عقد ما يسمى اتحاد الفضائيات والإذاعات العراقية مؤتمرا برعاية رئيس الوزراء وحشد من إعلام حكومة المالكي وفضائياته وإذاعاته ،وصحفه ودوائره الإعلامية العاملة في العراق ،وقد ألقى رئيس الوزراء كلمة في المؤتمر، حث فيها الفضائيات والاعلاميين التابعين للحكومة على مواجهة الطائفية التي تصدرها وتبثها يوميا فضائيات عراقية على الشعب العراقي ،والتي كانت السبب الرئيس في انهيار الوضع الأمني وتفجره ،وهي وراء كل التفجيرات والاغتيالات والاعتقالات العشوائية وهي السبب الأهم في مشاكل العراق الأمنية والسياسية والاقتصادية، من فساد إداري ومالي قل نظيره في العالم ،باختصار شديد ،التحشيد الإعلامي المعادي لحكومة المالكي من الفضائيات (المعادية للحكومة )، ممن لم يطبل ويزمر لها ولانجازاتها وفتوحاتها ،ولا يسبح بحمدها ،فهو طائفي وإرهابي وتحريضي يجب إيقافه عن غيه ،وشموله بالمادة(4ارهاب) ،هكذا بكل بساطة وكأن الحكومة تسير على شعار وسيناريو مجرم الحرب على العراق جورج بوش، رافعة شعاره الشرير (من لم يكن معنا فهو ضدنا )،الذي به غزا العراق ودمره وزرع فيه بذور الطائفية التي تتسربل بها الاحزاب الحاكمة المتنفذة،وتقتدي بها فكرا وعملا ،قتلا وتهجيرا ،ممارسة وتطبيقا ،وما وجود حكومات طائفية متعاقبة جاءت على شكل محاصصة طائفية وقومية وعرقية أثنية ،منذ بدء الاحتلال الأمريكي إلا نتاجا سيئا لبشاعة الوجه الطائفي البغيض لهذه الحكومات ،وترسيخا كريها لمستقبل طائفي يشعل العراق بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر وهذه الحكومات والتحاصصية هي أس البلاء وليست الفضائيات يا سيادة رئيس الوزراء إذا أردت إنهاء العنف الطائفي فاضبط ميليشيات التهجير الطائفي في البصرة وديالى ونينوى وذي قار وغيرها من المدن العراقية التي تصول فيها الميليشيات وتجول دون رادع حكومي ،بل على العكس تماما فالحكومة متواطئة معها ومخترقة من قبلها (تصريحاتكم السابقة تؤكد هذا هناك جهات ولم تقل ميليشيات تستعرض وتنفذ جرائمها بالزي الحكومي والسيارات الحكومية والسلاح الحكومي )وهل أفصح من هذا القول واخطر منه ،إذن من يؤجج ويشعل الطائفية الفضائيات أم الميليشيات ؟ ومن له اليد والمصلحة في إشعال الحرب الاهلية الطائفية الميليشيات أم الفضائيات ؟ وانتم تعرفون من يقف وراء هذه الميليشيات ،لا تستطيعون مواجهتها والتصدي لها خوفا من يقف ورائها ،والذي له نفوذ واسع في العراق نفوذ عسكري وديني ميليشياوي ،هذه هي الحقيقة وليس غيرها ،وان العراقيين يعرفون هذا جيدا ،وان الفضائيات التي تناوئ الحكومة أو التي لا تسير في فلكها ،ليست هي من يؤجج الأوضاع الأمنية وإنما هي وسيلة لفضح جرائم الميليشيات الطائفية التي تعمل بأجندة إيرانية، والتي تغطي وتدلس عليها (فضائياتكم سيادة رئيس الوزراء)، فالعنف الطائفي يقوده سياسيون فاشلون على شكل فساد ومقاولات واستثمارات وتقوده أحزاب فاشلة لم تستطع تلبية طموحات الشعب ولم تستطع إيجاد الحلول لمعاناة الشعب فلفظها بل واحتقرها، بعد أن كشف زيفها وفسادها وإجرامها الميليشياوي الطائفي ، الذي يضرب عرض البلاد وطلها تهجيرا وتقتيلا وتفجيرا واعتقالا ،لإشباع شهوة الانتقام والثار والحقد التاريخي الذي يعود لآلاف السنين ،نحن نعتقد أن الفضائيات التي هددها رئيس الوزراء، سوف لن تلتزم بما يمليه عليها رئيس الوزراء وحكومته واتحاد فضائياته ،لان الإعلام لم يعد أسير الحكومات الدكتاتورية التي ترج وترسخ أفكارها الطائفية على المجتمعات وتصدرها على شكل إعلام طائفي كريه يرفضه العقل النظيف والمنطق المتحضر ،والشعب الحضاري العريق كشعب العراق ،إن دعوة رئيس الوزراء ارتطمت بجدار سميك لا تستطيع اختراقه ،إلا إذا استخدمت وسائل القهر والاضطهاد والاستبداد وغيره من وسائل الدكتاتوريات المنقرضة ، فهل ينجح المالكي في حرب الفضائيات التي أعلن عنها يوم أمس ،لتكميم أفواه الإعلام المناوئ لحكومته ….إنها حرب أخرى من حروب حكومة المالكي الكثيرة مع خصومه السياسيين والاعلاميين والأحزاب والحركات والكتل المنخرطة معه في العملية السياسية …..