حرب الخليج الفارسي.. عركة غمان.. والخاسر الحاجوز

لو اطلعت على قضية الحرب التي تلوح في الأفق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية لوجدتها لا تختلف كثيرا عن مشاجرة بيت اثنين غمان صدعوا رؤوس الناس بكثرة تهديداتهم الفارغة.
أربعين سنة والطرفان متناحران حد القطيعة والفوضى داخل منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت بسببهما منطقة ساخنة لا يجروء القريبون منها ولا حتى البعيدون للتقرب إليها, كل هذا سببه كثرة التهديدات التي يطلقها الطرفان بين حين وأخر, لا نعرف متى يشمر العنتريان عن ساعديهما ويشتبكان كالرصاصة رحمة في قلب المنطقة حتى تنتهي بعدها أزمة العنتريات ويتجه كلا منا إلى عمله.
الخاسر الوحيد في هذه العنتريات الفارغة هو من اتخذ دور (الحاجوز) في هذه المعركة التي كتب لها إن لا تقوم منذ أربعين سنة مضت وأربعين سنة قادمة,, لن تقوم ابدآ فكل منهم يعرف حجم مصالحه وما يصيبها من ضرر إلا الحاجوز المغفل بينهم فهو الوحيد الذب لم يعرف حجم الخسائر التي تعرض وسيتعرض لها إن اتخذ من هذا الدور البائس موقفا له,, لو كان في حسابات أميركا شحن حرب ضروس على إيران لفعلتها منذ ربع قرنا أو أكثر حين كانت إيران تعاني ورم الحرب مع العراق والذي أثقل كاهلها وأصابها بشيء من الشلل!! لو كانت ترغب أمريكا بتلك الحرب لفعلتها دون الدخول في مفاوضات عقيمة مع إيران حول برنامجها النووي ( هذا إن وجد فعلا) لكن مصالح الطرفان تتطلب منهما التصعيد الصوتي فقط دون اللجوء إلى الصواريخ الباليستية أو العابرة القارات ولا حتى للحاملة في مقدماتها رؤوس نووية,, القضية لا تستحق فعلا لكل هذا التصعيد ولا تستحق القتال فكلاهما يدرك إن مصالحه فوق كل اعتبار ومن مصالحهم ترويع المنطقة الغنية بكل شيء ولولا هذا الترويع والتخويف فلن تستطيع أمريكا ولا حتى إيران من حلب الدول الموالية لهم اقتصاديا..
من يصدق ان الخلاف الامري إيراني لم يكن ضمن اتفاق مخابراتي مسبق بينهما الهدف منه ابتلاع اقتصاديات بلدان الخليج المتخمة بالذهب والفضة.. من يقتنع إن كل ما يدور في المنطقة هو عركة غمان عركة إعلامية فقط لإثارة الضجة والفوضى لا أكثر.. من يقتنع من؟؟!!
وعليه صار من الواجب على دول الخليج السبعة إن لا تتخذ من دور الحاجوز موقفا لها,, عليها إن تدرك حسابات المعادلة التي قد تكون حكوماتنا كلها لاعب أساسي فيها من اجل كراسيهم البائسة..