19 أبريل، 2024 9:47 م
Search
Close this search box.

حرب الحماقة 

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمر علينا اليوم ذكرى نهاية الحرب العراقية الايرانية التي سماها الاعلام الصدامي بالقادسية الثانية في اشارة الى بداية زرع البغض والحقد والكره العنصري للفرس فكنا نسمع باستمرار في رسائل مكررة كالفرس المجوس والشعوبية وتصدير الثورة وغيرها في التلفزيون والراديو والصحف و غيرها وحشد حزب البعث اعلامه من خلال أجتماعاته الحزبية في ترسيخ هذه الفكرة ونجح الى حد بعيد ،
ذكرت يوماً الحرب امام أحد الجنود القدامى المشاركين فيها منذ البدء فقال لي انه كان ضمن المشاة الاوائل الذين دخلوا الاراضي الايرانية وقال بالنص اننا دخلنا مدينة المحمرة ( خرمشهر ) الايرانية وشربنا الشاي ساخناً في بيوتهم ،
كانت الحرب حماقة ارتكبها صدام بدفع من امريكا ومساندة من دول الخليج الذين تخلوا عن العراق فيما بعد وطالبوا بكل فلس اعطوه له في الحرب ساعدته بعض المعطيات منها ضعف الدولة الايرانية كونها حديثة النشوء بعد الثورة الاسلامية ووجود معارضة لها خاصة في المؤسسة العسكرية التي مازال ولائها للشاه وهذه الحماقة لم يكن ثمنها فقط من الرجال الذين قتلوا واسروا وفقدوا وعاشوا ثمان سنوات من القتال بلا هدف ولكن لم يكن له خيار فالهارب من الجبهة تقتله كتائب الاعدام في الخلفيات واذا قبض عليه في مدينته فيحكم عليه بالاعدام ولايحق لأهله أقامة الفاتحة لابنها حتى البكاء عليه ، ولم تقتصر أثار هذه الحرب على الجنود المقاتلين في الجبهات بل ألقت بضلالها على طبيعة المجتمع العراقي الذي تعسكر بكله فلا حياة طبيعية لا في البيت ولا في المدرسة ولا في الشارع فحتى التلاميذ ارتدوا الملابس العسكرية باسم الطلائع او الفتوة وحتى النساء ( الماجدات ) وحتى كبار السن شكل لهم تشكيل الجيش الشعبي ليزجوا في اتون الحرب بلا خيار لهم وازاء هذه الوقود وحطب الحرب وكنتيجة لفقدان الاباء وحضورهم بشكل مستمر في الحرب نشأ جيل لاقيم ولا مباديء لديه سوى ما يلقيه الاعلام البعثي الصدامي من تحشيد للحرب وعسكرة المجتمع وأنتشرت الامراض المجتمعية وقيم غير صحيحة ساعد في انتشارها العمالة المصرية المستوردة وما نقلوه من عادات سيئة ونشر للرذيلة وجهل وتجهيل مقصود وما زلنا ندفع ثمن ومخلفات تللك الحرب الى يومنا هذا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب