23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

حرب الخطابات و”المنجنيق ” وصمود جبل أُحُد…!!!!

حرب الخطابات و”المنجنيق ” وصمود جبل أُحُد…!!!!

كل المؤشرات تؤكد ان الحكومة العراقية قرعت طبول الحرب على شعبها الصابر المحتسب حينما ساد الهدوء في اروقة البرلمان الذي ابتعد هو الاخر خلسة عن تلبية مطالب الشارع ومنح نفسه اجازة مفتوحة فيما استمرت وتيرة الاعتصامات لتتحول الى العصيان المدني في اغلب المحافظات الوسطى والجنوبية وفي مقدمتها العاصمة بغداد بينما حكومة عبد المهدي فضلت ترك العمل بانجاز الحزم الاصلاحية المزعومة من خلال اعطاء ” الاذن الطرشه” لما يجري في الشارع لتبدأ بحرب الخطابات والبيانات النارية التي لم تخلو من التهديد والوعيد وتذهب بعيدا لتصور للعالم بان المتظاهرين هم فئة قليلة وبمثابة اسرى بيد الخارجين عن القانون الذين يستخدمونهم كدروع بشرية للاشتباك مع القوات الامنية مستخدمين

مادة “المنجنيق ” لمواجهة القوات الامنية وكأن عهد استخدام اسلحة ماقبل الاسلام ومابعده عاد للواجهة من جديد ، ومع كل هذا فمامدى فعاليتها مقابل الاسلحة الحديثة التي تمتلكها القوات الامنية ولكن كما يبدو ان اطلاق تسمية “جبل أُحُد” على المطعم التركي وصمود الشباب فيه اعادت للاذهان حروب الردة … !!!
لقد عاد عبد المهدي في بيانه مرة اخرى ليجدد معزوفة تشكيل اللجان التحقيقية وبصورة مقلوبة هذه المرة لتكون برئاسة وزير الصحة للتحقيق في انواع المعدات التي تستخدمها القوات الامنية لمواجهة المتظاهرين السلميين العزل ومنها القنابل المسيلة للدموع وهنا الطامة الكبرى فهل ياترى ان الرجل وزير الصحة خبير عسكري ومتخصص بصناعة القنابل …؟؟؟ وهل ماأكدته المنظمات الدولية بل وحتى لجنة حقوق الانسان البرلمانية اتهامات باطلة الغاية منها تشويه سمعة الحكومة…. ؟؟؟ أم هي اجراءات تسويفية تسوقها الحكومة لتبرر للعالم اعمال القتل الممنهج وارتفاع عدد الشهداء والجرحى وبالتالي هي لم تقنع العالم في الاولى فكيف لها بالثانية.

ومع كل هذا الكم الهائل من الخطابات والبيانات والتصريحات التي يصدرها عبد المهدي والتي جعلته بمثابة جدار صد للطبقة السياسية ومدافعا صنديدا عنها حتى بات يحارب بتلك الخطابات لوحده بعد تخلي الاغلبية عنه ماعدا المستفيدين من بقائه..؟؟؟فأنها لم تفلح في اقناع الشعب المنتفض في العدول عن مطالبه والتمسك بحقوقه المشروعه بشتى الوسائل وهذا مؤشر واضح على وجود خلل في المنظومة السياسية، وان الخطابات والبيانات ماعادت تقنع الشارع وبدليل ان اعداد المتظاهرين تتزايد كلما خرج رئيس الوزراء بخطاب أو بيان.

والغريب ان الذي يقول ” لتكون هذه التظاهرات من اهم الاحداث التي تبرهن ان الحريات هي مسؤوليات، وهي الاداة الاساسية بيد الشعب لتقويم حكامه والتعبير عن رأيه وتحقيق مطاليبه العادلة” والكلام لرئيس الوزراء، ألا يعلم ان مطالب الشعب واضحة وصريحة وتكمن في ابعادكم عن كرسي الحكم فلماذا التشبث فيه، واذا كانت المرجعية الدينية العليا قد دافعت عن التظاهرات السلمية كما تعترف انت فلماذا تريد من المتظاهرين ان يفضوا اعتصاماتهم وتعود الحياة الى طبيعتها ، التي بالاصل غير متوفرة أبسط مقوماتها ، واذا تأجل موعد اقامة معرض بغداد الدولي الخالي من الصناعة العراقية فهو ليس اهم من دماء الشهداء الشباب اما تأخر مواعيد اعداد موازنة ٢٠٢٠ كما تقول فياترى ماذا حققت موازنة ٢٠١٩ للشعب من خدمات وهل انصفت المحرومين وماذا ستحقق هذه فهي كسابقاتها امتيازات ومخصصات للمسؤولين فقط..!!!
بات مؤكد للشارع ان هناك جهات تدفع عبد المهدي بالعدول عن تقديم استقالته وبدليل الدماء تسيل وهو يصدر بيانات وخطابات لاجدوى منها واضحت مثار استهجان من قبل الشعب وصورت للرأي العام وكأن العراقيين يتظاهرون من اجل اقالة حكومة “جزر الواق واق ” ، وليس حكومته التي لم تقف عند هذا الحد بل واصلت عمليات القمع والاعتقال فليس من المقبول ان يواجه الذي يرفع شعار “اريد حقي ، اريد وطن ” من اعلى قمة جبل أُحُد ، بالرصاص بحجة المحافظة على النظام .. فعن أي حياة تتحدثون وأي عودة …!!!!