22 ديسمبر، 2024 5:37 م

حرب السُفن في الخليج:صَفْقةٌ أم صَفْعةٌ..!!

حرب السُفن في الخليج:صَفْقةٌ أم صَفْعةٌ..!!

تشهد منطقة الخليج العربي، تصعيداً خطيراً وحرباً بالوكالة ،بين أمريكا التي تنوب عنها إسرائيل،وبين إيران التي تنوب عنها فصائلها وميليشياتها المسلحة في عموم المنطقة،وفي العراق تحديداً،وهذا التصعيد له أسبابه،وله نتائجه الكارثية على المنطقة والعالم،فقد شهدت الايام الماضية،عملية هجوم على ناقلة (ميرسر ستريت) البريطانية، وقرصنة وخطف لسفن بريطانية وإسرائيلية ورومانية وغيرها،وتتجّه الأنظار كلها الى إيران وأتباعها،وهذه قرصنة نوعية تحصل للمرة الاولى ،بخطف أكثر من سبع سفن عملاقة مرة واحدة، وهذا ما دعا، بريطانيا،أن تدعو مجلس الامن الدولي للإنعقاد، لتفويّض هذه الدول، بالقيام بعمل عسكري، ضد إيران وميليشياتها في المنطقة،فيما أعلنت طهران حالة الإنذار ألقصوى للحرب،بعد تهديدات إسرائيلية مباشرة لإيران،وإعطاء الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر، لإسرائيل بهذه الضربة،فيما هددت بريطانيا ورمانيا( برد قاسٍ) ،على تصرفات إيران وزعزعتها أمن المنطقة ،والملاحة البحرية في الخليج العربي، وباب المندب ومضيق هرمز،هنا إستغلت الإدارة الامريكية، ودعت إيران للعودة فوراً، الى الاتفاق النووي في مفاوضات مؤتمر فيينا المتوقفة،عادة ذلك الفرصة الاخيرة،لأن الادارة الامريكية ، ترفض أن يبقى مؤتمر فيينا الى ما لانهاية،فيما قامت بعض الفصائل الولائية ،بقصف الحدود الاسرائيلية من داخل لبنان ،لجس نبض اسرائيل،والتي ردت بقوة على مواقع داخل لبنان،في نفس اليوم،إذن نحن أمام مشهد حربي قادم،ولكن كيف يكون شكل هذه الحرب،سيبرانياً كما تريده رومانيا ودول اوروبية ،أم عسكرياً كما تريده اسرائيل وتدعمه أمريكا بكل قوتها وتباركه،وللاجابة على هذين السؤالين،نعتقد أن خطاب ابراهيم رئيسي ،في حفل مراسيم إستلامه الرئاسة الإيرانية،هو (خطاب حرب وتهديد)،إذ هدد (الدول الكبرى،من أي إعتداء على ايران سيكون الردّ هو الاقسى)،فيما قدم عرضاً لدول الخليج العربي،يستميل فيه، ويرسل لها رسالة (إطمئنان ،للحفاظ على أمن وإستقرار المنطقة)،حتى يحيّدها ،ويبعدها عن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا،وقد ردّت المملكة العربية السعودية، على خطاب رئيسي هذا، وطالب ايران، في الإلتزام بالمواثيق الدولية ،وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتخلّي عن دعم ماسمته الميليشيات الولائية ،والإنسحاب من الدول العربية،وادانت عملية القرصنة والإعتداء على ناقلات النفط في الخليج العربي،وعدته تصعيداً إيرانياً، وتصدير أزماتها الداخلية الى الخارج،خاصة والتظاهرات الغاضبة التي عمت مدن كافة بما فيها العاصمة طهران،إذن هناك (صفقة أمريكية –ايرانية،)من الطرفين للعودة الى المفاوضات ،فإختلقت طهران عملية خطف الناقلة البريطانية،وإحداث أزمة، لتحويل انظار العالم عن تظاهراتها الشعب الايراني بكل قومياته ،في عموم ايران ضد نظام الملالي،فيما نرى أن ماجرى في خليج عمان من الهجوم على ناقلة (ميرسر ستريت)، هو صفعة قوية لإسرائيل، رداً على قصف اسرائيل ناقلة ايرانية، قبل شهر في مضيق باب المندب،فيما يحاول حزب الله قصف الحدود الاسرائيلية ،من جهتي لبنان وسوريا الجولان، للتخفيف عن ايران في الداخل،وتغيير قواعد لعبة الاشتباك هناك،التصعيد الاسرائيلي-الايراني،قائم بحرب الإنابة ،بين إسرائيل وحزب الله ،الذي يقوم بقصف صاروخي داخل إسرائيل وتشتيت المعركة مع إيران،وخلط الأوراق على الداخل العراقي،الذي يشهد عمليات ضد أهداف أمريكية من قبل فصائل ولائية، وميليشيات عراقية تجهر بقصف مواقع أمريكية، وتفجير أرتال امريكية منسحبة،وتصعيد في اليمن وسوريا،ولكن هذا لايعني أبداً أن امريكا لن تردّ،وأن بريطانيا لن تردّ،وتترك الأمر لإسرائيل فقط،خاصة وإن إسرائيل،لاتتوقف عند قصف مواقع حزب الله في لبنان وسوريا، ولكنها ستضرب العمق الإستراتيجي الإيراني،وهي تمتلك مبررات القصف،وقصد هنا المفاعلات النووية في( نطنز وبارشين )وغيرها،بعد أن إعترف روحاني، وأحمدي نجاد ،بقيام إسرائيل بسرقة الملف النووي الايراني كله،اليوم سيقول مجلس الأمن كلمته ،بخصوص طلب بريطانيا الردّ على إيران،وبعدها ستشكّل الادارة الامريكية ، تحالفاً عسكرياً من بريطانيا ورومانيا وإسرائيل،وربما فرنسا وألمانيا وغيرها،ضد إيران،تماماً كما حصل مع غزو العراق،وهذا ما أعلنته بريطانيا على لسان وزير خارجيتها ،وكذلك رومانيا وامريكا،إذن فكرة تشكيل تحالف عسكري،واردة جداً لمواجهة خطر إيران وأذرعها في المنطقة،وزعزعة إستقرار الملاحة في الخليج العربي وهرمز، وهو ماتخشاه الأدارة الامريكية،والاتحاد الاوروبي وبريطانيا،خاصة وإن خطر (المسيرات الايرانية)، صار يهدد المنطقة بفعاليته وخطره، وهو ماحدا باسرائيل بقصف مصنع(غزة) داخل إيران وتدميره، إن المفاوضات في مؤتمر فيينا، أخذت طابعا واحداً،ومطلباً واحداً، وهو ( حلّ الميليشيات وتدميرالصواريخ والباليسيتية والمسيرات)، وهذا ماترفضه إيران لأنها تعتبره ، السبب الوحيد لوجودها وسيطرتها على المنطقة ، وبقاؤه من بقائها،وحلّ الميليشيات يهدّد مسقبل إيران ومصالحها الإستراتيجية،بل يقضي على مشروعها القومي الفارسي والديني الكوني،نعتقد أن مايجري من تصعيد ودعم وتدخل إيراني، في أكثر من مكان في الشرق الاوسط(العراق وسوريا واليمن ولبنان)،وتراشق في المضائق والخليج العربي على السفن، له تداعياته وإنعكاسه السلبي على عموم المنطقة،وما جرى من قرصنة إيرانية لسفن غربية وإسرائيلية ،هو تمهيد لحرب طويلة في المنطقة،ليس من الضروري،كما نقول دائماً مواجهة عسكرية ،واشتباك جيوش،ولكنها بكلّ تأكيد حرب سيبرانية، وقصف مواقع حساسة بالطائرات والصواريخ العابرة الذكية،وستشمل لبنان وسوريا والعراق، ويكون العراق ساحة لهذه الحرب،لتوفر عوامل ومسببات الحرب،بل وإعتماد إيران على أذرعها، وفصائلها واحزابها وميليشياتها في العراق، رأس الحربة والنفيضة، لمواجهة أي غزو أو عدوان يهدد ايران ،وهو ماتعوّل عليه ايران ،وتعتبره قاعدتها المتقدمة في المنطقة،وهذا مبعث قلق عميق للإدارة الامريكية،وقد أبلغه الرئيس جوبايدن لرئيس الوزراء الكاظمي، في زيارته الاخيرة لواشنطن، والجميع رأى الورقة بيد الرئيس،يحذّر فيها طهران، ويبلغها عبر وسيطها الكاظمي ،وأمام الرأي العام العالمي،نرى كل هذا ونحن واثقون من حصول تغيير جيوسياسي وشيك في المنطقة، وضبط إيقاع السلاح المنفلت في المنطقة، والتخلّص من عوامل القلق ،الذي يهدّد المصالح الإستراتيجية للمنطقة عموماً،وأمريكا خاصة،ونرى ملامح الشرق الاوسط الكبير،خاصة وأن البنتاغون رفض الإنسحاب العسكري من العراق،أثناء زيارة الكاظمي، وقال (أننا باقون لأمد طويل) ، وهذه رسالة قوية جداً، للميليشات والفصائل العراقية الولائية وايران،لمن يصرّ على طرد القوات العسكرية الأمريكية من العراق، وغلق سفارتها وقواعدها،الأوضاع كلها مفتوحة على تداعيات مرعبة ،لايمكن التكهّن بمستقبلها ،أبواب الحرب مفتوحة على مصراعيها ،في ظلّ تصعيّد وتهديّد إسرائيلي وأمريكي وإيراني، لإشعال حرب مدمرة في الشرق الاوسط، ،فهل ستكون حرب السفن بداية لهذه الحرب و سبباً فيها،أم (صفقة) لتمريرصفقة عودة الاتفاق النووي الايراني، في مؤتمر فيينا،أم سيتكون( صفعة) ضربتها إيران بوجه أعدائها ،لتحقيق حلمها في أن تكون دولة نووية ،رغم أنف أمريكا وإسرائيل والعالم…