي محاولات للاستفراد بايران وهي امنيات لا تتحقق بعد ان افرز العداء السعودي لايران علاقة غير طبيعية مع اسرائيل بنيت على اساس ومنطلق عدو عدوي صديقي، والسعودية تدفع باسرائيل لمواجهة ايران، وحزب الله طرف اساس في هذه المعادلة واللعبة الخطرة وصولا لاستقالة الحريري الورقة التي تلعب بها السعودية وتسخرها لمصالحها من خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان بعد ان تمكنت من ادخال اسرائيل على خط الازمة وهي تدفع بها لشن حرب على حزب الله، وهناك شك كبير في قدرة اسرائيل على حسم هكذا معركة لصالحها و اسرائيل لا تمتلك ولا توجد لديها هكذا ارادة او رغبة في الوقت الحاضر على الرغم من الضغط السعودي الشديد والمستمر الذي تدفع به اسرائيل لتحقيق اهدافها.. واهم هذه الاهداف مواجهة ايران وكسرها والسعودية لا تمتلك التجارب والخبرات القتالية لتحقيق هذه الاهداف المشبوهة والشديدة الخطورة على امن الاقليم على الرغم من الترسانة العسكرية التي تمتلكها لان قدرتها القتالية في الميدان محدودة ولهذه الاسباب تريد القتال باسرائيل التي تدرك هذا السيناريو السعودي بعد ان صرح العديد من القادة الاسرائلين ان السعودية تريد القتال باخر جندي اسرائيلي والكل يعلم ويعرف ان النظام السعودي يعتمد على اسرائيل وامريكا بكل تحركاته وتهديداته لمحاصرة ايران واعلان الحرب على حزب الله ومحور المقاومة باكمله ،وهدف امريكا من كل هذا الاسناد والدعم الذي يقدمه ترامب للسعودية هو من اجل ابتزاز السعودية والخليج بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام وسافر، وسوف تكتشف السعودية بعد فوات الاوان انه لا حرب ضد ايران وحزب الله وهي تغرق حد اذنيها في المستنقع اليمني وتستنزف بشكل غير طبيعي على جميع المستويات على الرغم من كل هذا التصعيد الذي تقوم به وهي تتصور بمقدورها دفع اسرائيل لهذه المحرقة واسرائيل ما زالت تلعق بجراحات حربها على لبنان عام 2006 .. والنظام السعودي فقد الكثير من قياداته الامنية والعسكرية بعد وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد وتسلمه سدة الحكم بدل ابيه بشكل غير معلن رسميا، وهو يقوم باعتقال الامراء وعزل قادة في الجيش والامن والاستخبارات ومفاصل الدولة الحساسة والمهمة، وعزل ولي العهد السابق تحت شعار مكافحة الفساد، والمعروف ان كل الاعتقالات التي قام بها ولي العهد بن سلمان جاءت من اجل تصفية الداخل السعودي من معارضيه لقرب تسلمه العرش من ابيه وكل هذه الفعاليات تمارس بحسابات غير دقيقة ملفتة للنظر لتعزيز موقعه واجندته ليصبح قائدا وزعيما للعالم العربي، وبدخوله الحرب مع الامراء والشخصيات السعودية سوف يستنزف الموارد السعودية، اضف لذالك مغامرات المملكة في المنطقة التي سوف تثبت ان كل ما يقوم به النظام السعودي سوف يكون لصالح محور المقاومة وايران بسبب الفوضى التي تعم النظام وداخل البيت السعودي بسبب التصرفات غير المحسوبة التي يقوم بها ولي العهد محمد بن سلمان الذي جعل من مملكته خصما لمحيطها الاقليمي بفتحه عدة جبهات داخلية وخارجية معتمدا في ذالك على تعهدات ترامب و اسرائيل غير المستعدة لشن اي حرب على لبنان في الوقت الحاضر رغم تهديداتها ولا تريد ان تدخل بدفع من السعودية هكذا نفق خطر والسعودية تقرع طبول الحرب وتصعد من مواقفها ضد ايران وحزب الله ضمن سيناريو غير مضمون والكل يدرك ويعرف ان ولي العهد السعودي ليست لديه خبرة في ادارة هكذا حروب وايران وحزب الله لديهم من الخبرة والتجربه القتالية تتفوق بها على السعودية على الرغم من البرنامج والسيناريو الذي تعمل على تنفيذه السعودية واسرائيل وواشنطن و بخطوات يظهر ان احداهما تكمل الاخرى اتجاه حزب الله، اولا المطلوب محاصرة حزب الله اقتصاديا، والخطوة الثانية تأليب واثارة الداخل اللبناني على الحزب لاضاعفه، والخطوة الثالثة الاجهاز عليه وهذا معروف ومحسوب بدقة لدى حزب الله واللبنانين وهذه المغامرات سوف يكون الخاسر الكبير فيها السعودية اولا بسبب مغامراتها في الاقليم بعد ان فجرت قنبلتها في لبنان باستقالة سعد الحريري غير الاصولية وغير الطبيعية يعني غير الدستورية بعد ان طالبت رعايها بمغادرة لبنان وتتضامنت معها في ذلك الامارات التي اعقبت تهديدات الوزير السعودي ثامر السبهان بعد استقالة الحريري .. على ان لبنان سوف لم يكن كما كان وكل الخيارات السياسية وغير السياسية مفتوحة في التعامل مع لبنان هكذا جاءت تصريحات وزير السعودية لشؤون الخليج مغردا خارج الاعراف والسياقات الدبلوماسية وبعبارات لا يتعاطى بها في السياسة وهو يطالب بتشكيل حكومة لبنانية بدون حزب الله، والسؤال هل تسمح الانظمة والقوانين والاعراف ان يكون حزب الله خارج الحكومة، وفي الحقيقه ان المقاومة في الاساس هي مستهدفة دون الحديث عن حزب الله وغير حزب الله لان المقاومة بشكل عام تشكيل اعاقة وعقبة كبيره امام السعودية و اسرائيل ولابد من العمل على ازاحتها لتحقيق اطماع اسرائيل في التطبيع المجاني مع الانظمة العربية، ولا بد من ازاحة محور المقاومة ومن هنا تاتي التصريحات والتحركات الاسرائيلية والسعودية لمحاصرة حزب الله واتهامه بالارهاب ولم تات تصريحات السبهان الا من هذه المنطلقات و من وهذا الباب، وهم يُشكلون على ايران مساعدتها اليمنيين في مواجهة الحرب المدمرة التي تشنها عليهم السعودية وحلفاؤها والكل يتساءل: اين هو الاشكال في مساعدة ايران اليمنيين الذين يتعرضون للابادة من قبل السعودية وحلفائها بادارة امريكية مكشوفة؟ يواجه فيه اليمنيون التدمير المنهجي والابادة الجماعية على مدار الساعة.. أليس مد يد العون لليمن حق انساني، والجبير يهدد سنرد على ايران في الوقت والزمان المناسبين وصاروخ اليمن ارعب الامارات والسعودية، والمضحك اذا كان الصاروخ اليمني ارعب السعودية وحلفاءها، اذن كيف سيكون الحال اذا اعلنوا الحرب على ايران التي يقدر الخبراء في شؤون الصواريخ امتلاك ايران للالاف الصواريخ البالستية الحديثة والمتطورة والدقيقة في تحقيق اهدافها، ومثل ذالك لدى حزب الله حيث تقدر الصواريخ التي يمتلكها حزب الله باكثر من 1500 صاروخ، كيف ذالك وصاروخ يمني اسقط على مطار خالد في الرياض اظهر عجز السعودية العسكري بعد ان حقق هدفه بدقه وما زال الجبير يهد ايران والتنازلات والدفع مستمر لاسرائيل للعدوان على لبنان بشراكة سعودية كاملة، ورئيس وزراء اسرائيل ناتنياهو يواجه التحذيرات ونصائح الساسة والقاده الاسرائليين بعدم التورط بأي عدوان ضد لبنان.. والحقيقة ان اسرائيل والسعودية متورطان في الاحاداث السياسية في لبنان وبشكل معلن والدليل على ذالك محاولات السعودية ابقاء رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري اطول مدة في السعودية، وعملت حينها على محاصرته ومحاولات تأخير او منع وصوله الى لبنان حينها لولا وقوف الرئيس اللبناني ميشيل عون ذالك الموقف الوطني المشرف الذي تمكن من خلاله افشال المؤامرة و تمرير الازمة وعبورها ومنع تمرير مخططات السعودية واسرائيل ومن هنا حاولت حينها السعودية وبقوة محاصرة الرئيس عون الذي رفع صوته في الداخل الوطني اللبناني واوصله للخارج مطالبا السعودية بالسماح للرئيس سعد الحريري بالعودة الى لبنان لان وصول الحريري الى لبنان سيفشل المؤامرة وتعبر الازمة وتمر بسلام بعد ان فجرت السعوديه قنبلتها باستقالة الحريري..وهنا لابد من الاشارة للسخرية من تخوف السعودية من حزب الله، والسؤال ماذا ستفعل السعودية لو استقرت الاوضاع في سوريا واليمن ولبنان؟ وهناك توافقات اقليمية فاعلة باتجاه تحقيق الامن والسلام في الاقليم خاصة التعاون بين تركيا وايران وموسكو بهذا الاتجاه، وهل تنفع ما تقوم به السعودية من ارباك للاوضاع في الاقليم بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص ومحاولة خلط اوراقه السياسية خاصة بعد استقالة الحريري الذي ليس بامكانه تحقيق كل طلبات السعودية منها اقصائه حزب الله الذي يمثل ثلث الشعب اللبناني او مطالبته باهمال وتجاهل مليوني نازح سوري؟ او عدم الموافقه على تعيين سفير لبناني في سوريا، الذي قدم قبل ايام اوراق اعتماده للرئيس السوري بشار الاسد بحضور وزير خارجيته وليد المعلم والحريري، يدرك جيدا ان هكذا طلبات تتقاطع مع وطنيته ومسؤولياته وهو في نفس الوقت غير قادر على تنفيذها وهي مطالب لا تخدم امن وسلامة لبنان والمنطقة والعيش المشترك، والسعودية تدفع باسرائيل لشن الحرب على لبنان؛ يعني على حزب الله وهي متورطة وموحولة في مستنقع اليمن وقضت اكثر من سنتين في محرقته ولم تحقق شيئا، وان كل ما قامت به من عدوان على اليمن و اسهامها ودعمها للحرب على سوريا يصب في صالح اسرائيل. والسؤال المطروح اذا شبت نيران الحرب التي تريد اشعالها السعودية متى سوف ستنتهي ؟ وهل من المعقول ان تتحدث السعودية عن التدخل الايراني في المنطقة وهي من قامت باحتجاز رئيس وزراء دولة عربية واجبرته عى الاستقالة من منصبه، وحملت اللبنانيين بذلك اعباء وارهاصات نفسية بلا حدود واربكت لبنان بل المنطقة برمتها بهذه الاستقالة التي اجبرت سعد الحريري على تقديمها مسجلة ومن خلال اجهزة الاعلام السعودي بخطاب سياسي وهجوم على شركائه الاساسيين في الحكومة والمقصود بهذا الهجوم هو حزب الله وهي سابقة لم يقدم عليها رئيس وزراء لبناني بتقديم استقالته من الخارج وهي المرة الاولى منذ عام 1943 لقد جاءت استقالة الحريري بدون علم رئيس الجمهورية او رئيس البرلمان.. يعني استقاله خارج الاعراف والتقاليد الدستورية واعرافها، استقالة بعيدة عن كل تقاليد عمل الدولة، استقاله اقلقت اللبنانيين الذين لم يعرفوا ما يجري لرئيس وزرائهم وهل كان حرا ويتصرف حسب ارادته ورغباته ام كان على غير ذالك ؟! يومها لم يملك اللبنانيون معلومات دقيقه وحقيقية وما كان يملكونه عبارة عن احاديث وتصريحات اعلامية وصحفية، يعني معلومات تتداولها وسائل الاعلام ولم يكن بمقدور وامكان رئيس الجمهورية مشيل عون حينها
قبول استقاله تبث وتعلن من على اجهزة الاعلام، ومن هذا المنطلق باشر عون بعقد لقاءات مستمرة ومفتوحة مع رؤساء الكتل والقادة والسياسيين البنانيين بحراك مستمر رافضا الوضع الذي فيه رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وان ما قاله ليس نتاج ارادته وان الحريري مختطف بعد ما عادت طائرة الحريري الى لبنان بدونه وهذه هي الحقيقة التي اعلنها الرئيس عون للبنانين والعالم، حينها وهو يطالب بعودة رئيس الوزراء سعد الحريري الى لبنان وكل ما اعلنه عون كانت هواجس للقادة والسياسيين اللبنانيين ،حقيقة ما كان يتعرض له الحريري اثناء وجوده في السعودية معلنا ذالك للسفراء العرب والاجانب من خلال اجتماعات ولقاءات مستمرة حيث قام ببلورة واظهار الصورة الحقيقية للوضع الذي كان عليه الحريري في السعودية وبانه اصبح رهينة الاحتجاز والاقامة الجبرية مع عائلته لدى السعودية وهذا ما تحدث به الرئيس عون في العلن وطالب المجتمع الدولي ومجلس الامن والمنظمات الدوليه للتدخل من اجل السماح لرئيس وزراء لبنان بالعودة الى وطنه.. لقد استحضر الرئيس عون كل تجاربه وخبرته السياسية والقيادية والعسكرية والوطنية لاحتواء الازمة وصرّف مهامه بامتياز، وكانت السعودية امام كل هذا الحراك والمناشدات لا تعطي اي اجابات شافية حول حقيقة استقالة الحريري هل هي استقالة حقيقة جاءت بدون املاءات وضغوطات او هو محتجز لديها او مشبوه بقضايا فساد بسبب احتجازه مع الامراء والوزراء لمدة يومين، ثم نقل بعدها الى مقر اقامته المطوق بالحرس السعودي الذي يقوم بتفتيش من يدخل ويخرج الى سكن الحريري وعائلته.. كل هذه علامات استفهام كبيرة ناقشها عون مع القادة والساسة اللبنانيين ليتمكن من اتخاذ قرارات سليمة منها التوجه الى المجتمع الدولي لمعرفة حقيقة وضع رئيس وزراء لبنان وسعد الحريري وما يجري له في السعودية، بعد ان وصف الرئيس عون تعامل السعودية مع الحريري بالعمل العدائي ضد لبنان وامنه، والى جانب كل هذه التحركات التي يمارسها الرئيس عون، لقد عمل بقدرة ودهاء سياسي لاحتواء الازمة وتحقيق اتصالات دولية تصب في مصلحة لبنان وامنه ووحدة شعبه بعد ان اعلن تمسكه بعودة الرئيس الحريري الى لبنان.. في كل هذه التحركات والاجراءات التي قام بها عون كان مدعوما بقوة من قبل الشعب اللبناني الذي سانده في مواقفه ومساعيه الوطنية الهادفة للحفاظ على وحدة لبنان واللبنانيين وامنهم وسلامتهم لقد شكلت نشاطات الرئيس عون على جميع الصعد الداخلية والخارجية ضغوطات كبيرة على النظام السعودي لتقديم الحريري بلقاء خاص، بعد ان صرح عون قبل اللقاء ان ما يصدر عن سعد الحريري سوف لن يعكس الحقيقة بسبب وضعه الغامض وغير الطبيعي، وبالفعل جاء كلام سعد الحريري في اللقاء غير متواصل مع
مع خطاب الاستقالة مظهرا عدم ارتياحه، بشكل زاد من غموض الحالة غير الطبيعية التي يتمتع بها حديث جاء من مكان غير طبيعي وهو يتحدث عن ضرورة الناي بالنفس عن التدخلات .. والسعودية تتدخل في كل دول الاقليم بقوة في السر والعلن، لقد جاء الحريري بنبرات تظهر التراجع عن خطاب الاستقالة بسبب ردود الافعال اللبنانية والدولية على موقف السعودية، وتعاملها مع الحريري جعلها تضطر للتغيير في تكتيكها وعلى هذا الاساس جاء خطاب الحريري الذي قاله فيه ان مصلحة لبنان في وحدته ونأيه بنفسه عن المشاكل الاقليمية وعيونه تملاها الدموع وظهر عليه شدة الحصار الذي يواجهه في السعودية اثبت عدم حريته واجباره على الاستقالة.. لقد جاء هذا المشهد مؤثرا على الشارع السني اللبناني خاصة بعد تسريب خبر اختيار بهاء الحريري شقيق سعد الحريري ليخلفه لرئاسة الوزراء، لقد جاءت الامور معقده وثقيلة على اللبنانيين

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب