قالوا:ان اﻹعلام سلطة رابعة….لكن الواقع يشير الى ان اﻹعلام هو السلطة اﻷولى،في جميع مفاصل الحياة وغدا هو المحرك الذي يرسم الرأي العام، ويؤثر فيه سواء كان صادقا،والصدق قليل ما هو،او كاذبا،والكذب والتضليل واﻹيهام والتزييف،هي أبرز صوره،وبشكل عام فاﻹعلام ليس مجرد كامرة وتقرير! وإنما هو عبارة عن مؤسسات دولية ضخمة تمتلك خبراء في كل المجاﻻت النفسية، والثقافية،واﻷمنية،واﻹقتصادية….وغيرها،وبشكل عام فان اﻹعلام موجه طبق خطط وبرامج ووسائل وآليات،تضع العالم بأطرافه المترامية في عمق الحدث أينما يقع وكيفما يكون،واذا كانت الحرب هي حرب التقرير والصورة من خلال التفاعل مع الواقع،فهل نمتلك في العراق إعلاما بمستوى التحديات،وبمستوى الحرب النفسية واﻷخلاقية التي نتعرض لها؟.
والجواب على ذلك بكلمة واحدة:ان اﻹعلام عندنا قاصر الى حد الفضيحة التي ﻻتغطى بحركات اﻹنفعال والبهلوانيات،فأغلب وسائلنا اﻹعلامية تحت هيمنة احزاب وشخصيات وطوائف تركت ساحة المعركة الحقيقية وإشتغلت بالتسقيط والتسقيط المتبادل،فأطفال العراق ونساءه وكبار سنه واﻷبرياء بشكل عام تزهق ارواحهم في كل يوم واﻷعلام الحزبي موجه للون سيارة فلان او لون ملابسه،فمنذ التغيير الذي حصل في العراق عام2003م والعراق يتعرض لحروب في جميع المجاﻻت، بل ان في السلطة رجال هدفهم تدمير العراق،فلا غرابة في اساليب حرب اﻷعداء ضد خصومهم،ولكن الغرابة والعجب ان مسؤولين من الطراز اﻷول او اعضاءا في مجلس النواب ومفاصل الدولة ينبري احدهم ﻹسقاط اﻵخر او يكون الى جانب اعداء العراق،وقاصمة الظهر في اﻹنقسام الطائفي والسياسي والمناطقي الذي يشكل امراضا خطيرة ﻻيمكن شفاؤها، طبعا في الدول المتحظرة التي ﻻتفرط بمصالحها العليا لم يحدث ان تنابز مسؤوليها باﻷلقاب والتسقيط،بل يظهرون آراءهم المخالفة بعد اﻹستقالة او انتهاء فترة حكمهم!
ايها المتنافسون او المتخاصمون ارحموا الشعب وتحملوا المسؤولية وﻻيكن اكثركم كحمار بني اسرائيل يحمل اسفارا.