18 نوفمبر، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

حرب الصور

سمعنا كثيرا عن شتى انواع الحروب البرية والجوية والبحرية , تلك الحروب قد تشن من اجل الحصول على المياه او لاسترداد بقعة ارض ما او لتحقيق مكاسب او منافع اقليمية , فالحروب هي عبارة عن افرازات لاتستطيع السياسة ايجاد  حلول لها .. ايقنت  ان الحروب تنشأ بسبب او بأخر وقد تصل في بعض الاحيان الى التوافه !  وفي النهاية هي محصلات لبدايات على حساب نهايات وهي ماكنة للقتل والتهجير والترويع والحرمان ..و لكن مع التطور في عجلات الحياة  نشأ نوع اخر من الحروب لايستخدم فيها صاروخا بعيد المدى او طائرة مقاتلة تخترق الزمن لتكون اسرع من الصوت !!!! ….لم يعلم السيد تشستر كارلسون الامريكي الجنسية الذي ولد عام1906 في واشنطن ان يكون اختراعه وهو “الصورة الفوتغرافية” في يوم من الايام بمثابة سلاحا خبيثا يحركه البعض لتحقيق نوايا غير سليمة لموضوع ما في هذه الدنيا , كارلسون كان مثابرا جدا في حياته منذ الصغر حيث انشأ مجلة كيميائية في المدرسة التي كان يتعلم فيها , وبقي في مشواره العلمي حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء بالرغم من فقدان والديه في سن مبكرة من حياته من جهة وبالرغم من انه كان مدينا بمبلغ من المال للمعهد الذي كان يدرس فيه من جهة اخرى , تمكن كارلستون من اختراع الصورة الفوتغرافية بعد جهد ليس بقليل حيث  سمي( بالعالم المجنون ) لكثرة انزعاج جيرانه منه بسبب الاصوات التي كانت تصدر منه اثناء اختراع الصورة حتى استطاع الحصول على مبتغاه عام 1950 حيث بيعت اول الة تصوير من صناعة يداه ..توفي كارلستون عام 1968 وهو مطمئن انه حقق للعالم منفعة كبيرة من خلال مكانة التصوير تلك فهي سوف تخلد اجمل لحظات حياة البشر برفقة محبيهم ..ان العالم يعاني هذا اليوم من فوضى عارمة في مجال استخدام الصورة وكيفية الحصول عليها خصوصا واننا نعيش اليوم في بلد كبلد العراق الذي لايزال متمسكا بمنظروه العشائري فظهور صورة فتاة محترمة الى جانب شخص اخر قد يتسبب بحوادث اندفاعية كبيرة !! ان العراق يعيش اليوم  بحالة طارئه لاتمس بلخلق بشيئ وعلى الجميع الانتباه وخصوصا جمعية المصورين العراقيين فلابد ان تتوخذ الحذر كونها المرجع الاول للمصورين في العراق.. ان بفضل انظمة  الحاسوب من (الثري دي او الكرفكس او الفوت شوب وغيرها من الانظمة الحديثة ) يمكن ان تتحول صورة شخصية ما سواء كانت سياسية او اجتماعية اودينية الى صورة اخرى قد تصل في بعض الاحيان لتكن مخالفة للاعراف والاديان ! لاسباب فئوية او للتسقيط السياسي و الاعلامي , ان هذه الحالة هي نوع جديد من انواع الحروب الدخيلة على بلدنا العراق فبنتعاش السوق باارقى انواع الكاميرات بالاضافة الى كاميرات جهاز الموبايل وسهولة حملها واستخدامها اصبحت هنالك كوارث داخل مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك او  تويتر , ان تلك المواقع التي يمتد اصول مؤسسيها الى الجنسيات اليهودية لم تنسى ان تحذر مستخدميها في مراحل انشاء حساباتهم  بملاحظات كتب فيها ” ان هنالك سهولة كبيرة في استخدام الغير للصورة التي تنشرها انت ..فشركة الفيس بوك غير مسؤولة عن هذه الحالة الغير لائقة ” !!! وهي شركة يهودية الاصل !!
حدثتني احدى الزميلات الاعلاميات على حالة حدثت معها , فتقول اني كنت استعرض بعض الصور الخاصة بي اثناء تجولانا الصحفي في احدى المؤتمرات مع احدى الصديقات  لكنني انزعجت كثيرا عندما شاهدت تلك الصور في مواقع اشخاص لااعرفهم بل لم يتوقف الحال الى ذلك الحد بل بدء البعض من هؤلاء الاستجداء من زملائي واصدقائي الى مبالغ مالية او كرت شحن الموبايل منتحلين شخصيتي ومستخدمين الصور التي نشرتها مسبقا ..ان مواقع التواصل فقدت خاصيتها الاساسية التي صنعت من اجلها للاسف , وان الصورة اليوم تمر بمحنة عصيبة فبعد ان اخترعها كالستون قبل ست وثلاثين عاما لتكون اداة لتوثيق اللحظات الجميلة في يوم ما او ساعة ما مرت في حياتنا وعشناها اصبحت اليوم اداة  لمحاولة تشويه اخلاق بعضنا امام محبيهم بالفعل انه سلاح الضعفاء ..!! لكنني فرحت كثيرا عندما علمت ان الجهاز القضائي العراقي يحاول اليوم ان يتبنى مشروعا قانونيا للقضايا التي تختص بحماية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وجرائم شبكات الانترنيت اللاخلاقية ومنها سرقة الصور واستخدمها بلطرق المحرمة فنحن نشيد بتلك الخطوة ونتمنى ان تتطور في القريب العاجل.. ان انفتاح العراق المعلوماتي الذي يعيشه اليوم لابد ان يحدد بظوابط اسوة بباقي الدول وحتى العظمى منها ونحن لم نصل الى حال لنكون افضل من تلك الدول !! فهي تحدد حرية انتقال المعلومة من الجانب (الامني والاخلاقي ) فلابد ان نتخلص من الفوضى العارمة في هذا المجال ولابد ان تعي وزارة العلوم والتكنلوجيا وهئية الاعلام والاتصالات الى هذه الخلل والى بقية المؤسسات والاجهزة ذات العلاقة , لابد ان نحافظ على جمالية استخدام الصورة وحمايتها من العابثين من خلال ااصدار ضوابط تفرض على مالكي منظومات البث الخاص بحزم الانترنيت وتحدد عملهم مع مراعاة حرية الفرد المسؤولة والتي لاتشكل ازعاجا او خطرا على احد لتبقى الصورة ذكرى جميلة واجمل الهدايا التي نقدمها الى اهلنا ومحبينا

[email protected].

أحدث المقالات