22 ديسمبر، 2024 3:16 م

حرب الجوامع والحسينيات

حرب الجوامع والحسينيات

من البؤس أن تدفعكَ الأحداث المؤسفة لما يجري اليوم وأغلبه في ( بغداد ، ديالى ، البصرة ، كركوك ) أن تضع هذا العنوان المضطر لمقالتكَ في يأس مما يحصل وتذكير أن ما يجري هو على حد قول قسطنطين كافافيس في قصيدة المدينة : ( الخراب أينما حللت).
فما لانريد أن نتمناه ونعتقده ونؤمن فيه أن هناك حربٌ خفية ومعلنة أسمها حرب الجوامع والحسينيات وحتما التتري الذي يقود هذه الحملة هو ليس بوطني ولا مؤمن ولا أنساني أنما هو ( أرهابي ) مأجور وحاقد أمي تم دفعه من قبل العقل الأخر ليؤجج في البلاد حالة لايستقر عندها يوم يهنئ فيه المواطن.
أنها حرب ارباك الوطن وجعله في حالة استنفار وفوضى وتلاسن وتحارب ، بل هي حرب المزايدات والمنابر والشخصيات ، وفي النهاية هناك المصلي البرئ يقتل في الجامع أو الحسينية ( شيعيا أو سنيا ) المهم هناك من يموت ( الطفل ، الشيخ ، الشاب ، والخطيب ، والحراس ) .
هذا الثمن اليومي للنهار العراقي ومواقيت آذانه أو مناسباته الحسينية ، أبطاله أصحاب ذهن غريب تحتار الى اي فقه تؤدلجهم سوى أن تقول عنهم انه قتلة ومرتزقة ودعاة لصناعة الأسود وحبوب الهلوسة واللثام المارق ، وهم كُثر اليوم وبأشكال وطرائق حرة ومنفلته ولا أحد يردعها (( الحزام الناسف ، السيارة المفخخة ، كاتم الصوت ، العبوة الاصقة ، الدراجة النارية ، السيارة رباعية الدفع ، سيارة السوبر المسماة ( البطة )، رسائل التهديد ، وخطاب المنابر ومنصات الاعتصام ، وكلاشنكوفات رجال النقشبندية وحتى الخطباء والنواب والمسؤولين وبعض الفضائيات )). كل هذه الادوات والعناصر هم اليوم متفاعلون بأتفاق غير معلن على أشعال نار حرب مسكينة لأن اغلب ضحاياها من المواطنين العزل ورجال شرطة في السيطرات ومفارز الطرق.
هؤلاء هم أدوات الحرب وأسلحتها ، هؤلاء هم ابطال هذا الفيلم السينمائي المرعب الذي لم يتخيله حتى هيتشكوك أن يدخل رجل ملتحي وصامت ومترب الوجه ليفجر نفسه بين حشد من الناس في وضع الركوع او لحظة الاصغاء لما يقوله الخطيب .
حرب الجوامع والحسينيات التي يقود الخجل ساسة البلاد وقادتها ليتحدثوا عنها بالمكشوف هي واحدة من اخطر مقدمات العودة الى المربع الأول ( 2006 / 2007 ) وعندما نعود الى ذلك المربع المتشائم اقسم برأس العباس ع .وبعباءة ابي حنيفة ( رض ) سوف نرى اياما اشد محنة وأذى وتحطيما للذاكرة العراقية وذاتها من ايام المربع الأول حيث سيكون ما يجري في سوريا الان نزهة بالنسبة لما سيجري في العراق الرخو في وضعه الداخلي والحدودي وستهب الدنيا كلها ، هذا يعين ذاك وذاك يعين هذا ، ما دامت بعض الانظمة المجاورة والبعيدة تحس بالذعر في ذلك التباهي الغير مبرر لمسؤول نفطي عندما يقول بعد عامين ربما سنصدر 10 مليون برميل في اليوم.
لقد اختار اعداء الوطن من الداخل والخارج اللعبة الصح في تأجيج الوضع ودفعه الى يوم عراقي دام ومؤثر يموت فيه الابرياء بدون عدد . فكان عليهم انه يتوجهوا الى التابوه ( القدسي ) الجامع والحسينية ليمارسوا فيه هواية دفع العراق الى المأزق وحماس التحريض ورد الفعل الخطير في ثقافة : كم تقتل مني ،أقتل منك مضاعفا…..!
حرب الجوامع والحسينيات ، حتما هو العنوان البائس لمقالة لايتمنى كتابتها اي كاتب ، لأنها لو كتبت فهذا يعني ان اليأس بدء يقترب .وانا كل امنياتي أن تكون بلادي ممتلئة بالتفاءل والأمل والسلام…..!